يلتئم اليوم المجلس الثوري لحركة فتح في دورته الجديدة التي تحمل اسم عضو المجلس شهيد الأرض والمناضل الثوري منذ نعومة أظفاره زياد ابو عين، ولعلنا نفتقد في الدورة صوت الشهيد ذي البحة المميزة والنبرات العالية في مداخلاته الثورية حيث حافظ على مواقفه الأصيلة حتى آخر رمق من حياته.
يلتئم المجلس في رحلة هي الأكثر حرجا وخطورة في التاريخ الفلسطيني حيث يتعرض المشروع الوطني الفلسطيني للاختراق المميت بما يحاك من مؤامرة لفصل غزة عن الضفة ليستفرد الاحتلال بالضفة ويحاصرها ويواصل سياسة الاستيطان وتصفية القضية الفلسطينية، فمن جهة يريد الاحتلال رفع الحصار عن غزة ضمن هدنة وفصلها نهائيا عن الضفة بمخطط خطير تشارك فيه أطراف عدة منذ بداية العدوان على غزة من قطر حتى تركيا، حيث كان شعار الحرب تجسيد الانفصال، وانضم المبعوث ميلادينوف الى هذه المؤامرة في تساوق مع السياسة الاسرائيلية الرامية الى تجزئة الارض والقضية وصولا الى تصفية قضية شعبنا.
والتحدي الآخر هو محاولات الادارة الاميركية والكونغرس افشال المساعي السياسية الفلسطينية في الأمم المتحدة ومحاولة اجهاض الحملة الدولية لمقاطعة الاحتلال ومستوطنيه في اوروبا بربط الكونغرس اتفاقية التجارة الحرة مع اوروبا بوقف أية مظاهر لمقاطعة اسرائيل ومعاقبة المؤسسات والجامعات والنقابات الاوروبية التي تقاطع الاحتلال، ففي المحصلة النهائية وكأننا نتعرض لعدوان اميركي بائن وتآمر اقليمي واضح بمشاركة حركة حماس التي لا ترى من القضية الا ما يحقق مصالح أمراء الحرب والانفاق ويريدون ممرات بحرية لزيادة المكاسب المالية وليس مجرد تسهيل حياة أهلنا في غزة.
انه الخطر الوجودي على القضية والمشروع الوطني الفلسطيني، فان كانت فتح وهي أم المشروع ومفجرة الثورة ورافعة راية الهوية لا تنتبه بجدية الى هذه التحديات وتستنفر قواها ومخزونها الثوري المتراكم وفاء للشهداء والتضحيات على مدى العقود فان الخطر الوجودي يهدد حركة فتح ايضا. وعليه لا بد لهذه الدورة ان تخرج عن سياقها المعتاد وتعيد توصيف الحالة الراهنة وتضع الحلول وتستنفر ما أوتيت من قوة لمنع الانهيار المحتمل في كل النواحي وعلى كل الجبهات السياسية والحركية والداخلية انها معركة البقاء وتثبيت المشروع الوطني الفلسطيني وحماية القضية من المتآمرين مهما كانوا، فالاحتلال يشحذ أسنانه مهددا والمتآمرون يحفرون انفاقا سياسية تحت القضية وعلى أصحاب القضية ان ينتبهوا ويحددوا أولويات الصمود والمواجهة والثبات والا ذهبت ريحهم وراحت مرحلتهم الذهبية.
فتح والتحديات الوجودية: بقلم حافظ البرغوثي
17-06-2015
مشاهدة: 850
حافظ البرغوثي
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها