قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، "إن المؤتمر الدولي للسلام في باريس هو نداء من أجل السلام، وما نسعى إليه هو إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967 الذي يُعد استمراره وصمة تاريخية بغيضة لا يجب ولا يصح أن تنتمي إلى زمننا الحالي".

وأضاف أبو الغيط، في كلمته أمام المؤتمر الدولي للسلام الذي بدأت أعماله اليوم في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة سبعين دولة وخمس منظمات دولية، "أنه لم يعد العرب والفلسطينيون بشكل خاص يتقبلون أو يتفهمون مساعي إعادة اختراع العجلة من جديد، فالمنهج القائم على إحياء العملية التفاوضية دون إطار زمني واضح أو مُرجعية راسخة يستند إليها أصبح أمرا لا يمكن القبول به".  

وأوضح، "أن ربع قرن من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بكل ما استقر خلاله من مبادئ وقرارات دولية، يضيق المجال عن ذكر كل منها، ومُبادرات حازت إجماعا عالميا، يكفي ويزيد لكي نصل إلى نهاية المطاف أو ما أطلق عليه بالإنجليزية الـEnd game"، مشيرا إلى أن "الأمور أصبحت واضحة ولم يعد بالإمكان الاستمرار في ربع قرن جديد من عملية سياسية بلا أفق زمني واضح ومحدد".

وقال: "لا شك أن في ذلك الإصرار اقتناع صادق لدى حكومة فرنسا بأنه يتعين على المُجتمع الدولي أن يتحمل نصيبه من المسؤولية إزاء استمرار النزاع الأخطر والأطول في الشرق الأوسط دون حلٍ أو حتى أفق يُبشر بتسوية في المُستقبل"، مضيفا أن "توالي الأزمات الكبرى على المنطقة العربية أعطى للبعض انطباعا مغلوطا أن القضية الفلسطينية تراجعت إلى مرتبة ثانية، وليس هناك ما هو أكثر خطأ من هذه الرؤية، فكل من يعرف أوضاع هذه المنطقة يُدرك عُمق تأثير القضية الفلسطينية في مُجريات أحداثها منذ نشأتها، وإلى يومنا هذا، ويُدرك كذلك أن إيجاد تسوية عادلة ودائمة لهذه القضية يظل الطريق الأقصر لتحقيق استقرار حقيقي، والطريق إلى هذه التسوية معروف للجميع، ومحطة الوصول النهائية معروفة كذلك".

وأكد أن "ما نسعى إليه هو إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 67، أي منذ خمسين عاما، الذي يُعد استمراره وصمة تاريخية بغيضة لا يجب ولا يصح أن تنتمي إلى زمننا الحالي، وما ننشده هو قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة على أساس خطوط 4 حزيران عام 67 لتعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع الدولة الإسرائيلية"، مشددا على أن "ما نتمناه هو أن يتمكن الجيل القادم، من أبناء الفلسطينيين والإسرائيليين، من كسر الدائرة الجهنمية للكراهية والانتقام والعنف".