التحقت الزوجة الشابة ريهام دوابشة بزوجها سعد وطفلها الرضيع علي، واكتمل نصاب العائلة الفلسطينية من قرية دوما جنوب نابلس في السماء بعد ان رفضت دولة اسرائيل بكل مؤسساتها استمرار حياتهم في بيتهم، في قريتهم، في وطنهم فلسطين.

والدلالات الأكيدة التي لا يستطيع ان يدحضها احد أن اسرائيل كدولة متورطة بتعمد في جريمة حرق عائلة الدوابشة تكمن أولا في تفاصيل آليات تنفيذ الجريمة الارهابية، لأن المهاجمين وهم من جماعات الإرهاب اليهودي باعتراف نتنياهو ووزير جيشه يعلون ورئيس مخابراته دسكن ورئيس الكنيست رفلن بأن هذه الجريمة من فعل جماعات الارهاب اليهودي، وان هذه المجموعة الارهابية قامت بحرق العائلة بتعمد، والتف عدد من الإرهابيين حول الجثث المحترقة ورقصوا رقصة توراتية، كما قام فريق آخر بالإحاطة ببيت عائلة الدوابشة ومنعوا وصول اية نجدة لمساعدته! أما الدليل القاطع الساطع فهو ان حكومة اسرائيل الذي زار رئيسها نتنياهو المستشفى حيث كان يرقد مصابو العائلة، فانه لم يفعل شيئا ضد احد من هؤلاء الارهابيين اليهود، اعتقل اثنين او ثلاثة ثم افرج عنهم بعد ساعات وظلت الجريمة الارهابية معلقة في رقبة المجهول، الإرهاب اليهودي, من هو هذا الارهاب اليهودي، ومن الذي يصدر لهم الاوامر ومن الذي يدفع لهم ويتستر عليهم؟ والف علامة سؤال ظلت منصوبة بلا اجوبة.

هذه الحكومة الحالية، الحكومة الرابعة لنتنياهو هي حكومة مستوطنين، والاستيطان هو احد تجليات دولة اسرائيل مثلما هو الاحتلال بقواته ومستوطنيه، وكذلك القضاء الاسرائيلي الميت القلب والعمي العينين هو الآخر احد تجليات دولة اسرائيل تماما مثل جماعات المتدينين المتطرفين التي تهاجم الاقصى وتحرق المساجد الصغيرة بالقرى وتقتلع الاشجار وتهدم البيوت بمخالب الجرافات، وتستولي على التلال في الارض الفلسطينية بدعوى ان هذا الاستيلاء أمر مشروع.

الكلام يطول والذاكرة متوهجة بالوجع فما هو العمل؟ لا بد من احداث صدمة شديدة غير عادية، صدمة تخرج عن اطار هذا الكلام الذي لا قيمة له الذي تردده الفصائل ولا تعنيه، فهم يتحدثون بلغة الغائب، انهم يلوكون الكلام المعاد، انهم يقولون ما لا يفعلون بخصوص المصالحة والوحدة ويعدون وعودا لا تتحقق بخصوص حكومة توافق او وحدة وطنية، انهم اثاروا الدنيا ولم يقعدوها حول جلسة للمجلس الوطني فقد رتبوا امورهم الداخلية على اساس استمرار غياب الإطارات الوطنية بدعوى اصلاحها لعبة التسالي المعروفة من اولا البيضة ام الدجاجة؟، وكل ذلك لا يفيد ولا بد من سطوة قوية هزة قوية، دون رفع شعار يا اهلا بالمعارك والناس نيام! أو التشبث بشعار المقاومة التي ثبت انها مناوئة للشرعية ومحاربة للشرعية الفلسطينية.

ايها الناس: الألم لا يضيع هباء، والظلم الذي نلقاه من دولة الاحتلال اسرائيل لا يضيع هباء، والشعور المتراكم من اسرائيل بالظلم اقوى من الظلم نفسه، ولا ارى فيما يرى الرائي سوى اقتراب الإنفجار.