وقعت الحاجة طرب الشاويش مغشياً عليها عندما تدارك لمسامعها النبأ القاسي، وأصبحت طريحة الفراش تبكي وتصرخ من هول الصدمة والألم بعدما أصبح ابنها الثاني ناصر جمال موسى الشاويش عاجزاً عن الحركة كشقيقه خالد الذي أصابه رصاص الاحتلال بالإعاقة والشلل، وما بين اللحظة والأخرى تكرر جملة واحدة كنا في نكسة وكارثة واحدة بسبب حالة خالد واليوم أصبحت لدينا مصيبتين فمن سينقذ ابني ناصر، في منزلها في بلدة عقابا، لا تملك أم عادل سوى الدموع والدعاء وعناق صورة ناصر وطفليه، وتقول ناصر لم يعاني طوال حياته من آية أمراض وخلال مطاردته من الاحتلال وبعد اعتقاله تمتع بصحة ممتازة لذلك ما حصل معه كارثة كبرى سببها الاحتلال وعقوباته التي استهدفت ابني طوال فترة اعتقاله.
في عام 1975، ولد ناصر لعائلة مناضلة قدمت الشهيد والجريح والأسير، وتقول والدته منذ صغره كانت فلسطين حياته وهدفه لذلك أدى واجبه في الانتفاضة الأولى فكان من أبطالها ويتقدم الصفوف في مقارعة الاحتلال، تضم أم عادل صورته وتقبلها وتكمل، انه بطل الأبطال لذلك عاقبوه دوماً، فابني لم يتخلف عن مسيرة أو معركة طوال حياته حتى عندما تزوج ورزق بطفلين لم تشغله الدنيا عن قضيته الرئيسية فكان حلمه أن يرى وطنه حراً بلا احتلال وينعم أطفال فلسطين بالحرية.
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى، لم يتأخر ناصر عن تلبية النداء، وتقول والدته، خالد وناصر وهبا حياتهما لفلسطين ولم ترهبهما تهديدات الاحتلال وملاحقته لهما لذلك كان لهما دور كبير في تأسيس كتائب شهداء الأقصى. وأنا أفخر بنضالاتهم وتضحياتهم، فتقول عشنا أيام قاسية خلال مطاردة الاحتلال لناصر وخالد، فقد هددنا بتصفيتهما وهدم منزلنا ورغم ذلك استمرا في مقاومة الاحتلال الذي لم يترك منزلنا يومياً دون مداهمات لتتوالى النكبات في حياتنا من خوفنا وقلقنا على حياتهما.
وتحتفظ ذاكرة الوالدة الصابرة أم عادل، بكل تفاصيل رحلة معاناة أبنائها التي بلغت ذروتها بتكرار محاولات اغتيال خالد وناصر، والأول أصيب بكمين وأصبح مشلولاً، والثاني ناصر حاصروه واعتقلوه في 3-6-2002، وتقول بعد التحقيق القاسي حوكم بالسجن المؤبد ولكن ما تعرض له لم يؤثر على صحته ومعنوياته وصمد ليؤدي دوره النضالي خلف القضبان، وتضيف تنقل بين عدة معتقلات، وواصل دراسته و حصل على الثانوية العامة في المعتقل، واستمر في ممارسة هواياته كتابة الشعر ودراسة الأدب العربي من خلال الكتب داخل المعتقل حيث اصدر العديد من القصائد والكتابات الأدبية حول تجربة الحركة الأسيرة.
بروحه الوطنية، وشخصيته القيادية تبنى الأسير ناصر مبادرة تطالب بإنهاء الانقسام، وتقول والدته كان وحدوياً ويؤمن بأهمية الوحدة وإنهاء الانقسام لذلك وتزامنا مع الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام خاض مع عشرة أسرى معركة الأمعاء الخاوية رافعين شعار الأسرى يريدون إنهاء الانقسام، وتضيف كانت خطوة رائدة ومميزة.
وخلال زيارة محامي وزارة الأسرى ونادي الأسير، للأسير ناصر في سجن عسقلان، روى أن بداية مرضه بدأت منذ عامين، بآلام شديدة في الظهر والمفاصل، ولم يقدم له العلاج مما أدى إلى تفاقم الأوجاع والإصابة بانتفاخ الرئتين، وأضاف طوال الفترة الأولى رفضت الإدارة علاجي حتى تدهورت حالتي الصحية وعندما نقلت لعيادة سجن الرملة أجريت لي الفحوصات ولكنهم رفضوا تشخيص حالتي
على المسكنات عاش ناصر، حتى استيقظ قبل أيام فوجد نفسه عاجزاً عن الوقوف، وقال المحامين انه احضر لغرفة الزيارة محمولا من قبل أسرى آخرين ولم يتمكن من الوقوف أو السير لوحده. وقال ناصر أن إدارة السجون رفضت نقله إلى مستشفى مدني لإجراء الفحوصات وبحضور طبيب مختص على الرغم من أن مستشفى العفولة يبعد فقط 20 دقيقة عن سجن شطة، وهذا يعود للمعاملة العنصرية من قبل أطباء السجون.
إدارة السجون ما زالت ترفض علاج ناصر رغم تحذيرات محامي الوزارة والنادي، وتخشى والدته أن يصبح مصيره كأخيه خالد، وتقول " نعيش القلق وكوابيس الرعب لان ابني خالد المحكوم 11 مؤبد ما زال يدفع ثمن الإهمال الطبي، إنهم يحتجزونه فيما يسمى مستشفى الرملة ولكنه لا يتلقى أي علاج وحالته مأساوية، وتضيف خلال مطاردة خالد أصيب بالرصاص الذي أدى لشلله ورغم خطورة وضعه يرفضون علاجه والإفراج عنه وكل يوم يمضي تتفاقم معاناته ويعيش مضاعفات اخطر، وتكمل واليوم تتكرر المأساة مع ناصر لذلك استصرخ كافة المؤسسات الضغط لعلاجه، انه محكوم بالسجن المؤبد وإذا استمروا في إهمال علاجه فحياته في خطر.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها