قُلوبُ الفداءِ تَبقى حيَةٌ نابضةٌ ..
قُلوبُ الوردِ مُزهرةٌ لم تَمتْ ..
***
يا ورداً طالَّ انتظارُ قدومهِ ..
يا فداءً شامخاً ..
ما أضرَّ بهِ ..
طولُ الوقوفِ على الرَّصيفِ ..
ولا طولُ المكوثِ مُنتظراً ..
***
صامدٌ شامخٌ ..
متمترسٌ ..
في الخنادقِ ..
في فناءِ الدارِ ..
فوقَ الرَّصيفِ ..
فـوقَ الهِضابِ ..
***
يواصلُ الصُمودَ ..
يواصلُ السيرً ..
عبرَّ الثَنايا والمُنحنياتِ ..
بثباتِهِ المقصودِ والمَعهودِ ..
ينشرُ عِطرهُ المنشودُ ..
مُعلناً هُبوبَ الرِّيحِ ...
من كلِّ الجِهات ...
***
يَنطلقُ ..
نحوَ الغايةِ والمُبتَغى ...
نحوَ المصيرِ المُشتهى ..
رغمَ صعوبةِ الطريقِ ..
رغم قَساوَّةِ الطُغاةِ ..
رغمَ تَحالفِ الغُزاةِ ..
***
هناكَ من زاغَت ابصارُهم ..
وزَلت أقدامِهُمُ عن الطَريقِ ..
لكنَّ سبيلَ الوَّردِ ..
طريقُ الفِداءِ ..
قَسمُ العهدِ والوفاءِ ..
يَبقى واضحٌ ..
لكلِّ عُشاقِهِ الأوفياءِ المُخلصِين ..
المتُفانين في حُبِ الوردِ ..
رغمَ جراحِ الشوكِ ..
في حُبِ الوطنِ ..
رغمَ البُعدِ والمَنفى ..
***
رغم ذلك ..
قد ماتَت قُلوبُ بَعضِ ..
التائهينَ في الغِياب ..
لكنَ قُلوبَ الوردِ والفِداء ..
قلوبَ العملِ والصدقِ ..
والإخلاصِ والعَطاءِ ..
بَقِيتْ نابضةٌ حيةٌ ..
قد ازهَرتْ وانارَتْ واثمرُت ...
ولَم ولَن تَمتِ ...