أحيت جبهة التحرير الفلسطينية الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد أمينها العام القائد الوطني الكبير أبو العباس بمهرجان جماهيري في قاعة عمر عبد الكريم في مخيم برج الشمالي.

وتقدّم الحضور عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي خريس، ونائب الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ناظم اليوسف، وأمين سر حركة "فتح" إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة، ومسؤول ملف المخيمات في حزب الله السيد أبو وائل، ومنسّق الاتحاد العالمي للصحافة والإعلان والاتصال ومهن الإذاعة والتلفزيون في لبنان الدكتور عماد سعيد، وممثلون عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية واللجان الشعبية والجمعيات والمؤسسات الأهلية والنقابية، واتحاد المرأة والهيئات النسوية، وحشد من قيادة وكوادر وأعضاء الجبهة وأبناء المخيمات، وكان في استقبال الوفود عضو المكتب السياسي للجبهة عباس الجمعة وقيادة الجبهة.

افتتح المهرجان بالوقوف دقيقة صمت لأرواح الشهداء، تلاها النشيدان اللبناني والفلسطيني ونشيد الجبهة، ثم رحّب عريف الاحتفال محمود قاسم بالحضور، وبعدها ألقى النائب الحاج علي خريس، قال فيها: "في آذار نأتي إلى مخيم البطولة والشهادة مخيم البرج الشمالي لنُحيي معًا ذكرى استشهاد احد قادة المقاومة الفلسطينية الشهيد القائد أبو العباس الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية والحديث عن الشهداء الذين استشهدوا من اجل أن تحيا القضية وتبقى حية  في نفوسنا وعقولنا لأنها أقدس قضية على وجه الأرض، فلسطين في قلوبنا وعقولنا هي نبض الحياة، لأن كل ما يجري في المنطقة هو مُخطّط من قِبَل الاستعمار العالمي يستهدف المنطقة بأكملها وما نشهده اليوم في سوريا والعراق واليمن ومصر هو دليل ساطع، ونحن نتحدث عن معاناتنا في شهر آذار شهر الانتصارات والشهادة محمد سعد وخليل جرادي ونعمة هاشم وحسن قصير والسيد عباس الموسوي وراغب حرب".

 واضاف "نحن علينا أن نتمسك بأقوال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي قال ما أُخِذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"، مؤكداً أن حركة أمل ورئيسها دولة الرئيس نبيه بري تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في العودة والتحرير، وان القضية الفلسطينية هي قضيتنا.

وألقى كلمة "م.ت.ف" الحاج رفعت شناعة قال فيها: "في حضرة الشهيد القائد الكبير أبو العباس نتوقف مع فصيل رئيس من فصائل "م.ت.ف"، وتنظيم سياسي مقاتل على أرض فلسطين، قدّم هذا الفصيل خيرة قيادته شهداء من أجل فلسطين، فكانت للشهيد القائد الأمين العام ابو العباس وقيادة الجبهة برامجهم الوطنية والسياسية والنضالية وفي كل مرحلة كانوا سبّاقين للتعبير عن واقع الشعب الفلسطيني، فقدّموا شهداء من قادة ومناضلين، وأدهشوا العالم بعملياتهم العسكرية، ونحيي كوكبة من الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين وفي مقدّمهم الرئيس الرمز ياسر عرفات، ومحمد سعد، وعباس الموسوي الذين كتبوا صفحات ناصعة من العزة ونستقي منها كل مقومات الصمود إيمانا بالنصر والتحرير".

وأضاف "نجتمع اليوم لنعبّر عن وفائنا لشهدائنا متمسّكين بالعقيدة الإيمانية والوطنية، وأن نبقي البوصلة نحو فلسطين في خدمة القضية الفلسطينية والثوابت الفلسطينية"، وشدد على ضرورة تعزيز العلاقة اللبنانية الفلسطينية والقرار الفلسطيني الذي يجب أن يكون في خدمة الثورة والشعب والحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها البيت الفلسطيني للجميع، وأشاد بقرار المجلس المركزي بوقف التنسيق الأمني، داعيًا الى سياسة حاضنة للمقاومة مؤكدًا أن وثيقة الوفاق الوطني هي الأساس والإسراع في إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي مضى عليها تسع سنوات من اجل مواصلة النضال حتى إزالة الاحتلال عن أرضنا وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وفي ختام المهرجان ألقى عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس جمعة كلمة جاء فيها "أغمض عينيه على رسم فلسطين، الوطن، الهوية، القضية، انه القائد الوطني والقومي والأممي الكبير الأمين العام لجبهتنا أبو العباس، الذي تشبّع بعشق الوطن، وتملكه حلم العودة، فكان همه الوحيد وشغله الشاغل مع رفاقه القادة سعيد اليوسف وابو العز الوصول إلى ارض الوطن لتحقيق الاشتباك المباشر مع العدو، ولأجل ذلك ابتدع الوسائل التي مكّنت المقاتل الفلسطيني من الوصول الى غايته المنشودة عبر البر والجو والبحر، ولأنه أدرك مبكرا أن الاحتلال الذي هجَّر شعبنا عن أرضه عبر المجازر الوحشية، وأمعن في قتل شعبنا ومارس بحقه أبشع أنواع الظلم والتعذيب داخل السجون ومعسكرات الاعتقال والتنكيل بحقه لا بد من زواله عن ارض فلسطين".

وأضاف "لقد وصفه الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات بكلمة في إحدى المجالس الوطنية وهو ينادي الأمناء العامين بالاسم أيها الحبيب أبو العباس ايها المقاتل الشرس، لأن أبو العباس كان مندفعًا بإيمانه بعدالة قضيته وضرورة تحريرها من أسر السياسات العربية الرسمية والمساومات الدولية زمن الحرب الباردة، كان يحاول أن يخرج القضية الفلسطينية من سجنها العربي الرسمي كما من سجنها الدولي القائم على توازن القوى بين المعسكرين المتصارعين".

ووجّه الجمعة التحية لكافة شهداء الجبهة قادة ومناضلين ولشهداء الثورة الفلسطينية والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية وحركة التحرر العربية والعالمية، وثمّن قرارات المجلس المركزي الفلسطيني في دورته الأخيرة وأكد دعم الجبهة لتوجه القيادة الفلسطينية الى محكمة الجنايات الدولية، لافتًا إلى أن هذا يستدعي من الجميع العمل الحثيث لاستعادة الوحدة الداخلية وإنهاء الانقسام الكارثي واعتماد سياسة كفاحية في الميدان في إطار إستراتيجية شاملة في صلبها وفي القلب منها المقاومة الشعبية، وتوسيع دائرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبالحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا في العودة والحرية والاستقلال.

 ودعا الى حماية المشروع الوطني  مؤكّدًا أنه لا يمكن لأي فصيل مهما كبر شأنه، أن يكون بديلا عن منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد، ولا يمكنه تجاوز الثوابت الوطنية الفلسطينية، وحذّر من مخطط فصل القطاع عن الضفة مشيرًا إلى أنه مشروع قديم طالما سعت إسرائيل اليه، ومشدّدًا على أن الاستقرار لن يعم المنطقة طالما إسرائيل موجودة.

وأضاف الجمعة "ما جمَعنا ويجمعنا مع لبنان الشقيق وشعبها المحتضن لقضية شعبنا في هذه الأرض أقوى وأعمق من كلِّ الرِهانات، وسيبقى الشعب الفلسطيني على وعدِه والتزامِه لأنه لا يمكن أن يكون خنجرًا في صدر الشعب اللبناني وجيشه الوطني ومقاومته التي نعتز بها ونفتخر بمجاهديها وبنضالها وانتصاراتها، مؤكدًا حرص جميع الفصائل والقوى على أمن واستقرار لبنان"، آملاً على الحكومة اللبنانية منح الفلسطيني حقه الانساني، حقه في الحياة والعمل والتملك، لحين عودته الى دياره.

وختم كلمته بتهنئة المرأة والمعلم بعيديهما  مجدّدًا العهد بمواصلة المسيرة حتى تحرير الأرض والإنسان وتحقيق أماني وطموحات شعبنا وأمتنا وكل الأحرار في العالم.

وتلقت قيادة الجبهة برقيات التضامن بهذه المناسبة من الحزب الشيوعي اللبناني،  وأمين عام مؤتمر الأحزاب العربية، وحزب الله، وهيئة التوجيه السياسي ومؤسسة أبو جهاد الوزير للمعاقين.