أذاعت القناة الرابعة في بريطانيا آذان الفجر بمناسبة شهر رمضان، متحدية بذلك الانتقادات التي تعرضت لها.

وستذيع القناة التي تعد أول قناة وطنية ممولة من قبل الحكومة البريطانية، آذان الفجر عند الثالثة صباحا طوال شهر رمضان بالإضافة الى سلسلة من البرامج كجزء من التعريف بهذا الشهر.

وتسببت هذه المبادرة من قبل القناة بجدال واسع في بريطانيا، حيث يمثل المسلمون أقل من خمسة في المائة من السكان.

ودافع مدير البرامج اليومية في القناة رالف لي عن قرارها إذاعة أذان الفجر وبرامج تركز على رمضان، وقال لرويترز: "نتمنى من المسألة برمتها لفت الأنظار الى أقلية مهمة في بريطانيا. هناك تقريباً ثلاثة ملايين مسلم في بريطانيا. وبالنسبة الى غالبيتهم سيكون رمضان جزءاً رئيسياً من عامهم، وسيمارسون طقوس شهر رمضان من دون إحداث جلبة. ونتمنى أن يؤدي هذا القرار إلى لفت الأنظار الى تجربة رمضان وما يمرون به خلال هذه الفترة".

ورفض لي ادعاءات وردت في بعض قطاعات الإعلام البريطاني ومن الساسة اليمينيين عن أن الخطوة محاولة للدعاية. وأضاف: "ليست خطوة دعائية، الأمر يتعلق بالغرض من وجود القناة الرابعة وهو تمثيل الأصوات البديلة والأفكار المختلفة، هذا لن يسر كل الموجودين في بريطانيا، ولكن في النهاية هذا هو الغرض من القناة الرابعة، لذلك أتمنى من الرافضين أن يخوضوا التجربة ويلقوا نظرة وإذا أرادوا فليواصلوا النقد، وسنصغي إليهم".

من جانبه، قال حزب الاستقلال البريطاني الرافض للاندماج مع أوروبا إن قرار القناة الرابعة إذاعة أذان الفجر مستفز وغير ملائم.

وقال المتحدث الصحافي باسم الحزب جوين تولر: "نشعر أن القناة الرابعة تقوم بدورها التقليدي كما ترى نفسها لاستفزاز الطبقة الوسطى في انكلترا ومن لا يشاركونها آراءها وأسلوبها. ولو كانت قناة تجارية قد لا تكون لدينا مشكلة كبيرة معها، إذ هناك قنوات تجارية تذيع الأذان، لكنّ هذه قناة يموِّلها دافع الضرائب وتستفز الطبقة الوسطى بعدما سرقت أموالها لدفع مقابل هذا الاستفزاز".

وأضاف تولر: "الآن لدينا هذا الشعور في ضوء الأهوال التي وقعت في وولويتش، هذا ليس الوقت الملائم أو المكان الملائم أو طريقة التمويل الملائمة التي يمكن من خلالها الإقدام على قرار كهذا".

بدوره، أشاد مجلس المسلمين في بريطانيا الذي يمثل نحو ثلاثة ملايين مسلم في البلاد بمبادرة القناة الرابعة.

وقال مساعد الأمين العام للمجلس عمر الحمدون: "الخطوة مهمة جداً، فنحن نعيش في بريطانيا في مجتمع متعدد الثقافات وعندما نقر بأن المسلمين جزء من المجتمع وعندما نمنحهم ذلك النوع من الانتماء من خلال إذاعة الأذان، فأمر مرحّب به".

إلى ذلك، قال رسول الموسيقي والمؤذن الذي ولد في جنوب إفريقيا إنها "فرصة رائعة" لإظهار صورة مختلفة للإسلام لمشاهدي القناة وغالبيتهم من غير المسلمين.

وأضاف: "نرفع القبعة للقناة الرابعة هنا في انكلترا لهذه الخطوة، إنها رؤية ثاقبة من القيادات، وقد مللنا من تصوير الإسلام في شكل سلبي على الشاشات في أنحاء العالم. حان الوقت ليقوم الأشخاص في أعلى المناصب في وسائل الإعلام بمسؤولياتهم في إظهار الصورة الحقيقية".