فتح ميديا/لبنان، نظَّمت لجنة مسيرة العودة احتفالاً مركزياً بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لنكبة الشعب الفلسطيني والذكرى الثانية ليوم العودة، بحضور سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب والقوى اللبنانية الوطنية والإسلامية، واللجان الشعبية والمؤسسات الاجتماعية، ومتضامنين مع القضية الفلسطينية من أنحاء العالم، وحشد كبير من أبناء الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان.
بدأ الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم لأرواح شهداء فلسطين والثورة الفلسطينية واللبنانية، ثم تلاه النشيدَين اللبناني والفلسطيني عزفتها فرقة حنين للأغنية الوطنية الثورية.
وبعدها ألقيت عدة كلمات من وحي المناسبة، كان أولها كلمة لجنة مسيرة العودة ألقاها الدكتور عبد الملك سكريه فأكَّد أن "مسيرة العودة قد بدأت ولن تتوقف، وأن النصر القادم هو العودة الى فلسطين، معتبرا أنه، وبالرغم من نجاح الصهاينة عام 1948 بتشريد الشعب الفلسطيني من أرضه وقراه، إلاّ أن الحقيقة الساطعة ستبقى حية ولن تضيع البوصلة وستبقى متجهة نحو فلسطين".
أمَّا كلمة منظمة التحرير الفلسطينية فألقاها أمين سر حركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، حيثُ جدَّد من خلالها العهد لشهداء مسيرة العودة الذين قضوا وهم يتسلقون الجدار، مؤكداً استمرار النضال بكل الوسائل وبكل أشكال المقاومة وعبر النضال السياسي والدبلوماسي في الأمم المتحدة وفي داخل الوطن.
ونوَّه أبو العردات إلى ما يواجهه المنتفضون في القدس وبيت لحم في مسيرة دفاعهم عن أرضهم ووطنهم ورفضهم للاستيطان، مضيفاً: "ما زلنا على العهد والوفاء لفلسطين، والنكبة المستمرة لن تضعف لنا عزيمة في استمرار نضالنا وتعزيز وحدتنا الوطنية الفلسطينية"، مشدِّداً على أن حق العودة هو من الحقوق غير القابلة للتصرف، التي تتمسَّك بها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية.
وألقى ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي كلمة تحالف القوى الفلسطينية، فلفت إلى أن الشعب الفلسطيني أثبت أنه قادر على الصمود في وجه كل آلات الحرب المتكرِّرة من قِبَل الصهاينة عسكرياً وأمنياً، وقدرته على إسقاط المؤامرات التي أحيكت وتحاك ضد قضايا الأمة الفلسطينية، والمخططات التي تريد ضرب الشعب الفلسطيني داخلياً، معتبراً أن الحركة التضامنية مع الشعب الفلسطيني هي إقرار بأن المقاومة باتت هي العنوان الأبرز في هذه المرحلة، مؤكدا أن "المقاومة وإرادة الشعب الفلسطيني هي التي وضعت إسرائيل في هذا المأزق.
كما دان الرفاعي خطوات الجامعة العربية مؤكدا أنه "لا يحق لأحد، كائناً من كان، التنازل عن شبر من أرض فلسطين"، مشيراً إلى وجود محاولات حثيثة تهدف لشطب قضية اللاجئين الفلسطينيين، وخصوصاً اللاجئين في لبنان، وخاتماً بتوجيه التحية والإشادة بما قام به شهداء يوم العودة في مارون الراس.
من جهته ألقى عضو المجلس السياسي في حزب الله حسن حب الله، كلمةً أشار من خلالها إلى أن عصر المقاومة قد وضع حدا للتمدد الإسرائيلي باتجاه المنطقة العربية"، لافتاً إلى أن السيطرة على المنطقة العربية قد فشلت، ومعلِّقاً: "لقد اندحرت إسرائيل وانكسرت من لبنان وأعلنت المقاومة انتصارها ميدانيا للمرة الأولى في الصراع العربي الإسرائيلي".
وأشار حب الله إلى أن "إسرائيل تريد إسقاط المقاومة بالفتنة المذهبية والطائفية"، داعياً إلى عدم التفريط بإنجاز المقاومة ومشدداً على أنه "ينبغي على الأمة ألا تقع في الفتنة التي تريدها إسرائيل من أجل إضعاف العرب، لأنها لم تعد قادرة على أن تكون قوية بوجود المقاومة".
وألقت شريفة أبو شليح شقيقة الشهيد محمد شليح الذي استشهد في مارون الراس عام 2011، كلمة عوائل الشهداء متسائلةً: "لماذا سقط الشهداء في تلك اللحظة بالذات في الخامس عشر من أيار يوم النكبة، يوم ذكرى هجرة مئات الآلاف من آبائنا وأمهاتنا من فلسطين الى لبنان، ليعيشوا رحلة العذاب والألم لعشرات السنين في مخيمات البؤس والشقاء؟"، مضيفةً: "لقد سقطوا ليقولوا لنا أن البوصلة هي فلسطين، ولا هدف لنا غيرها".
وطالبت شليح القيادات والمراجع السياسية الفلسطينية باحترام وصية الشهداء التي كتبت بالدم، بأن تبقى فلسطين هي البوصلة، لأنها المسار الذي يريده الشعب الفلسطيني ويقدم التضحيات لأجل تحقيق العودة.
وألقى كلمة دائرة شؤون اللاجئين في الشتات اعتبر فيها أن السنوات الخامسة والستين التي مضت منذ النكبة وثقت بربرية الصهاينة الذين جيء بهم من كافة أنحاء العالم بتواطؤ دولي تنفيذاً للوعود الدولية، فأقتلع أهل الأرض وزرع بديلاً عنهم برابرة أمعنوا في قتل الشعب الفلسطيني وشكل ذلك وصمة عار على جبين المجتمع الدولي .
وأعلن أن الشعب الفلسطيني لم ولن يتخلى عن أرضه وعن حق العودة و ان فلسطين ستبقى الوجهة الأولى والأخيرة للشعب الفلسطيني.
كما كان مقرراً ضمن البرنامج لجنة مسيرة العودة نقل رسالة صوتية من الأسير سامر العيساوي الذي اضرب عن الطعام أكثر من 8 أشهر، من داخل السجون الإسرائيلية لكن الظروف الصحية والأمنية والقيود التي يفرضها جيش الاحتلال حالت دون ذلك.
كما ختم الاحتفال بوصلات غنائية ودبكات فلسطينية ووصلات تراثية حماسية ألهبت شعور الجماهير الحاشدة للفرق الفنية الفلسطينية: حنين للأغنية الوطنية، فرقة بيت المقدس، فرقة الاستقلال، فرقة بيت أطفال الصمود، فرقة فجر العودة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها