أنهىالمجلس المركزي اول أمس دورته الخامسة والعشرين، دورة إنجاز استحقاق الدولةوالوحدة، واصدرت بيانا سياسيا هاما، تضمن الدعم الواضح والمباشر للقيادة السياسيةالفلسطينية في توجهها للامم المتحدة لنيل الاعتراف والعضوية الكاملة لدولة فلسطينعلى حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 في المنظمة الدولية الاولى، كما أكد علىضرورة الاسراع في تحقيق المصالحة الوطنية، وجسر الهوة بين القوى ذات الصلة فيموضوع حكومة الرئيس الانتقالية، والكف عن وضع العصي في دواليب الوحدة الوطنية ....الخ

النتيجةمن اجتماع المجلس المركزي إيجابية بالمعنى الوطني العام. وجهود القائمين علىالدورة إسوة بالدورات السابقة جيدة، وحققت الغاية المرجوة منها، وفق الاليات ونظمالعمل المعمول بها تاريخيا. لكن المسؤولية تحتم تسجيل ملاحظات إدارية وفنية لعلهاتلقى التجاوب والقبول عند الهيئة القيادية في رئاسة المجلس الوطني ممثلة بشخص الاخسليم الزعنون (ابو الاديب) ومساعديه، لاحداث نقلة ايجابية تساهم في تفعيل وإغناءاللقاءات الوطنية العامة بما يخدم العملية الوطنية. ومنها:

اولاإعداد تقرير مفصل للجنة التنفيذية عن عملها ما بين الدورتين، وتوزيعه على الاعضاءجميعا بما في ذلك المراقبين. وهذه النقطة ليست إضافة، لان اللوائح الخاصة بالمنظمةتحتم على اللجنة التنفيذية رفع تقريرها الى المجلس المركزي ليتم  مناقشة أداءها، وتقيمه. لان المجلس المركزيمرجعيتها السياسية والتنظيمية.

ثانياإضافة أعضاء جدد من الكفاءات الثقافية والاعلامية والاكاديمية والشخصيات المستقلةبصفة مراقبين لتعميق النقاش في المسائل الوطنية المطروحة، ولتجاوز العقلية السائدةفي الاوساط الفصائلية، التي تلعب الدور الرئيسي في النقاش والتقرير في البيانالسياسي.

ثالثاالكف عن الطريقة التقليدية في إدارة الحوار. لان ما يجري اشبه ب"سوقعكاظ" ولكن بشكل أقل إبداعا، او ينتفي منه الابداع والخلق، بعكس سوق عكاظ،الذي كان محفلا للابداع والعطاء. اثناء توزيع الدعوات على الاعضاء والمراقبين، يتمالطلب من كل شخص او ممثلي الفصائل حمل مقترحات محددة وواضحة في نقاط بعيدا عن لغةالدش الخطابية المملة، ويعطى كل متحدث زمن محدد لا يزيد عن خمس دقائق ليسجل موقفهاو موقف حزبه تجاه المسائل المحددة المثارة، او التي يريد العضو او الفصيل اثارتها.

رابعايتم التصويت على كل ملف من ملفات البحث الوطني بعد إتمام النقاش حوله من قبلالاعضاء بصياغة واضحة للفقرة التي سيتضمنها البيان الختامي، مع الانتباه للوقت،والانتباه لاولئك الذين يأتون المجلس ليعيدوا على اسماع اعضائه اقوالهم القديمة-الجديدة في خطابات لا تمت للواقع بصلة. ويمكن تشكيل لجان متخصصة لكل ملف منالملفات لبحث الموضوع خلال زمن محدد بعد تقديم مجمل الاقتراحات من قبل الاعضاء بعدكلمة الرئيس ورئيس المجلس الوطني والضيوف، والعودة للمجلس بنص واضح حول القضيةالمطروحة.

خامسامع الاحترام والتقدير للاخوة المعروفين مسبقا في كل دورة لصياغة البيان السياسي،تفرض الضرورة تغيير عضوية لجنة الصياغة وتعزيزها بشخصيات مستقلة وثقافية ذات كفاءةفي حقل الكتابة السياسية والمعرفية.

سادسالا يزيد عمل الدورة عن يوم واحد لكسب واستثمار الوقت، إلآ في المحطات الكبيرة،التي تستدعي توسيع الحوار حول ملفات عديدة. مع وضع ضوابط حازمة في كيفية إستثمارالوقت. وايضا ضبط الدخول والخروج من والى القاعة.

سابعاالطلب من بعض الشخصيات المتخصصة تقديم دراسات لاعضاء المجلس المركزي في الملفاتالسياسية والامنية والاقتصادية والقانونية والثقافية والتربوية والصحيةوالاعلامية، وحول دولة الابرتهايد الاسرائيلية وقضاياها المختلفة،والعلاقاتالاميركية - الفلسطينية ، والعلاقات الفلسطينية -العربية على المستوياتالمختلفة... إلخ من الملفات التي ترتأيها قيادة المجلس مفيدة لاعضاء المجلسالمركزي، ويمكن ان يطلب من الشخص المعني إذا سمح الوقت بعرض افكاره بزمن لا يزيدعن عشرة دقائق، وان لم يسمح الوقت، فالدراسة بحد ذاتها تشكل إسهاما من قبل المجلسومعد الدراسة لترشيد رؤية اعضاء المجلس المركزي.

هذهافكار اولية لاغناء عمل المجلس المركزي، وهي تنطبق على المجلس الوطني إذا أتيح لهعقد دورة جديدة. وعلى اعضاء المجلس المركزي ان يشكلوا قوة ضغط حقيقية على القيادة(للاسف هم المفترض القيادة) لدعوة المجلس الوطني لتجديد عضويتة وفقا لمبدأالانتخابات لاعضائه في الاماكن التي تسمح بذلك. والعمل على حماية منظمة التحرير منالتآكل وتراجع الدور، ولتقبى الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. ويمكن لكل منيشعر بالمسؤولية تجاه الهيئات المركزية لمنظمة التحرير ان يتقدم بالافكار والرؤىللارتقاء بعملها وبلوغ افضل النتائج السياسية من عقدها في زمن قياسي مثمر.