بمناسبة ذكرى يوم نكبة فلسطين ونكبة مخيم نهر البارد، التقى أمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان رفعت شناعة بالكادر التنظيمي للحركة في منطقة الشمال، بحضور أمين سر المنطقة أبو جهاد فياض، في قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيم البداوي الأحد 19/5/2013.
وخلال اللقاء، تحدَّث شناعة منوهاً إلى مناسبة اللقاء المتزامن مع ذكرى نكبتَي فلسطين ومخيم نهر البارد وتعرُّض الفلسطينيين في مخيمات سوريا إلى نكبات صعبة وأليمة، وأشاد بدور القيادة الفتحاوية التي شكَّلت الطليعة الثورية للشعب الفلسطيني محولةً النكبة إلى ثورة والثورة إلى دولة بصفة عضو مراقب في الأمم المتحدة.
وأكَّد شناعة أن أميركا وبعد إعادة انتخاب أوباما تضغط على الشعب الفلسطيني وتهدِّد قيادته، ولفت إلى أن زيارة أوباما تهدف لتكريس يهودية الدولة الصهيونية والضغط على القيادة الفلسطينية من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات دون أي شروط، مشدِّداً على تمسُّك القيادة الفلسطينية بالثوابت وعلى رأسها وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى والاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 1967، ومضيفاً: "طلب كيري من الرئيس أبو مازن مهلة شهرين لإجبار الإسرائيليين على العودة للمفاوضات، لذلك وافق الرئيس أبو مازن، ولكن على ما يبدوا فإنَّ هذه المهلة سوف تنتهي في الثاني من الشهر المقبل دون التوصل إلى شيء".
كما لفت شناعة إلى حالة صمود الفلسطينيين في وجه الابتزازات الإسرائيلية والأميركية، وأشار إلى أن الرئيس أبو مازن رفض تقديم أية تنازلات رغم التضييق الاقتصادي والمالي وحالة الجوع التي ألــمــَّت بالشعب الفلسطيني، منوِّهاً إلى الظروف المعقَّدة والصعبة داخلياً وخارجياً التي تعيشها القضية الفلسطينية، ومشدِّداً على وجوب اعتراف العدو الصهيوني بقرارات الشرعية الدولية التي تختص بالقضية الفلسطينية قبل العودة للمفاوضات، ومؤكِّداً ضرورة إصلاح الشعب الفلسطيني لحالته الداخلية كي يستطيع أن يواجه الاستهدافات الصهيونية والدولية.
من جهة ثانية تطَّرق شناعة إلى زيارة الوفد الوزاري العربي إلى الولايات المتحدة وتسويقه لبعض المفاهيم حول تبادل الأراضي، موضحاً ما يلي: "هذا الموضوع تمَّ طرحه في مفاوضات طابا قبل كامب ديفيد الثانية بحيثُ يمكن تبادل بعض الأراضي بنسبة 2 إلى 3% إذا تمَّ الانتقال للمرحلة النهائية وتمَّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إلا أن العدو الصهيوني لم يكتفِ بذلك بل طلب ما قيمته 7%. والآن تجدَّد طرح هذا الموضوع إلا أن الرئيس أبو مازن قال بوضوح أن هذا التبادل طفيف إذا ما دعت الحاجة إليه وذلك بعد سيادة دولة فلسطين وإننا لن نبحث بموضوع تبادل الأراضي قبل الاعتراف بأراضي الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967. وعندما يكون هناك حل شامل يمكن البحث بهذا الموضوع، ولا يمكن أن نقدِّم هذا الموضوع سلفة إلى العدو الصهيوني على طاولة التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي".
كما أكَّد شناعة أن سيادة الدولة الفلسطينية هي على كامل الأراضي الفلسطينية ولا يجوز تسليم أي أرض للعدو الصهيوني، وأضاف: "عملية التبادل وصفت بأنها بنفس الحجم والقيمة، وقبل عام 2000 كان العدو الصهيوني يقترح بأن يعطي أراضٍ في صحراء النقب وأن يأخذ أراضٍ في الضفة، ولكن القيادة الفلسطينية رفضت ذلك"، منوهاً إلى أن ما يُثار حالياً هو لإحداث بلبلة وفتنة داخلية وإلهاء، ومشيراً إلى أن هذه القضايا لا يبت فيها إلا بموافقة القيادة الفلسطينية والمجلس التشريعي والمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، واستفتاء للشعب الفلسطيني بكافة أطيافه.
كما تناول شناعة موضوع المصالحة وتداعيات الانقسام، وأكَّد أن ملف المصالحة من أولويات الرئيس أبو مازن وحركة "فتح"، مشيراً إلى أن لجنة الانتخابات قد أنهت عملها وأحضرت ملفاتها وأن الرئيس بدأ بالتشاور من أجل تشكيل الحكومة مع الكتل البرلمانية بحيثُ تكون مؤلفة من شخصيات تكنوقراط، لتكون أولى مهماتها الإعداد للانتخابات.
وأشار شناعة إلى بعض التعقيدات التي تشهدها الساحة الفلسطينية وعلى رأسها استهداف بعض قيادات حركة حماس لشخص الرئيس أبو مازن بالتجريح، ولفت إلى أن كل الأطر الفلسطينية تنتظر الانتخابات الفلسطينية، داعياً الجميع لتحمُّل مسؤولياته، وداعياً قيادة حماس أيضاً لوضع ملف المصالحة على رأس أولوياتها، ومضيفاً: "هناك تحذيرات أطلقناها وخيارات تهدِّد القضية الفلسطينية وعلى رأسها إعطاء شرعية لغزة بأن تقتطع أجزاءً من سيناء وتضاف إلى غزة وهناك أطراف عربية تعمل على ذلك لأنها تريد إنهاء القضية الفلسطينية، وإسرائيل لا تريد مفاوضات مع الفلسطينيين لا من قريب ولا من بعيد وتريد تعطيل كل شيء في السياسة والمفاوضات وتريد أن تكسب المزيد من الوقت للاستيطان في القدس والضفة واستحداث بؤر استيطانية جديدة. فكل يوم هناك قرارات من المحاكم الصهيونية لأهالي القدس بهدم بيوتهم بأياديهم، إضافةً إلى إقامة الكنائس حول وفي باحات المسجد الأقصى لأن الصهاينة يعرفون أنه لا يوجد مقدسات لهم في القدس ولا يوجد ما يثبت أنه كان وجود لهيكل سليمان فيها، إلا أن الاستيطان في القدس يفرض على الفلسطينيين حلاً واحداً وهو القبول بالدولة ذات الحدود المؤقتة أو إقامة دولة لن يكون لها ترابط جغرافي بسبب المستوطنات"، وخاتماً بالإشارة إلى أن الوطن العربي مشغول بما هو داخلي، وكل ما يجري فيه يخضع للإدارة الأميركية، ومنوهاً إلى أن القيادة الفلسطينية تواجه هذا الوضع بإرادة صلبة.
وبعد انتهاء المحاضرة قام شناعة بزيارة لجناح دولة فلسطين، حيثُ أبدى تقديره وإعجابه بالمعروضات التراثية، ومن ثم قام بزيارة جناح لجنة الأسير يحيى سكاف، حيثُ أكَّد أن حركة "فتح" كبيرة بتضحيات رجالها وبأن عائلة الأسير سكاف كبيرة بتضحيات ابنها وهي العائلة التي تحمل وسام الشرف الفلسطيني منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود، متمنِّياً أن يُعيد الله الأسير يحيى سكاف إلى أهله سالماً.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها