مرتكبو جريمة حرق عائلة دوابشة جزء من مجموعة إرهابية منظمة

ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن المتطرفين اليهود الذين اقدموا على حرق الطفل الرضيع علي دوابشة وافراد عائلته في قرية دوما جنوب نابلس، هم من اليمين المتطرف الذين تربطهم علاقة مع المجموعات الدينية المتطرفة التي اقدمت على حرق المساجد والكنائس وبيوت الفلسطينيين في الضفة خلال العام المنصرم.

واشارت الصحيفة الى ان هذه التقديرات تتبلور بصورة عالية في اوساط المحققين الذين يتولون عملية البحث في حرق بيت العائلة دوابشة يوم الجمعة الماضي.

وأضافت الصحيفة، أن النواة الصلبة لهذه المجموعة تتكون من عشرات النشطاء الذين ينطلقون من البؤر الاستيطانية المنتشرة في الضفة.

ولفتت الصحيفة إلى ان هذه المجموعة لا تعمل وفقا للاسلوب السابق، كردود فعل على بعض القرارات الحكومية المتعلقة بالاستيطان فيما عرف بـ "دمغة الثمن" و "زعران التلال" بل انهم اصبحوا ينطلقون من اسس ايديولوجية تعمل على تقويض الاستقرار في الدولة العبرية، وإقامة نظام جديد يستند الى الشريعة اليهودية، حسب ما نقلت الصحيفةعن أوساط المحققين.

الصحف الإسرائيلية تقرأ جريمة نابلس: حكومة نتنياهو المسؤولة

اعترفت الصحف الإسرائيلية وكُتّابها، بأن العملية الإرهابية في قرية دوما جنوب نابلس، التي أدت إلى استشهاد الرضيع الفلسطيني علي دوابشة حرقاً، وتركت والديه وشقيقه في حالة الخطر، ناجمة عن سياسة الحكومة الإسرائيلية، التي تغذي التطرّف، وتقصير "الشاباك" في توظيف الاعتقالات الإدارية ضد المستوطنين.

وطالب عدد من الكتاب الإسرائيليين، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بضرورة التحرك، محذرين من المخاطر التي يمكن أن تفضي إليها عمليات من هذا النوع على إسرائيل، وربما على نتنياهو وزرائه أيضاً، كما حذروا من أن الإسرائيليين الذين يلتزمون الصمت، يساهمون أيضاً في زيادة وتيرة إرهاب المستوطنين.

نتنياهو يهاجم السلطة الفلسطينية بعد يومين من جريمة دوما

هاجم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، صباح اليوم الأحد السلطة الفلسطينية قائلاً إننا "خلافا لجيراننا، نحن ننبذ ونستنكر (الإرهاب) هم يسمون الميدان على أسماء قتلة أطفال".

وبعد ويومين من جريمة إحراق منزل عائلة دوابشة في قرية دوما، اختار نتنياهو أن يستهل جلسة حكومة الأسبوعية بمهاجمة سلطته، وقال إنه "في الأيام الأخيرة شهدنا جريمتين بشعتين"، في إشارة إلى جريمة دوما والاعتداء على مسيرة المثليين في القدس، وأن سياسة حكومته هي عدم هذه الجرائم وأنه أصدر تعليماته لأجهزة الأمن لإلقاء القبض على القتلة ومعاقبتهم.

وهاتف نتنياهو  يوم الجمعة الماضي الرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، أبلغه خلالها بأنه زار عائلة الشهيد الرضيع علي دوابشة في المشفى.

وقالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو تعهد لعبّاس بالعمل على إلقاء القبض على منفّذي العملية الإرهابية فجر اليوم بحق عائلة دوابشة، غاضًا النظر عن كون العملية الإرهابية ناتجة عن تحريض مستمر من قبل حكومته اليمينية، وتساهلها مع اعتداءات المستوطنين المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.

يديعوت تنشر تاريخ الارهاب اليهودي ضد الفلسطينيين

نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية تذكيرا بأبرز الاحداث التاريخية للارهاب اليهودي ضد الفلسطينيين، ابتداء من ظهور العصابات السرية اليهودية بين عامي 1980 و1984، والتي حاولت اغتيال رؤساء البلديات الفلسطينية واصابت ثلاثة منهم، وقتلت ثلاثة جامعيين في الكلية الاسلامية في الخليل.

يلي ذلك ظهور العصابة السرية "تي. إن. تي" (وهي اختصار عبري لعبارة ارهاب ضد ارهاب)، والتي عملت بين 1983 و1984، وادين اعضاؤها بزرع عبوات ناسفة في مؤسسات دينية عربية في منطقة القدس.

وفي 1984 جاءت "عصابة لفتا"، التي ضمت نشطاء متطرفين اقاموا في قرية لفتا المهجرة في القدس، وتسللوا الى الحرم القدسي حاملين عبوات ناسفة بهدف تفجير المساجد، لكنه تم ضبطهم قبل تنفيذ الجريمة.

وفي 22 نيسان 1985 وقعت العملية الارهابية التي نفذها داني ايزنمان وغيل فوكس وميخال هليل في القدس الشرقية، حيث اوقفوا سيارة اجرة فلسطينية وقتلوا سائقها. وقد حكم عليهم بالسجن المؤبد لكنه تم اطلاق سراحهم بعد 5-11 عاما.

وفي 20 ايار 1990 ارتكب المجرم عامي بوبر جريمة قتل سبعة عمال فلسطينيين واصابة 11 آخرين في عيون قارة (ريشون لتسبون) اثناء انتظارهم على محطة لنقل العمال. وفرض عليه السجن المؤبد لسبع مرات، لكنه تم تقليص عقوبته لمدة 40 سنة.

وفي نوفمبر 1992، في الذكرى السنوية الثانية لمقتل زعيم حركة كاخ مئير كهانا، ظهرت "دورية الانتقام" التي قام اربعة من افرادها بإلقاء قنبلة في الحي الإسلامي في القدس اسفرت عن قتل فلسطيني واصابة عدد كبير من الجرحى.

وفي 25 شباط 1994، جاء السفاح باروخ غولدشتاين ونفذ مجزرة الحرم الابراهيمي، فقتل 29 مصليا مسلما واصاب 129، قبل سيطرة الاخرين عليه وقتله.

وفي عام 2002 ظهرت مجموعة الارهابيين من مستوطنة "بات عاين" والذين ادينوا بعدة محاولات لتنفيذ عمليات ارهابية ضد الفلسطينيين، لكنه تم تبرأتهم من قتل ثمانية فلسطينيين.

وفي الرابع من آب 2005، صعد الارهابي عيدن نتان زادة، الجندي الفار من الخدمة، الى حافلة ركاب من شفاعمرو، وقتل اربعة من ركابها واصاب آخرين، قبل ان تتمكن الحشود التي وصلت الى المكان من القبض عليه وقتله.

وفي 17 آب 2005، اختطف المستوطن اشير فيسغان سلاح احد الحراس وفتح النار على الفلسطينيين الذين كان يقلهم في سيارته، فقتل اربعة واصاب آخر.

وفي 1997 قام يعقوب طيتل بقتل فلسطينيين، وحاول اغتيال البروفيسور زئيف شطرنهال. كما اصاب مواطنا يهوديا اخر.

وفي 21 تموز 2014، اختطف يوسف حاييم بن دافيد وقاصرين يهوديين الطفل الفلسطيني محمد ابو خضير من شعفاط واحرقوه حيا في غابة القدس، انتقاما لقتل ثلاثة فتية يهود، كما ادعوا في المحكمة.

يشار الى ان الصحيفة لم تشر الى جرائم احراق وتدمير عشرات المساجد والكنائس والبيوت والحقول والسيارات الفلسطينية، في الضفة وداخل إسرائيل، ايضا من قبل المستوطنين طوال السنوات الماضية.