انطلق عشرات المستوطنين، مساء أمس في مسيرة نحو البلدة القديمة بالقدس، في محاولة للتحرك حول بوابات المسجد الأقصى قبل الوصول إلى باحة حائط البراق.
وكان عشرات المستوطنين تجمعوا، في وقت سابق من مساء أمس، عند دوار "باريس" غربي القدس المحتلة، بالقرب من منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إيذانا بانطلاق المسيرة. وحمل المستوطنون لافتات بالعبرية، تطالب "ببسط وإحكام السيطرة اليهودية على المسجد الأقصى، وإفساح المجال لهم بأداء شعائرهم التلمودية داخل الأقصى دون قيد".
وحملت اللافتات شعارات عنصرية بينها "الاستقلال لجبل الهيكل"، و"الحائط الغربي هو المحطة المؤقتة أما الهدف فهو جبل الهيكل".
وبالتزامن مع المسيرة، رفع المقدسيون، العلم الفلسطيني على أسوار القدس القديمة.
ووصف مدير الأوقاف الإسلامية في القدس عزام الخطيب دعوات المستوطنين بالاستفزازية لمشاعر المسلمين. وأشار إلى أن رباط أهالي القدس وأهلنا داخل أراضي عام 1948 يحمي المسجد الأقصى من مطامع المستوطنين واقتحاماتهم، إضافة إلى الاتفاقيات المبرمة بين الأردن وفلسطين لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأضاف الخطيب، لـ "وفا"، أنه يتوجب على حكومة إسرائيل المحافظة على مقدسات كافة الديانات في القدس، و "عليها أن تعلم أن أي مساس بالمسجد الأقصى سيؤدي لنتائج لا تحمد عقباها". وقال إن على إسرائيل ألا تقف متفرجة على ممارسات المستوطنين ومطامعهم وسلوكهم في باحات الأقصى عند دخولهم في الفترات السياحية بحماية شرطة الاحتلال ومرافقتها.
وأصيب عدد من المقدسيين مساء أمس بحروق وحالات اختناق بعد رشهم بغاز الفلفل من قبل مستوطنات. ونقلت وكالة "معا" عن شهود قولهم إن حوالي 25 مستوطنة قمن برش مواطنة ومجموعة من الشبان والأطفال بغاز الفلفل أثناء تواجدهم بالقرب من سوق القطانين بالقدس القديمة، حيث كانت المستوطنات يحاولن الدخول الى السوق للوصول الى باب المسجد الأقصى، ما ادى الى اصابة المقدسيين بحروق في الوجه وحالات اختناق.
وأضاف الشهود أن الشرطة حضرت للمكان، فيما قامت المستوطنات بإكمال سيرهن باتجاه حائط البراق، ولم تقم باعتقالهن. وطالبت الشرطة من المواطنين المقدسيين تقديم شكوى في مركز الشرطة "للبحث عن المعتدين".