نظّمت حركة "فتح" شعبة بعلبك ومخيم الجليل مهرجاناً جماهيرياً حاشداً في قاعة الرئيس محمود عباس في المخيم بحضور عضو قيادة حركة "فتح" إقليم لبنان آمال الخطيب "أم ساري"، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني محمد بدران، ومدير الانروا ممثلاً بمدير خدمات المخيم، وممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية واللجان الشعبية الفلسطينية وحزب الله وحركة امل وتيار المستقبل، وحشد جماهيري وشعبي.

بدايةً كان تقديم للخطباء من ابو ياسر عرض خلاله لموجز تاريخي لما بعد النكبة والثورة ومراحل المد والجزر والمخططات الكبيرة التي واجهتنا، والتي تحطمت على صخرة القوة والعزة مع رمز الاحرار وفلسطين القائد الشهيد ياسر عرفات ولمحة عن تاريخ خنساوات فلسطين اللواتي كنّ الحضن الدافئ والاقوى في صناعة التاريخ الفلسطيني المشرّف.

ثمّ كانت كلمة امين سر منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في البقاع الدكتور نضال عزام، استهلّها بتوجيه تحيات الاجلال والاكبار معطرة بكوفية الشهيد الرمز ياسر عرفات وبدماء الشهداء الزكية الاغلى منا جميعاً للمرابطين الصابرين المدافعين عن المسجد الاقصى رجالاً وشيوخاً واطفالاً وخنساوات.

وأضاف "الاحداث التي تشهدها مدينة القدس والاراضي الفلسطينية ليست مجرد انتفاضة بل هي انتقاضة مطابقة لكل المعايير القياسية، هي ثورة شعبية ضد الاحتلال واعادة توحيد الارض والانسان والوجدان في فلسطين. يتدفّق الدم الفلسطيني مجدداً بكل كرم وسخاء ليغسل عار هذه الامة التي تركت نساء قلسطين وحدهن يدافعن عن المسجد الاقصى في وجه العدو الصهيوني في مشهد لا يمكن قراءته الا في اطار ازمة الرجولة في العالم العربي. وانتفاضة القدس تحمل دلائل مهمة ليس في فلسطين وحسب وانما في المنطقة العربية".

وأردف "اولاً الهبة الشعبية متزامنة مع موجة التشاؤم واليأس التي يشهدها العالم العربي بأكمله بعد فشل ما يُسمّى بثورات الربيع العربي وهنا يثبت الفلسطيني انه لم يراهن على احد بل يخوض معركته بالحجر والسكين وان اليأس والتشاؤم لم يعرف طريقه إليه. ثانياً الانتفاضة الثانية تمثّل تحدياً لمحاولة اسرائيل الاستفادة من الوضع العربي المتردي. وثالثاً الانتقاضة الثالثة تؤكّد ان الاجيال تتعب ولكنها لا تموت، والدليل على ذلك انتفاضة العام 1987 و2000 وها هو جيل جديد يتسلّم الراية ليقول للمحتل ان القمع لا يجلب أمناً. وما قول الرئيس ابو مازن انه ما لم ينعم الشعب الفلسطيني بالأمن والسلام في ارضه وفضائه ومياهه، فلن ينعم به احد في العالم". وفي الختام اكد الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام ونقول كما علمنا الرمز ياسر عرفات وما النصر الا صبر ساعة.

ثمّ ألقى محمد بدران "ابو اسامة" جاء فيها "أوجّه التحيات لكل من حضر للتضامن مع هبة الاقصى الذي يدافَع عنه بالسكين والحجر ليحيي ضمائر تغيّبت وتدعونا لأن نكون موحدين ونتحمّل جميعاً المسؤولية التاريخية في مواجهة المحتل. الماضي لنا والحاضر لنا والمستقبل لنا وما يثير الدهشة ان هناك من يحمّل نتنياهو المسؤولية وليس حكومة اسرائيل والدولة الصهيونية". وتساءل عن الدور الخجول لدول المغرب العربي والمشرق العربي ومنظمة المؤتمر الاسلامي وعن الشارع الشعبي في هذه الدول، واختتم كلمته قائلاً: "لا يمكن لنا الاستمرار الا بالوحدة التي جسّدها شباب فلسطين ميدانياً في القدس والضفة وبالوحدة ننتصر ونحفظ كرامة الشهداء ومؤسس ثورتنا المعاصرة الرمز ابو عمار".