أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذكرى الـ48 لانطلاقتها، والـ28 لاندلاع الانتفاضة الشعبية الأولى بمهرجان خطابي مركزي في المركز العربي في مخيم برج البراجنة، الأحد 13\12\2015.

وشارك في المهرجان سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور ممثَّلاً بالقنصل رمزي منصور، وامين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، وأمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين "المرابطون" العميد مصطفى حمدان، ومسؤول العلاقات السياسية للجبهة الشعبية في لبنان أبو جابر، ورئيس بلدية برج البراجنة زهير جلول، ومختار برج البراجنة نبيل عبد العزيز الحركة، وممثلو فصائل الثورة والقوى الوطنية الإسلامية الفلسطينية، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وممثلو قوى الأمن الوطني واللجان الشعبية، والطفلة الناشطة في فلسطين ضد قوات الإحتلال الإسرائيلي عهد التميمي ووالدتها ناريمان التميمي، بالاضافة الى مشاركة شعبية واعلامية واسعة.

بدأ المهرجان بعزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، تلاهما نشيد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

ثم قدّم عريف الحفل هشام الزعتر الطفلة "عهد التميمي" حيث أكدت في كلمتها اهمية انجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية  مشيرةً الى ان الشعب الفلسطيني سيبحث عن بديل لقيادته ما لم تنجز الوحدة.

ثم القى رئيس بلدية برج البراجنة زهير جلول كلمة جاء فيها: "ونحن في اجواء عيدي مولد رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) والسيد المسيح عليه السلام، نتوجّه الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالتهنئة والتبريك. لقد كان لي شرف تلبية هذه الدعوة لما تمثله فلسطين من قيمة انسانية، تختزل قصة اكبر جريمة ظلم بحق شعب كامل".

وختم كلمته بتوجيه الشكر لكل من قام بزيارة برج البراجنة لتقديم واجب العزاء لضحايا التفجيرين الارهابيين ولا سيما الوفود الفلسطينية المتعددة لافتاً إلى أن هذا يدل على مدى تلاحم الوجع الفلسطيني مع الوجع اللبناني.

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها امين سرها في لبنان فتحي ابو العردات، شدّد فيها على اهمية الوعي الفلسطيني واللبناني في تجاوز الفتنة التي كانت تُدبّر بين الفلسطينيين والجوار في التفجيري الارهابيين اللذين ضربا برج البراجنة.

كما توجه بالشكر للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ولرئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري على جهودهما في تفويت الفرصة على المتربصين شراً بحسن العلاقة بين المخيمات والجوار.

ودعا ابو العردات الى ضرورة العمل على انجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، كما اثنى على كلام الطفلة عهد في الاسراع بإنجاز الوحدة الفلسطينية.

وأضاف" ان منظمة التحرير الفلسطينية هي منظمة تحرير وليست منظمة انسانية او اغاثية ولا يمكن لمنظمة التحرير ان تأخذ دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وعلى الاونروا ان تأخذ دورها في اغاثة الشعب الفلسطيني والقيام بواجباتها خاصة أنهم من الآن يبشروننا بأن مؤسسة الاونروا ستقع في عجز بموازنة العام 2016". داعياً الى تفعيل ودعم انتفاضة شعبنا الفلسطيني.

وفي ختام كلمته وجه ابو العردات التحية والتبريكات والتهنئة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ذكرى انطلاقتها والى أمينها العام أحمد سعدات.

أمّا كلمة المرابطون فألقاها العميد مصطفى حمدان توجه فيها بالتهنئة الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولقيادتها وحيا أمينها العام المناضل الاسير احمد سعدات.

وطالب حمدان بتوحيد الصف الفلسطيني لمواجهة العدو الإسرائيلي ومخططاته داعياً الى تفعيل انتفاضة الشعب الفلسطيني والمزيد من الالتفاف حولها.

وفي ختام كلمته قدّم حمدان وشاح حركة الناصريين للطفلة عهد التميمي التي كانت النجم الساطع في المهرجان.

وقبل الكلمة الختامية للجبهة دعا عضو اللجنة المركزية لفرع لبنان فؤاد ظاهر كل من ابو جابر والعميد مصطفى حمدان ورمزي منصور واللواء فتحي ابو العردات والطفلة عهد التميمي ووالدتها ناريمان التميمي الى توزيع دروع تكريمية، وتصدّر قائمة المكرَّمين امين سر فصائل "م.ت.ف" في لبنان فتحي ابو العردات ورئيس بلدية برج البراجنة زهير جلول والرفيق ابو حديد والطفلة عهد التميمي.

ثمّ كانت كلمة الجبهة الشعبية ألقاها عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول علاقاتها السياسية في لبنان ابو جابر بدأها بالترحيب بالحضور، وأضاف "نلتقى اليوم في ربوع الانطلاقة... نلتقى اليوم في ربوع الانتفاضة... نلتقي اليوم لنقول من احد مخيمات الشتات اننا في أمَس الحاجة كفلسطينيين الى الوحدة الوطنية الفلسطينية الحقيقية. عندما كان الخلاف الفلسطيني يشتد كان يخرج الماردان جورج حبش وياسر عرفات ليقولا وحدة وحدة حتى النصر، هذه هي فلسطين، هذه هي الثوابت الفلسطينية، واليوم يسأل البعض لماذا هذه الانتفاضة؟ لماذا خرج الشعب الفلسطيني؟ لماذا خرج الشباب الفلسطيني؟! اسئلة مشروعة اليس كذلك، حسناً: اول درس من دروس الانتفاضة هي ان نقوم بمراجعة نقدية لنرى اين اصابت واين اخفقت. وبالتالي نعزز الايجابيات ونمحي السلبيات.

الدرس الأول: ان هذه المفاوضات التي دخلنا فيها لم توصلنا الى بر الامان ، لذلك خرج الشعب الفلسطيني ليقول ان الدرس الاول، وان المفاوضات خلال 22 سنة لم تحقق شيء ونحن الان في الميدان .

الدرس الثاني: ان بعد ما يُسمّى بالربيع والصيف والخريف والشتاء جاءت النتيجة أنه لم يعد هناك عرب ولم يعد هناك عروبة اليس كذلك".

وتابع: "دخل شارون الى المسجد الاقصى ولم يحرك العرب والمسلمون ساكناً فخرج اهلنا الفلسطينيون بالتصدي لهم ومع احترامي للشيوخ والعمائم ماذا فعلوا لنصرة الاقصى؟! على الاقل لم نجد احداً منهم يضرب حجراً على الاسرائيليين! ماذا فعلوا لـ221 شهيداً وليس هناك في العالم العربي من خرج في مظاهرات الا باليمن فقط. لقد وقفت نساء فلسطين تدافع عن المسجد الاقصى، هذا هو الشعب الفلسطيني، من هنا ليس غريبا ان يقدّم مهند الحلبي روحه، وليس غريباً ان تقدم أشرقت روحها. ليس غريباً ان تقول الجبهة الشعبية لا يوجد مهرجانات ولا مسيرات هناك شيء واحد فقط على كل اعضاء الجبهة الشعبية ان يتوجهوا الى مستوطنة ايل لمهاجمة الاحتلال والى الشريط الحدودي في غزة لمواجهة الاحتلال، ويسقط عضو قيادة المنطقة الجنوبية في الجبهة سامي شوقي ماضياً شهيداً هذه هي مدرسة غسان والحكيم وسعدات ووديع وابو ماهر اليماني".

ودعا أبو جابر لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإن كانت البداية بتشكيل هيئة فلسطينية ميدانية موحدة مسؤولة عن الانتفاضة وحمايتها امنياً وسياسياً واجتماعياً مطالباً بتفعيل المؤسسات في منظمة التحرير الفلسطينية.

كما تطرّق لموضوع عن الحقوق المدنية للفلسطينيين مطالباً الدولة اللبنانية بالتعامل مع الفلسطينيين كبشر ولهم حقوق ولهم متطلبات يومية هي من حقهم، وختم بالدعوة لتشكيل خلية ازمة لبنانية فلسطينية لمعالجة المشاكل اليومية للفلسطينيين.