صرح دنيس مكاندو كبير موظفي البيت الأبيض في خطاب ألقاه في واشنطن يوم 23/3/2015 بأنه (ينبغي أنهاء إحتلال مستمر منذ نحو خمسين عاما"
الدولتان همـــا فلسطين وإسرائيل .
والإحتلال المقصود منذ نحو خمسين عام هو الإحتلال الإسرائيلي لأراضينا المحتلة عام 1967م .
موقف لافت ...وإستخدام كلمة (إحتلال) لافت بشكل كبير لأنه تغيير في وصف إسرائيل هذا التغيير الفظي مرتبط بتصاعد حالة الخلاف بين الإدارة الأمريكية وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الذي وجه صفعة لرئيس الولايات المتحده الامريكية عندما توجه للكونغرس الأمريكي والقى خطاب هناك بدون دعوة من الرئيس الأمريكي وبدون موافقة الإدارة الامريكية .
كما أن هذا التغيير اللافت يأتي في ظل تصاعد الإعتراف بدولة فلسطين دوليا بشكل جعل الولايات المتحدة الأمريكية تكاد تكون معزولة في أغلب المواقف التي تتعلق بالحق الفلسطيني.
موقف لافت ..ولفتة امريكية هــــامة فالحديث عن الدولتين يقتضي الإعتراف بفلسطين ويقتضي دعم التحرك الدبلوماسي لفلسطين في الأمم المتحدة وباقي المؤسسات الدولية .
موقف لافت ولكنه حتى الأن مجرد تصريح ... تصريح قد يكون تعبير عن تصاعد الخلاف بين الإدارة الامريكية ورئيس الوزراء الإسرائيلي ولكنه لا يعني أبدا" بأن هناك خلاف إستراتيجي امريكي – إسرائيلي ولا يعني هذا بأن الموقف الأمريكي تغير .
هذا موقف لافت تعاملت فيه الولايات المتحده الامريكية مع تصريحات نتنياهو التي أكد فيها قبيل الإنتخابات الإسرائيلية بأنه لا مكان للدولة الفلسطينية ..من حق نتنياهو أن يقول ما يريد ولكن في السياسة يعلم نتنياهو اكثر من غيره بأننا على أبواب الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
يعلم نتنياهو بأنه لا محالة من الحل السياسي ويعلم بأننا الان على الخارطة ولا يمكن إزالتنا ...يعلم نتنياهو بأن فلسطين لها أنصار في كل مكان بالعالم كما لإسرائيل مصالح في كل مكان بالعالم .
لنا أنصار ومؤيدين ولهم مصالح وأنا على قناعة تامة بأن الحق أكبر من القوة وبأن الحق أهم من المصالح وبأن الحق سينتصر وسيكون لشعبنا دولة كما باقي شعوب العالم .
لا أدري كيف ستكون دولتنا وهل سيكون إقتصادها قوي أم لا وما هو وضع السلطات الثلاث فيها وهل يوجد حريات للمرأة وحقوق للطفل ورعاية لذوي الإحتياجات الخاصة واهتمام بالبيئة ومحاربة للفساد !!!لا أدري كل ذلك ولكن أعلم تماما" بأننا في ذلك الوقت سنكون في دولتنا نناقش كل ما سبق ونواجه الفساد ولا نرى بأن الإحتلال هو سبب مشاكلنا لان الإحتلال خرج من أرضنا ومنــــا تماما".
أعلم بأننا حتما" سنكون دولة مدنية تعامل مواطنيها جميعا" على أساس الحقوق والواجبات وأعلم بأننا سنكون على علاقات حسنة مع كل الدول العربية وسنكون أصدقاء للعالم وأعلم تماما" بأننا سنكون جزء من المنظومة الدولية في محاربة الإرهاب والتشدد والعنف ..أعلم ذلك تماما" .
أخيرا" يا أمريكا ..بعد كل هذه السنوات من محاولات التسوية ها هو موقفكم يتضح . بالطبع هذا الموقف ليس كافي ولكنه بداية الطريق لو أردتم الحق والسلام والعدالة ولو أردتم قيادة العالم بمنطق الحق لا بمنطق القوة والمصالح .
أرحب بالموقف الأمريكي الجديد وأرجو التعامل معه بالجدية الازمة عربيا" وفلسطينيا" فهذا الموقف قد يكون مقدمة لعدالة غابت لما هو اكثر من خمسين عــــــــــــــام .
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها