خطوة دراماتيكية استراتيجية شهدتها الساحة اليمنية فجر الخميس الماضي مع انطلاق العمليات الجوية لعاصفة الحزم العربية، التي قادتها العربية السعودية ضد الحوثيين وتجمعاتهم العسكرية وحليفهم الرئيس السابق على عبد الله صالح، بعد ان تمادوا في انقلابهم على الشرعية اليمنية، ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، وقصفهم القصر الرئاسي واحتلال مطار عدن (تمت استعادته لاحقا من قبل انصار الرئيس منصور)، ورفضهم خيار الحوار، الذي دعت له دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض لتطبيق مبادرة المجلس، وفتحهم الباب لسيطرة جمهورية إيران الاسلامية على مضيقي هرمز وباب المندب، مع ما يحمله ذلك من تهديد أكثر مباشرة لكل دول مجلس التعاون الخليجي وللعرب جميعا وخاصة مصر، لا سيما ان السيطرة على المضيقين المذكورين تهدد مكانة ودور قناة السويس. أضف إلى ذلك التهديد الحيوي للتجارة العالمية، التي يشكل مضيق هرمز ممرا استراتيجيا لها، حيث تعبره يوميا من 20 الى 30 ناقلة نفط، اي يشكل بين 16,5 الى 17 مليون برميل نفط، وهو ما يعادل الـ 40% من التجارة العالمية. 
بسيطرة إيران الفارسية على اليمن، تكون أطبقت تماما على بلاد المشرق العربية في قارتي آسيا وأفريقيا؛ لأنها كما يعلم الجميع تسيطر على العراق وسوريا ولبنان، ولها امتداد في فلسطين، وتطمح لفرض هيمنتها الكاملة على نفط وثروات العرب في الخليج، والتحكم بمواردهم وإقصائهم من المشهد الاقليمي. وهذا ما اعلنه يوم الاربعاء الموافق 25 شباط 2015 الجنرال محمد الجعفري، القائد العام للحرس الثوري، اثناء مناورة بحرية وجوية في الخليج، عندما أكد أن بلاده "بلغت قوة فريدة" لا تريد ان تدخلها حيز التجربة العملية، مهددا بسيطرة القوة البحرية الايرانية على الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عمان. وهذا التهديد عمليا يطال الشقيقة الكبرى من خلال اخضاعها للابتزاز من خلال التحكم بشريانها الاقتصادي الحيوي، قناة السويس. وهذا التهديد لم يكن الأول، بل انه يندرج في إطار التهديدات المتوالية منذ ثلاثين عاما خلت. ويعكس الرغبة الايرانية التاريخية باخضاع العرب لمشيئتهم، واستخدامهم ورقة في اليد الايرانية للمساومة عليها مع الولايات المتحدة ودول الغرب الاوروبي والاقليم، مستعينة مرة باسم الدين واخرى بتصدير الثورة وثالثة بحماية مصالحها من التهديدات العربية والاقليمية، والأخيرة هي بيت القصيد، بالاضافة للعقدة التاريخية، التي تلازم القيادات الايرانية من العرب وحضارتهم، مع ان الايرانيين لعبوا دورا مهما في الحضارة العربية الاسلامية. لكن تلك الحضارة لا تنسب لهم من قريب او بعيد، الامر الذي يؤرق قياداتهم وخاصة اتباع القومية الفارسية ومن يدور في فلكها.
لم تكن المملكة السعودية وحدها، وإن كانت القوة الأكبر من حيث عدد الطائرات (100 طائرة) والقوات البرية المستعدة للانخراط في العاصفة (150 الف ضابط وجندي) شاركت معها ثماني دول عربية اخرى (باستثناء باكستان)، على رأسها جمهورية مصر العربية، وهو ما يشير إلى استشعارهم بالخطر، الذي مثله الحوثيون في اليمن. 
كما ان العملية الحربية تمت بموافقة ورضى ودعم سياسي من قبل الولايات المتحدة واوروبا وتركيا وغيرها من دول العالم وضمنا إسرائيل، التي تعتبر صاحبة باع طويل في الاقليم. ولم يكن للعاصفة الهبوب دون موافقتها.