حذرت وزارة الخارجية اليوم الأربعاء، من التقسيم المكاني للحرم الشريف بعد أن نفذت إسرائيل التقسيم الزماني.

وأدانت بأشد العبارات عمليات الاقتحام اليومية للمسجد الأقصى المبارك التي تنفذها منظمات الهيكل المزعوم، وقيام ما تسمى منظمة 'عائدون إلى جبل الهيكل' بتنظيم مسيرة في بلدة القدس القديمة، وقيام نائب وزير جيش الاحتلال 'إيلي دهان' برفقة قوات إسرائيلية ومسؤولين وطلاب من منظمة 'عطيرت كوهيم'، بإضاءة شمعة 'الحانوكا الثالثة' في رباط الكرد الملاصق للمسجد الأقصى المبارك، في تصعيد جديد يستهدف تحويل رباط الكرد الذي هو وقف إسلامي مقدس وخالص إلى 'مقدس يهودي'.

وقالت 'الخارجية إنه ' رغم جميع التحذيرات والصرخات والإستغاثات والنداءات والدعوات التي صدرت عن وزارة الخارجية الفلسطينية على مدار السنوات الماضية، والتي تكثفت خلال العام الجاري لتحذير العرب والمسلمين والعالم من مخاطر ما تقوم به سلطات الاحتلال من تغيير للوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، وما تنوي القيام به من تهويد كامل له، بدأ بفرض التقسيم الزماني ثم المكاني، رغم كل هذه الإستغاثات إلا أن ردود الفعل كانت محدودة، الأمر الذي شجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأجهزته وأدواته المختلفة على استكمال مخططاته الرامية لتهويد الحرم الشريف بالكامل'.

وأضافت أنه 'رغم الجهود المشكورة التي بذلها جلالة الملك عبدالله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة لوقف هذه الاعتداءات، ورغم الوعود التي حصل عليها، والمقترحات النوعية التي تقدم بها، إلا أن كل ذلك لم يمنع الحكومة الإسرائيلية من مواصلة تنفيذ مخططاتها التهويدية للمسجد الأقصى المبارك، واقتحاماتها اليومية التي استمرت دون توقف رغم الأحوال الأمنية المختلفة التي سادت مدينة القدس، وتحديداً في البلدة القديمة. إن دولة إسرائيل كقوة احتلال، تريد أن تزرع في عقول جميع العرب والمسلمين والعالم أن لها حقاً في الحرم الشريف يجب القبول به، وأن الاقتحامات اليومية لا يمكن وقفها رغم كل التدخلات، وأنها أصبحت أمراً عادياً ومألوفاً، وأمراً واقعاً مفروضاً لم يعد يتحدث به أحد، مما يمهد لانتقال التحرك الإسرائيلي إلى المستوى الآخر والأخطر، وهي عملية التقاسم المكاني من خلال البدء قريباً بالتركيز على تحديد مكان بعينه داخل الحرم الشريف، يخصص لإقامة الصلوات والشعائر اليهودية والتلمودية فيه'.

في ضوء ذلك، طالبت 'الخارجية' العرب والمسلمين عقد اجتماعات طارئة وعلى أعلى المستويات لمواجهة هذا التحدي الرئيس، ولتحمل المسؤولية حيال الخطر الحقيقي الذي يهدد الحرم الشريف.

ودعت الى استكمال العمل على أعلى مستويات التنسيق ما بين دولة فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية، للدور الرئيس الذي يلعبه الأردن الشقيق كونه صاحب الوصاية الدينية على المسجد الأقصى المبارك، انطلاقاً من تصريحات الملك ومواقفه المشجعة.