حسن بكير

27 كانون الثاني 1987 تاريخ لن ينساه الفلسطينيون وخاصة فلسطينو مخيم شاتيلا. في هذا التاريخ اغتالت أيدي الغدر الملوّثة بدماء الشرفاء من أبناء وقادة حركة "فتح"، قائداً فذّا وبطلاً مدافعاً عن شعبه، منهية بذلك حصاراً استمر مدة سنتين لمخيم شاتيلا الذي سطّر بصموده أروع ملاحم البطولة وأسمى تلاحمٍ بين القائد والشعب.

إنه إبن الجرمق.. ابن الكتيبة الطلابية.. ابن فلسطين وحركة "فتح" القائد الشهيد علي أبو طوق، شهيد القرار الفلسطيني المستقل، الذي أبى مع رفاقه أن يُصادَر القرار الفلسطيني. علي ابو طوق ارتبط اسمه بِاسم مخيم شاتيلا، فأعطى اسمه الى شاتيلا وأصبح مخيم الشهيد علي أبو طوق.

كل أقلام وحبر العالم لا تكفي لكتابة مآثرك يا علي، ماذا تريد ان تكتب وعن أي عليٍ تكتب؟ عن قائد مسيرة الإعمار خلال أشرس المعارك.. أم عن علي القائد العسكري الميداني الذي أحبَّه جميع المقاتلين من كل الفصائل؟ أم عن علي الإنساني؟ أم عن علي الأب الذي يحنو على أبنائه؟ وعن علي.. وعلي.. وعلي..

تسعة وعشرون عاماً مضت وألسن الفلسطينيين لا زالت تروي قصصاً ومآثرَ عن هذا القائد، لا يخلو يوم إلا يُذكَر اسم علي أبو طوق في جميع المحافل المحلية داخل المخيم وخارجه ممّن ناضلوا معه.

في ذكراه التاسعة والعشرين قام أبناء الفتح ممَّن عاصروا مرحلة الشهيد علي أبو طوق وأولئك الذين تردّد على مسامعهم بالتواتر عن سيرته، وفصائل الثورة الفلسطينية وقوى الأمن الوطني، وأبناء مخيم علي ابو طوق، بوضع إكليل من الورد على ضريحه وقرؤوا الفاتحة لروحه ولأرواح الشهداء من أبناء المخيم.

وبالمناسبة ألقى قائد الامن الوطني في مخيم شاتيلا أحمد عودة كلمة أشاد فيها ببطولات وتضحيات الشهيد، وشهداء مخيم علي أبو طوق الذين دافعوا عن مخيمهم وكرامتهم وعن عائلاتهم، وقال: "نستذكر في هذه الذكرى الأليمة أحد أبرز الوجوه القيادية في حركة فتح، ابن العاصفة البار الشهيد القائد علي أبو طوق الذي لبّى نداء الواجب الوطني مع رفاقه من أجل الدفاع عن أبناء شعبنا الفلسطيني في المخيمات وعن القرار الفلسطيني المستقل حيث أشرف بنفسه على تنظيم معركة الصمود والتصدي، فكانت له صولات وجولات مع إخوته من أفراد وكوادر حركة فتح وأفراد فصائل المقاومة الفلسطينية، في أعتى الهجمات وأشرس المواجهات في الميدان. وهذه الإرادة المستميتة في الدفاع عن المخيم أجبرت القوات المهاجِمة على الإنكفاء والتراجع عن مخططهم الرامي الى مصادرة إرادة وقرار الشعب الفلسطيني المستقل".

وحيّا عودة تضحيات الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي وصمودهم في مواجهة شتى أساليب الارهاب والتعذيب والتجويع لافتاً إلى أن موضوع الأسرى الفلسطينيين يتصدّر المطالب والحقوق الفلسطينية لدى القيادة الفلسطينية.

كما حيّا أبنا الشعب الفلسطيني في الداخل وخاصة المقدسيين على هبّتهم ضد العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه مشيراً إلى أن هذه الهبّة هي باكورة العمل الثوري والوطني التي أرست دعائمها المبادئ الثورية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح" وقوات العاصفة وبدعم من القيادة الفلسطينية وفي مقدّمها الرئيس ابو مازن، حيث كان خطابه في الامم المتحدة بمناسبة رفع العلم الفلسطيني هو الشرارة الأولى لاندلاع هذه الهبّة.