فتح ميديا/لبنان، شيَّع أبناء مخيمي البداوي والبارد، الشهيد المغدور جهاد محمد فياض اسعد، نجل أمين سر حركة "فتح" في منطقة الشمال أبو جهاد فياض في موكب مهيب بعد أن صليّ على جثمانه الطاهر بعد صلاة عصر في مسجد الأمام علي الأربعاء 22/5/2013، ووري الثرى في مقبرة الشهداء في مخيم البداوي
وبمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاده، أقامت حركة "فتح" مهرجاناً تأبينياً في قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات الجمعة 24/5/2013.
حضر التأبين أمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان، وأعضاء الإقليم، وأعضاء قيادة حركة "فتح" في مختلف المناطق، وممثل سماحة مفتي عكار، وممثلو فصائل المقاومة الفلسطينية، واللجان الشعبية، ورجال دين، وقوى وأحزاب وطنية وإسلامية لبنانية، ورؤساء بلديات، ومخاتير الجوار اللبناني، وحشد من أبناء مخيمات الشمال.
في البداية كانت تلاوة عطرة من الذكر الحكيم لفضيلة الشيخ أبو عثمان. ثم كانت عظة دينية من وحي المناسبة ألقاها فضيلة الشيخ أحمد عطية.
ثم كانت كلمة لدار إفتاء عكار ألقاها ممثلاً عن المفتي سماحة الشيخ وليد اسماعيل الذي عزا بالفقيد باسم دار الإفتاء وعموم أهالي عكار وعائلاتها، متمنياً لو أن دماء الشهيد سالت على أرض فلسطين وفي سبيل تحرير المسجد الأقصى. مطالباً الفلسطينيين بعدم حرف بوصلة بندقيتهم عن العدو الصهيوني.
ثم حيا الحاج رفعت شناعة والد الشهيد جهاد على تحمله المسؤولية بجانبين أخلاقي ووطني، معتبراً أنَّ الحدث ليس عادياً، وأنَّ مجتمعنا الفلسطيني يقف أمام أسئلة حقيقية: ما هي الدوافع لارتكاب الجريمة؟؟ ولماذا العنف الانساني في المخيم وصل إلى هذه الطريقة؟ وتساءل لماذا كان يحكم المخيم قبل العام 68 ثلاث نفر من الدرك، واليوم كل الفصائل لا تستطيع أن تغير الحال في المخيمات، معتبراً المخيم هو المتراس الأخير والمنطلق من أجل العودة إلى فلسطين.
وأضاف شناعة، "إذا ضبطنا مخيماتنا فنحن صادقون بمطلبنا بحق العودة، وإنَّ التنظيم الأقوى والأكبر هو من يستطيع أن يعطي للمخيم الأمن والأمان، لأن أطفالنا ونسائنا يريدون أن يعيشوا بسلام في مخيماتنا، وعلينا جميعاً أن ندع هذا الأمر في رأس سلم أولوياتنا، لذلك يجب أن يكون هناك سلطة تنفيذية على الأرض تصون العرض والكرامة، لأن المخيم رمز كرامتنا، ونحن مسؤولين قبل غيرنا أن نفكر جدياً كيف نستطيع أن نضبط أمن المخيمات، وعلينا كفصائل أن نبذل كل جهد من أجل تشكيل قوة أمنية مشتركة تلاحق وتمنع ارتكاب الجرائم، وعلينا أن نبدأ حملة توعية في المؤسسات والمدارس ضد العنف لأن شبابنا جميعهم باتوا يحملون في جيوبهم سكاكين والأهل يحذرون أولادهم ولكن الشباب يجدون أنفسهم وجهاً لوجه مع من هو محرض لأخذ الثأر مباشرة، وعلينا أن نتقي الله في أولادنا وأن نراقبهم متى يعودون ومع من يخرجون، وعلينا جميعاً أن نتعاون كمجتمع وأن نحفظ أمن مخيماتنا، وان تباينا في السياسة كفصائل، ولكننا نجتمع على أمن المخيمات الاجتماعي".
ثم كانت كلمة لآل الفقيد ألقاها والده أبو جهاد فياض حيث قال "إني اقدر وقفتكم إلى جانبنا في مصابنا الاليم بفقدنا لولدنا جهاد رحمه الله واسكنه فسيح جناته والهمنا الصبر وأثابكم وغفر لجميع أموات المسلمين، ولكن لا بد من الإشارة إلى مبدأ القصاص عملاً بالآية الكريمة ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب".
وأضاف فياض، "بالنسبة لعائلة المجرم التي هربته إلى عكار بعد ارتكابه الجريمة فتعتبر متواطئة لأنه كان يجب أن تسلمه للجنة الأمنية بدل تهريبه لذلك نحن نطالب الدولة اللبنانية والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والمشايخ بأن يتحملوا مسؤولية ترحيلهم من مخيمي البارد والبداوي".
وقدر فياض عالياً جهد الشباب ومؤسسات مجتمعنا في رفضهم واستنكارهم لما حصل، مؤكداً بأنه لا يجوز أن تتكرر المأساة التي حلت بنا، ولا يجوز أيضاً بأن يكون هناك جهاد آخر، وعلى الفصائل أن تتحمل مسؤولياتها، ووجه الدعوة للفصائل إلى عقد لقاء الأسبوع القادم لوضع اليات ضبط وتنفيذ تكون جدية لرفع الغطاء عن أي مسيء تنفيذاً لما ورد في ميثاق الشرف الموقع من الفصائل لحفظ أمن وكرامة شعبنا الفلسطيني لحين عودته إلى فلسطين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها