بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾
صدق الله العظيم
بيان صادر عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح – إقيلم لبنان
شهد مخيم عين الحلوة وتحديداً حي طيطبا أحداثاً أمنية وعسكرية مؤسفة ومؤلمة نتج عنها مؤشرات بالغة الخطورة سواء ما يتعلق بعدد الشهداء أو الجرحى ومنهم مَنْ جراحه خطيرة ، أو الاضرار الواسعة التي طالت المباني والسيارات، وأصبح الحيَ ساحة حرب ، واتسعت دائرة المقاتلين الذين تداعوا الى هذا الحيُّ من عدة أماكن في المخيم في اطار خطة عسكرية مرسومة .
ونحن في حركة فتح يهمنا توضيح العديد من القضايا خاصة بعد أن تعاطى الاعلام مع الموضوع على خلفية بيانات صدرت عن تنظيمات اسلامية، وهذا ما أوجد ملابسات لا بد من حسمها :
اولا ً: إنَّ حركة فتح التي سعت منذ البداية وبجهود مكثفة الى تشكيل اللجنة الامنية، وعملت على انجاز دورها ماديا ً ومعنويا ً كانت تسعى الى تحقيق الاستقرار والامن في المخيم، وتنفيذ تعليمات الرئيس أبو مازن بعدم الانخراط في الصراعات والنزاعات ايماناً منها بأن الشعب الفلسطيني الذي قدم عشرات الالاف من الشهداء، والتضحيات الجسيمة يستحق منا ان نجعل مصالح شعبنا الوطنية هي العليا في اجنداتنا السياسية.
ثانيا ً: إننا نصرُّ أن تقوم اللجنة الامنية بدورها كاملاً لحماية شعبنا الفلسطيني، وعدم تعريض النساء والاطفال والشيوخ للمخاطر، وأن تمارس صلاحياتها لإطفاء الفتائل المشتعلة، ومحاصرة اي حالة توتر، وعدم السماح بصب الزيت على النار من أي طرف كان.
ثالثاً: إنَّ لجوء البعض الى سياسة الحسم السياسي والامني في مربعات امنية فصائلية والهيمنة عليها، واغلاقها لتحويل المخيم الى مربعات امنية متصارعة هو عمل يتناقض تماما مع مبدأ وجود لجنة امنية يتمثَّل فيها الجميع، فإننا نشير الى أن المكان الذي استُهدف لحركة فتح، هو مقر للحركة، والاعتداء عليه هو اعتداء على حركة فتح وليس على عائلة او على فرد، لأن من كان في هذا المقر دافع عن نفسه، وعن مكتبه ، وعن موقعه الحركي المعروف للجميع، ورغم شراسة الهجوم ،ومن عدة جهات على المقر في حي طيطبا ومشاركة عدة جهات في محاولة السيطرة عليه والتخلص من وجود هذا المقر الفتحاوي الا ان العدد المحدد منهم قاوموا الاعتداء وصدوا الهجوم رغم الضحايا التي سقطت .
وهنا نقول بوضوح اذا كانت الاطراف التي شنت الهجوم على مقر الحركة في طيطبا – البركسات تهدف إلى تنظيف هذا المربع من وجود حركة فتح، وتحويله الى مربع خاص بتنظيم اسلامي معيًّن فإن هذا الامر خطير جدا، ونحن نقرع ناقوس الخطر على مسمع الجميع، لأن هذه سياسة تدميرية تتعارض مع كل الصيغ التي تم الاتفاق عليها من اجل العمل المشترك. ونحن في حركة فتح لن نسمح بتدمير وتكريس مثل هذه السياسات التي تُعرِّض الجميع للخطر.
رابعا ً: لقد ألمحتْ بيانات صادرة عن تنظيم المقدسي بأن عناصر حركة فتح أطلقت النار على مصلى في الشارع الذي شهد الاشتباكات، وأن بعض العناصر من تنظيمات اسلامية جاءت لتدافع عن المصلى وشاركت في الاشتباكات. إن هذا الاتهام باطل لأن اكثر من نصف المصلين في كافة المساجد هم من حركة فتح، ونحن حريصون على قدسية هذه الاماكن، لكن على اللجنة الامنية أن تدقق جيدا في هذا المكان هل تم استهدافه كموقع عسكري؟ وهنا تكمن الخطورة .
كما أنه على اللجنة الامنية التدقيق في الجهة التي وجهت قذائفها ورصاصها الى البيوت والسيارات واحرقتها من اجل تحميلها المسؤولية عن اعمالها .
خامسا ً: ان منظمة التحرير الفلسطينية ومعها حركة فتح باستمرار تتحمل مسؤوليتها تجاه شعبها ، وخاصة العلاج، فالضمان الصحي هو الذي يتولى معالجة الجرحى رغم التكلفة الباهظه ، لكننا في الوقت نفسه نطالب بالتحقيق لمعرفة من يدمِّر ويحرق حتى يتحمل تنظيمه المسؤولية وحتى لا يتجَرَّأ ثانية على تكرار ما حدث.
سادسا ً: اننا باسم حركة فتح – اقيلم لبنان ندعو الجميع الى موقف فلسطيني موحَّد هدفه الاول حماية المخيمات الفلسطينية ، وتجنب الصراعات الداخلية، والالتزام بالآليات التي تم التوافق عليها لمعالجة الاشكاليات، ومحاربة سياسة الاقصاء والابعاد، وتكريس سياسية التعايش الفلسطيني الداخلي، ورفض الانجرار الى المشاريع الاقليمية التي باتت تهدد الكثير من الدول العربية، ونأمل أن نعمل معا من أجل تحصين وحدتها الوطنية، وتوحيد كلمتنا.
نسأل الله سبحانه الرحمة للشهداء، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى .
وإنها لثورة حتى النصر
حركة فتح – إقليم لبنان
21/6/2015
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها