أحيت حركة "فتح" ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطيسنية المعاصرة، انطلاقة حركة "فتح" بمسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من أمام مقر الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيم البداوي الخميس 31-12-2015.

شارك في المسيرة الفصائل الفلسطينية، وقوى وأحزاب اسلامية ووطنية لبنانية، وجماهير من مخيمي البداوي والبارد، ومدينة طرابلس والمنية وعكار و الضنية والكورة .

تقدم المسيرة صورة للشهيد الرمز ياسر عرفات والقائد أبو مازن وعلم فلسطين وراية حركة "فتح"، وتوالت طوابير الأشبال والكشافة والفرق الموسيقية وتشكيلات للمكاتب الحركية والكتائب العسكرية .

جابت المسيرة الشوارع الرئيسية لمخيم البداوي وسط زغاريد الجماهير ونثر الأرز، لتعود وتنتهي لاضاءة الشعلة أمام مقر الرمز ياسر عرفات، حيث ألقى أمين سر حركة "فتح" في الشمال كلمة وجه فيها التحية لأهالي الشهداء والجرحى، وقال لهم إنَّ "دماء أبنائكم وأرواح شهدائكم ترسمُ ملامحَ الوطن في سماء الحرية والمجد.".

وأضاف: "إننا نحيي الذكرى الواحدة والخمسين لإنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة انطلاقة المارد الفتحاوي التي رسمت  هويتنا الوطنية والنضالية، المدافعة عن حقوقنا وتقرير مصيرنا وإقامة دولتنا فوق ترابنا الوطني".

"إن حركة "فتح" بكل مكوناتها وقواعدها في الوطن والشتات، وفي هذا اليوم وهذه الليلة المباركة تؤكد تمسكها بالثوابت الوطنية التي أسسها الشهيد الرمز ياسر عرفات ورعاها بحكمته وشجاعته لتبقى طليعة الحركة الوطنية الفلسطينية والعمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية. لقد أثبتت حركة "فتح" قدرتها على تحمُّل الأمانة في الحفاظ على مسيرة الثورة الفلسطينية بعيداً عن التبعية، والوصاية، والارتهان، والتمسك بالقرار الفلسطيني المستقل".

"إنَّ قيادة حركة "فتح" التي تمردت على حياة الخيام واللجوء والضياع أسست تنظيماً وطنياً ثورياً قادراً على الانطلاق، وأختيار المبادىء والأهداف والبرامج السياسية والتنظمية الكفيلة باستنهاض الشعب الفلسطيني بعد تداعيات النكبة التي ألقتْ به في مخيمات البؤس والضياع وفقدان الهوية، بهدف نزع القضية الوطنية من عقله ووجدانه".

لقد استكملت الحركة بناء المجموعات العسكرية والخلايا التنظيمية، وأخذت قرارها التاريخي بتنفيذ العملية العسكرية الأولى للحركة في ليلة  1\1\1965 بمهاجمة نفق عيلبون وكانت هذه العملية رسالة واضحة إلى الاحتلال بأَننا قد بدأنا حرب التحرير الشعبية والكفاح المسلح لإزالة الاحتلال، واستعادة الهوية الوطنية الفلسطينية.

وأشار الى أنَّ حركة "فتح" التي أسسها وقادها الشهيد ياسر عرفات، ووضع ركائزها وقواعدها، وصقل مفاهيمها وصان انجازاتها، إنها حركة الجماهير صاحبة الطلقة الأولى، والشهيد الأول والأسير الأول، وحمل الأمانة بعده الرئيس أبو مازن بجدارة حيث صان الثوابت الوطنية التي ضحى من أجلها أبو عمار .

إنَّ الرئيس أبو مازن تحمَّل مسؤولياته بأمانة في مواجهة الاحتلال الصهيوني الجاثم على أرضنا، في ظل الانحياز الاميركي والأوروبي، والصمت العربي رغم التحديات الدولية، والتعقيدات الاقليمية، والأوضاع الداخلية الفلسطينية، إلاَّ أنه استطاع أن يشقَّ الطريق بأقل الخسائر نحو إزالة الاحتلال، وتحقيق الاستقلال.

إنَّ الرئيس أبو مازن تعاطى مع معضلة الانقسام بمسؤولية عالية، فهو تعالى على الجراح، وأصرَّ على الحوار الجاد مع حركة "حماس" بمشاركة كافة الفصائل، وتم التوصل إلى إتفاقات موقَّعة من الجميع وتحتاج فقط إلى التنفيذ العملي، وتم تشكيل حكومة الوفاق الفلسطينية مهمتها إعادة الأعمار، وتوحيد المؤسسات، والأهم الاعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية خلال ستة شهور.

حركة "فتح" تتألم للواقع الذي يعيشه أهلنا الصابرون الصامدون في قطاع غزة الحبيب، هناك المعاناة الداخلية الاقتصادية والاجتماعية، والأمنية، وعملية الدخول والخروج من وإلى القطاع.

الرئيس أبو مازن وبعد خطابه في الأمم المتحدة أكد فيه على مقررات المجلس المركزي الذي انعقد مؤخراً على اعادة النظر في كل مكونات اتفاق اسلو وخاصة التنسيق الأمني لذلك طالب أبو مازن وقيادة "م.ت.ف" بعقد جلسة للمجلس المركزي من أجل الشروع في تنفيذ قراراته.

إنّ الاعتراف الدولي بفلسطين دولة تحت الاحتلال على الأراضي المحتلة وعاصمتها القدس كان الرد السياسي العالمي على عمليات الاستيطان والتهويد، والتدمير والاقتلاع، والحصار والارهاب لأنه عدوان على أرض فلسطين، وشعبها .

وطالب المجتمع الدولي تطبيق القرارات الشرعية الدولية وخاصة بعد الاعتراف الدولي بفلسطين ورفع علمها فوق الامم المتحدة ودخولها كافة المؤسسات الدولية.

وأشار إلى إنّ حركة "فتح" تنظر بقلق شديد إلى ما يجري من صراعات في الوطن العربي لأَن ما يحصل  يؤثر سلباً على القضية الفلسطينية ولا يخدم إلا العدو الصهيوني المحتل للأرض الفلسطينية وأجزاء من الأراضي العربية.

ودعا فياض  كافة المؤسسات والهيئات الدولية إلى ممارسة ضغوطاتها على الأونروا للالتزام الكامل بواجباتها تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني الذين يعيشون ظروفاً صعبة لا تُحتمل بسبب تقليص الخدمات والتملُّص من الالتزامات تجاه أهلنا في مخيم نهر البارد، وتجاه أهلنا اللاجئين الفلسطينيين من سورية وتضعهم أمام الخيارات الصعبة وأبرزها خيار الهجرة. إنَّ سياسة الأونروا هذه تصبُّ في مؤامرة سياسية لإعفائها من مسؤولياتها، وفكِّ إرتباطها بقضية اللاجئين الفلسطينيين الذين ينتظرون حقهم بالعودة إلى أرضهم استناداً إلى القرار 194.

 ودعا فياض إلى  توحيد الجهد الفلسطيني بين الفصائل واللجان الشعبية والمؤسسات لمنع استكمال المؤامرة على أهم حقوقنا السياسية. كما دعا  كافة القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية في المخيمات إلى تعزيز الوحدة الداخلية عبر المواقف المسؤولة، والحوار البناء، والشراكة الحقيقية لحماية أمن المخيمات، وتحصين الأمن الاجتماعي لتفويت الفرص على كافة الجهات المعادية لأمن واستقرار مخيماتنا وتطلعاتنا الوطنية.

وختم قائلا: " إننا في حركة "فتح" نقدّر عالياً انتفاضة القدس  وأبطالها المقاومين، ومواقف الصمود الوطني لدى أهالي الشهداء والجرحى والمعتقلين من الأطفال والنساء والشبان، وندين بشدة جرائم جيش الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين الذين احرقوا الفتى محمد أبو خضر وعائلة الطفل علي الدوابشة ومارسوا قتل أبناء شعبنا بدم بارد، وترك الجرحى ينزفون حتى الموت، واحتجاز جثامين الشهداء الطاهرة، وهدم منازل ذويهم ووضع الشروط لتسليم الجثامين، كل ذلك يعتبر جرائم حرب يحاسب عليها القانون الدولي فأين هي مؤسسات حقوق الانسان والعدالة الدولية التي تدعي ممارسة وحماية الديمقراطية في هذا العالم".

إننا على ثقة بأن هذه الانتفاضة الشعبية مستمرة في طريقها،  لذلك ندعو الجميع لاحتضانها وحمايتها، لأنها باتت تشكل الأمل وعليها يقع الرهان بتوحيد الصف الفلسطيني، وإنهاء الانقسام، ودحر الاحتلال الصهيوني.

في هذه الذكرى المباركة ذكرى انطلاقة حركة "فتح" نؤكد تمسكنا بثوابتنا الوطنية، وفي مقدمتها اطلاق سراح أسرانا البواسل من سجون الاحتلال الصهيوني .

لقد احتفل أبناء غزة بانطلاقة الثورة الفلسطينية انطلاقة المارد الفتحاوي على طريقتهم، لأن حركة "فتح" موجودة في كل بيت وحي من أحياء غزة التي احتضنت الشهيد ياسر عرفات وكانت ولا زالت خزان الثورة الذي لا ينضب".

وأكد فياض أنَّ حركة "فتح" ديمومة الثورة والعاصفة شعلة الكفاح المسلح وستستمر هذه الحركة العظيمة بعطائها ونضالها حتى تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني .