أطلقت "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة" (يونيسكو) مشروعا لمساعدة طلاب الجامعات الفلسطينية من الفئات المحرومة والمناطق المهمشة على مواصلة دراساتهم عن طريق تمكينهم من الانتفاع بالمواد والمعدات التعليمية الأساسية، بما في ذلك الكتب الدراسية والمرجعية، والمرافق اللازمة لاستخدام الحواسيب والإنترنت.

ووقعت المديرة العامة لـ "يونيسكو" إيرينا بوكوفا وسفير فلسطين لدى المنظمة الياس صنبر في 4 حزيران على خطة عمل ترتبط بالمشروع الذي تموله المملكة العربية السعودية، علما أن التوقيع على الاتفاق الإطار للتمويل تم بين "يونيسكو" والسعودية في 25 آذار عام 2013، وحصلت المنظمة الدولية بموجبه على مبلغ 2.9 مليون دولار لتنفيذ المشروع.

وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية أن المشروع الذي سيستغرق تنفيذه 36 شهرا يرمي إلى دعم المكتبات التي تتضمن مواد دراسية أساسية، أو إنشاء مكتبات جديدة من هذا النوع في 12 منطقة في الضفة وقطاع غزة، وهو أمر سيعود بالفائدة على نحو 12 ألف طالب في السنة، علما أن المكتبة الواحدة ستضم منسقا محليا وأمين مكتبة، فضلا عن متطوعين تابعين للمجتمعات المحلية المعنية بالمشروع، وسيتم تزويدها محطة للإنترنت وآلة للطباعة وأخرى لاستنساخ الوثائق، إضافة إلى حواسيب عدة، ما يمكن الطلاب من البحث عن المعلومات مجانا. ومن المزمع إعداد استراتيجية ترويجية في إطار المشروع لتعزيز الحق في التعليم، وهي استراتيجية ستشكل محور حملة وطنية.

وصرحت بوكوفا التي أعربت عن تقديرها للسعودية أمام سفير المملكة لدى "يونيسكو" زياد الدريس، بأن "الأهمية المحورية لهذا المشروع تكمن في الدعم الذي سيوفره لطلاب الجامعات المنتمين إلى الفئات المحرومة لأن ذلك سيتيح المساهمة في الاندماج الاجتماعي كما في الحراك الاجتماعي". وأضافت أنها ترى في هذا المشروع "إشارة تدل على استدامة العمل الذي تضطلع به يونيسكو لدعم القدرات في فلسطين من أجل تحسين جودة التعليم وتعزيز الإنصاف"، مشيرة في هذا الصدد إلى المشاريع التعليمية التي سبق أن حظيت بتمويل من اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني، وإلى اتفاق بقيمة 2.9 مليون دولار أبرم مع اللجنة في آذار 2013.

من جانبه، أعرب صنبر عن امتنانه للسعودية، ووصف المشروع بأنه "عمل يكتسي أهمية جوهرية، فهو وسيلة تبرز خيار الثقافة والمعرفة الذي اتخذناه، وهو رهان على المستقبل يحمل بعدا رمزيا يتجاوز حدود المشروع في حد ذاته".

وتوجه رئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية لـ "يونيسكو" يحيى يخلف بالشكر إلى المنظمة على الدعم الذي تقدمه، مؤكدا أن "التربية والثقافة هما السبيل لضمان الأمن والسلام في العالم".

وسيستفيد المشروع من خبرات معهد الإعلام والسياسات الصحية والتنموية الذي أتاح إنشاء مكتبات عدة للطلاب منذ عام 2005.

وستتعاون "يونيسكو" مع المعهد لتوسيع نطاق هذه الشبكة، ودعم أنشطة تنمية القدرات، وتنفيذ استراتيجية ترويجية ترمي إلى تعزيز الحق في التعليم الذي تم تكريسه في العديد من الوثائق الدولية، منها اتفاقية مكافحة التمييز في مجال التعليم.