اصيب قادة اسرائيل بالسعار اثر القرار الاوروبي بمقاطعة المستوطنات حتى من كان يصف نفسه بالمعتدل مثلما وزير المالية يائير لبيد الذي اعتبر القرار تخريباً لجهود وزير الخارجية الاميركي جون كيري. ورئيسة حزب العمل شيلي يخموفيتش التي انتقدت القرار ووصفته بأنه يضر باسرائيل ويعزلها اكثر من أي سلاح متطور موجه لاسرائيل واعربت عن اسفها لان اوروبا تركز على المقاطعة بدل مساعدة الاميركيين على احياء عملية السلام. وانتقد مجلس المستوطنات القرار وحاول تشبيهه بسياسة العزل النازية ضد اليهود مع انه لا توجد مقارنة بين الامرين بل ان الاستيطان هو السلوك العنصري الوحيد في العالم اليوم بعد اندحار الانظمة الفاشية والعنصرية فوق الارض.
ومع الانتقادات الاسرائيلية المتلاحقة للقرار الاوروبي من اليمين واليسار يجتمع اليوم مجلس التخطيط الاعلى الاسرائيلي ليقرر سلسلة مشاريع استيطانية في مستوطنات في رام الله والاغوار مع وصول الوزير الاميركي كيري.. وكان الاسرائيليون اعتادوا منذ ايام كونداليزا رايس ربط زيارة أي مسؤول اميركي بالاعلان عن مناقصات بناء في المستوطنات واستمروا مع جولات كيري المكوكية بالاعلان عن مصادرة اراض وعطاءات بناء خاصة في القدس المحتلة في تحد واضح للمساعي الاميركية وفي خطوات تصعيدية لاستفزاز الجانب الفلسطيني حتى يعلن رفضه للمساعي الاميركية بدلا من ان يكون الرفض اسرائيليا واعتقد ان الرئيس ابو مازن في اجتماعه مع كيري قال له اننا جاهزون لاستئناف المفاوضات دون قيد او شرط ودون وقف للاستيطان ودون اطلاق اي اسير ودون ازالة أية بؤرة استيطانية ودون أية مشاريع تحفيز اقتصادية وسننتظر ما تستطيع أن تفعله مع نتنياهو يا غضنفر؟
الجواب أن كيري لن يحصل على أي شيء من الحكومة الاسرائيلية والدليل ما قاله وزير كبير في حزب الليكود أمس لموقع ريشيت بيت الاسرائيلي من أن نتنياهو لا يعتزم ولا يخطط لتقديم أي شيء للجانب الفلسطيني وأن خطته هي إظهار الاستعداد للتفاوض وإن أراد نتنياهو تقديم أي شيء سيجد نفسه وحيداً مع وزير آخر فقط.
هذه هي حدود رغبة نتنياهو في السلام مجرد رغبة في التفاوض من أجل التفاوض.