استغل المحللون الإسرائيليون، الاعتداءات الدامية التي حصلت أول أمس الجمعة في باريس، للربط ما بين هذه الاعتداءات والمقاومة الفلسطينية والعربية للاحتلال الإسرائيلي من جهة، ولوصف إسرائيل وكأنها جزء من العالم الذي يعاني مما أطلقوا عليه اسم 'الإرهاب الإسلامي'، من جهة أخرى.

وعلى الرغم من أن لا علاقة لـ'داعش' وممارساتها الإرهابية بأي من حركات المقاومة الإسلامية كـ'حماس' و'الجهاد الإسلامي' أو 'حزب الله'، إلّا أن الصحافة الإسرائيلية صمّمت اليوم الأحد، على الربط ما بين هذه التنظيمات الإرهابية التي تستهدف العرب والإسلام وتهدّدهم كما تهدّد الغرب، والمقاومة التي تقاوم احتلالًا يمارس أبشع أنواع القتل والاعتداءات الممنهجة من خلال موضعة ذاتها في مكان الضحية المتمرّسة في التعامل مع "الإرهاب".

وكتبت عضو الكنيست ووزيرة القضاء السابقة، تسيبي ليفني، في صحيفة 'معاريف' قائلة إن 'العالم انقسم بعد عمليات باريس إلى قسمين، الأول هو الضحية التي تعاني. والثاني، هو الذي أعلن حربًا على العالم الحر وباشر إمّا بتنفيذها أو بالتشجيع على تنفيذها'، محاولة موضعة "إسرائيل" بجانب العالم الحر، وكل من يعاديها يصبح هو في خانة المعتدي على العالم الحر، وكأن تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش)، لم يقم قبل أيام قليلة بتفجير في الضاحية الجنوبية.

وأضافت ليفني، أن 'مشاركة الحزن والأسى لا تكفي وحدها'، متابعة أن ما يتوجّب فعله الآن هو الاختيار إمّا الوقوف إلى جانب 'الإرهاب' بكل تنظيماته وأفكاره ونشاطاته، وإمّا الوقوف مع الإرهاب، لا يوجد وسط. وليست ليفني الوحيدة التي تحاول استغلال الاعتداءات، إذ كتب المحلل في الشؤون الأمنية والسياسية، رون ادليست، في ذات الصحيفة قائلًا إنه 'يتوجّب على إسرائيلي الآن الخروج من الجمود الذي هي فيه بكل ما يخص 'داعش'، والانضمام إلى التحالف الدولي ضد التنظيم'.

وقال أدليست إن 'الاعتداءات الإرهابية التي ينفذها 'داعش' تعد بمثابة طاقة الأمل بالنسبة لإسرائيل للانضمام إلى الإجماع العالمي'، قائلًا إن 'إسرائيل وعلى الرغم من أنه لا يوجد لديها أي معلومات استخباراتية تفيد بأن حزب الله يريد ضرب "إسرائيل"، تقوم بضرب قوافل الأسلحة ومخازن الأسلحة خاصته، بدلًا من تركه لحربه مع داعش'.

وتحاول "إسرائيل"، تسويق ذاتها على أنها الدولة الأكثر امتلاكًا للمواد الاستخباراتية في المنطقة، فبعد ادّعاء نتنياهو أن "إسرائيل" قدمت معلومات أمنية لفرنسا تتعلق بالاعتداءات الإرهابية التي شهدتها العاصمة باريس الجمعة، نقلت صحيفة 'معاريف' عن مصادر مطّلعة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قولها إن 'إسرائيل قامت بنقل معلومات استخباراتية هامة للسلطات الفرنسية حول العملية والجهات التي تقف خلفها'.

ومن الجدير ذكره، أن هذه ليست المرة الأولى التي تتحدّث فيها الأجهزة الأمنية عن نقل معلومات استخباراتية لدول تتعرّض لهجمات إرهابية، إذ قالت مصادر أمنية في وقت سابق إنها قدّمت لبريطانيا وأميركا وروسيا مواد استخباراتية بكل ما يخص قضية الطائرة الروسية.

ومن الجدير ذكره، أن مدير مسرح 'باتاكلان'، قال لموقع 'واللا' إن 'الاعتداء لم يكن له علاقة باليهود في فرنسا بتاتًا'، قائلًا إن 'منفذي العملية لو أرادوا استهداف اليهود لما نفذوها مساء يوم الجمعة'، مشدّدًا على أن 'الهجوم استهدف فرنسا وليس اليهود'.