أقامت حركة "فتح" حفل تأبين للقائد الدكتور نضال عزام في بلدة المرج، وذلك يوم الاربعاء 04/01/2017، بمشاركة عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة على رأس وفد من أعضاء قيادة اقليم لبنان،  ورؤساء الأحزاب والبلديات والعلماء، ورجال الدين، والمؤسسات، والجمعيات، والأندية من البقاع الشمالي والأوسط والغربي فلسطينيين ولبنانيين، ووالد الشهيد عبد عزام وأفراد عائلته، وشقيق الشهيد وأسرته، وأعضاء قيادة المنطقة استقبلوا الوفود المشاركة في تقديم واجب العزاء. استهل الحفل بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم مع فضيلة الشيخ عمار نعمة، وقدم الخطباء عضو قيادة المنطقة محمود سعيد، منوهاً بدور القائد الدكتور نضال عزام ومناقبيته وتاريخه النضالي في حركة التاريخ والثورة.

كلمة سماحة مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل لميس ألقاها فضيلة الشيخ عاصم جراح جاء فيها: "سألني أحدهم هل بات قريباً تجمع اليهود في فلسطين من انحاء العالم وقربت نهايتهم؟ فقلت له وهل يعقل أن يدعون أنهم أصحاب الأرض ويجتمعون رغم كذبهم وادعائهم".

وأضاف: "جبلت دماؤنا بترابها، فصائل دمنا من ترابها أعلامنا، اسماؤنا أحزابنا حركاتنا أحلامنا أمنياتنا بنادقنا أقلامنا كبارنا صغارنا نساؤنا رجالنا حياتنا موتنا من أجل قضية اسمها فلسطين، تجمعنا رغم الشتات، وتوحدنا رغم تعدد الجهات، كبِر من أجلك الصغار، حلِم من أجلك الكبار".

وخاطب الشهيد ووالد الشهيد المربي عبد عزام الذي تعلمنا وتربينا ونهلنا منه العلم والثقافة، فأنت عزام قبل ولادتك وأنت نضال في هويتك وكأنك عزمت على النضال بإسمين لك وصفتين لا ينفكان عنك ولا ينفصلان عنك رغم توقف قلبك عن خفقانه، فالمسيرة مستمرة في أولادك وذريتك يحملون اسمك بالعزم والنضال وأنت لبنة رصفت على درب التحرير.

كلمة عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة جاء فيها: "الأخوة جميعاً لكم كل التقدير والاحترام من قيادة حركة "فتح" التي تعزي آل الفقيد وذويه وأقربائه وبلدته وأبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان باسم الرئيس أبو مازن. إنَّ نضال لم يكن ابن بقعة جغرافية معينة وهو بموقعه النضالي كان إبناً لكل المخيمات، نعم أيها الأخوة نحن نؤبن اليوم قائداً حمل معاني الرجولة والوفاء والأمانة، وكان وفياً على رسالته الوطنية القومية، وكان مؤتمنا على مهامه النضالية وشِكل في حياته وعبر مسيرته الوطنية والثورية نموذجاً حياً فريداً من نوعه لأنه استطاع عبر تجربة التي مر بها عندما كان طالباً ثمَّ طبيباً ثمَّ أصبح قائداً أن يثبت أنَّ الفلسطيني يجب أن يكون متجذراً في قضيته الوطنية لأن الفلسطيني يجب أن يكون قائداً أينما كان يحمل كل معاني الوفاء والإخلاص ليس لشعبه فقط إنما لكل أبناء أمته، ونخص بالذكر أبناء شعبنا اللبناني الذين يكرموننا اليوم ويشرفوننا بحضورهم وعلى كل المستويات مع تقديرنا لهذا الإجماع اللبناني والفصائلي والحزبي لأن الراحل أدرك أن فلسطين هي قبلة الأمة العربية والإسلامية. أيها الأخوة دائماً نقول لدينا عدو واحد هو العدو الإسرائيلي لأننا لا نريد الدخول في صراعات هنا وهناك حتى لا نمزق قدراتنا وطاقاتنا على أكثر من جبهة، ونترك الجبهة الأساسية، نعم هذه قناعتنا حركة "فتح" قلنا منذ البداية أن فلسطين لكل الفلسطينيين لكل القوى والأحزاب الفلسطينية المسلم والمسيحي، لأن الكل متضرر من الاحتلال الإسرائيلي المساجد دنست، والكنائس دنست من قبل الصهاينة العنصريين الذين يبيحون قتل الإنسان والقتل المتعمد، نعم افتقدنا رجلاً مهماً في حياتنا التنظيمية كنا نعتمد عليه، لكن ما يعزينا حقيقة أنه ابن بيت معروف بانتمائه الوطني وانتمائه القومي ما قبل ولادة حركة "فتح"، وهذا البيت الذي نشأ نضال وتربى فيه هو ضمانه كباقي البيوت الوطنية لاستقلالية القضية. إنَّ الحملة المسعورة التي صبت على حركة "فتح" والرئيس أبو مازن تحديداً من ألإسرائيلي والأمريكي مما أثبتت المواقف الصلبة للرئيس والقيادة أنهم لم يتنازلوا عن ثابت من الثوابت الفلسطينية، إنَّ الأحداث التي جرت وتجري في العالم العربي كانت مؤلمة لنا وخاسرين لأن كل هذا الدم الذي كان يجب أن يسيل على أرض فلسطين، منذ البداية كان يعرف الرئيس أبو مازن الطريق وأبلغ الجميع أن الحل يجب أن يكون سياسياً وأنَّ شعبكم الفلسطيني يتمنى وقف هذا الصراع لأنه يطوقنا نحن الفلسطينيين، والمطلوب تمزيق الدول العربية وإقامة كانتونات والاعتراف بيهودية دولة اسرائيل. نحن ثقتنا بشعبنا كبيرة ونضالنا مستمر شيباً وشباناً في فلسطين والشتات، وقريباً سيعقد المجلس الوطني الفلسطيني في بيروت من أجل وضع الخطة التنظيمية الواضحة والتحضير الكامل لعقد المجلس الوطني الذي هو اعطى السلطة للشعب الفلسطيني وصاحب القرارات ويغير في الإستراتيجيات وهو من يختار اللجنة التنفيذية ورئيس اللجنة لنكون أشد وحدة، وإنهاء الانقسام الذي لم يستفيد منه سوى العدو، وما قرار الأمم المتحدة 2334  ليؤكد الحق لصاحب الحق الفلسطيني لقد مرَّ القرار وسوف يكون لنا شرف النضال لإقامة دولتنا المستقلة.

كلمة آل الفقيد ألقاها ايمن عزام جاء فيها: "أيها الأخوة نجتمع هنا اليوم وفي هذه اللحظات الصعبة والقاسية لكي نرثي فقيدنا الغالي فكل الحروف والكلمات لا تفي فقيدنا حقه بالرثاء، الموت علينا حق كما الحزن علينا حق ونحن القانعون بقضاء الله وقدره، وعزاؤنا بفقدان رحمه الله هو وجودكم معنا وبجانبنا. لقد تربى فقيدنا في بيت وطني على يد مربي فاضل فتحاوي عتيق وعروبي أصيل، وأعني الوالد الكريم اطال الله بعمره، لأنه علمنا أن فلسطين هي الهدف والبوصلة وأن الطريق يمر عبر الالتزام والنضال والمقاومة، حلم فقيدنا كان زيارة فلسطين ولو فترة قصيرة والحم الثاني بالعودة ولكن قضاء الله وقدره كان سباقاً".

كلمة ابن الفقيد عبد عزام تناول فيها اصرار والده على العطاء، وبذل ما يمكن من تضحية في سبيل حركة "فتح" في أصعب الظروف رغم معاناته، وأكد أن النهج النضالي مستمر بالانتماء لفلسطين وحركة "فتح".