قديماً كانت البساطة هي السائدة في حياة كل انسان سواء كان فلاحا متعلما أو ذا شأن. فلم تكن صعبة ومعقدة كما هي اﻵن، والمرأة الريفية لها النصيب أيضا في هذا التغير الهائل الذي طرأ على حياتها وعملها وحتى المعتقدات التي تنتهجها.

تقول الحاجة فاطمة ابو ظاهر (70 سنة) انها كانت تقضي وقتها في الأعمال المنزلية ومن ثم تذهب لترعى أغنامها في اﻷراضي المجاورة أو تلك التي تقع بجانب السلك الحدودي.

وتضيف: "لما بروح أرعى بالغنم باخد معي عجوة وزبدة ومي، ولما تخلص المي بحلب الغنمات وبشرب حليبها، ولما بجوع بحشي العجوة زبدة وباكلها، عشان هيك صحتي معي لليوم وما بشكي من أي مرض الحمد لله وهيك بقضي يومي كلو، فالرعي من أرض ﻷرض".

وعندما يحين موعد الحصاد تشارك الحاجة فاطمة عائلتها في حصد القمح. وتقول: "وقت الحصاد كان أجمل وقت بالنسبة لي، أحصد بالليل، فالليل تحت ضو القمر مع جوزي ووﻻدي وعيلتي كان في أمان ما في خوف زي هلقيت".

وحين يأتي موسم قطف الزيتون كما تقول الحاجة فاطمة تأتي البركة ويذهب الرجل والمرأة وحتى الطفل يتشجع لقطف الزيتون، كانت وكأنها احتفالات والابتسامة تفارق أحدا حتى لو أن هناك بعض الشقاء.

وتتابع: "كنت اتمنى أكون متعلمة في هداك الوقت زي بعض البنات اللي بعمري، لكن الحمد لله ربنا عوضني في اولادي وبناتي علمتهم وكبرتهم وكمان كنت دايما واقفة جنب جوزي حتى لو كان الشغل متعب ومش من حقي اشتغله".

وتشير الحاجة ندى العبادلة (53 سنة) الى انه منذ 40 عاما كانت المرأة الريفية تبدأ يومها بتحضير المائدة الصباحية لعائلتها والعمل في المنزل ومن ثم تذهب وتساعد زوجها أو والدها اذ كانا يفلحان اﻷرض، فقليلات هن من التحقن بالمدارس والجامعات ذلك الوقت.

وترى الشابة حسناء شبير (31 سنة) انه بوجود العزيمة واﻹرادة طورت المرأة الريفية نفسها حيث التحقت بالمؤسسات التي جعلت منها امرأة ذات شأن في الريف وغرست في نفوس أوﻻدها أنها ليست مجرد ربة منزل ومساعدة زوجها في الفلاحة، وللمرأة الريفية دور في التغيير والتجديد وتقرير المصير.

أما إيمان ابو عيد (26 سنة) فتقول: "الزمان تقدم بالمرأة الريفية وبغيرها من النساء فشهد العالم تطورات هائلة في اﻷعوام اﻷخيرة ومن خلال هذا التطور تغير الفكر والثقافات وأصبحت المرأة مشاركة للرجل بكل شيء وليس عليها أن تنتظر منه تقرير مصيرها بدﻻ منها".

وتؤكد زين مهنا (21 سنة) أن لا فرق بين المرأة والرجل في هذا الوقت، فكرة الفرق بينهما اصبحت قديمة ومعيبة، فهي اﻵن معلمة ومهندسة ومشاركة سياسية وبإمكانها السفر للخارج وحدها للتعليم والعمل وليست كل هذه اﻷشياء حكرا على الرجل حيث يمكنها المشاركة في التغيير عبر استخدامها للتكنولوجيا الحديثة واستخدام وسائل الاتصال الاجتماعي ليس في عرض رأيها فقط بل فرضه على المسؤولين.

وتوافقت أغلب آراء النساء الريفيات على أن هناك فرقا كبيرا بين ماضي وحاضر المرأة الريفية من جميع النواحي كما انها تسعى دائما للتقدم والتطور لتنفع اﻷجيال القادمة.