قلبت المواطنة اسمهان ابريغيث (48 عاما) من بلدة بيت أمر شمال الخليل المعادلة وتغلبت على اعتداءات المستوطنين على كرم العنب الخاص بعائلتها والمحاذي لسياج مستوطنة 'عتصيون'.

ابريغيث قهرت المستوطنين بنجاحها بتحويل 'حصرم العنب الى سماق'، تحت شعار 'حامض النا ولا حلو الهم'، الذي اصبح فيما يعد من أهم المنتجات التي تعتمد عليها أسرتها في دخلها وتسعى لتسويقه في كافة محافظات الوطن.

اسمهان أم لخمسة أبناء وحاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية من جامعة القدس المفتوحة قالت عن فكرة المشروع: 'لدينا كرم عنب مساحته 12 دونما بمحاذاة مستوطنة عتصيون، وفي كل موسم يعمد المستوطنون سرقة المحصول أو اتلافه قبل نضوجه'.

وأضافت: 'تمكنا عام 2007 في الوصول إلى الكرم، وكان المستوطنون قطعوا الثمار غير الناضجة 'حصرم' وتركوها على الارض، فتذوقت حبة منها فكانت شديدة الحموضة، فقررت أن أبحث عن طريقة نستفيد من الثمار التي خربها المستوطنون، وأخذت أبحث على الإنترنت حتى توصلت الى إنتاج 'سماق الحصرم'.

وتابعت: 'قمنا بجمع 'الحصرم' وتنشيفه وطحنه، وتبين أنه طيب المذاق، ومريح للمعدة، وخال من أية مادة حافظة، أو أصباغ، وبالإمكان أن يكون بديلا عن السماق الطبيعي، واستخدمناه لسد حاجة المنزل'.

وقالت ابريغيث: 'في العام التالي قررنا أن نعيد الكَرّة، فجمعنا محصول العنب قبل نضوجه، وحولناه الى سماق، بنية ترويجه في السوق المحلي في محافظة الخليل، ومن هنا بدأ التفكير في تطوير الانتاج، إضافة الى منتجات غذائية منزلية أخرى، وقمنا بعمل مصنع صغير بجانب المنزل يحتوي على عصارة من تصميمنا، وأدوات التعبئة والتغليف بطريقة حديثة'.

وأشارت إلى أن كمية الانتاج في الموسم الماضي بلغت قرابة 200 كغم من السماق سعر كغم الواحد منها 150 شيقلا.

وفي معرض الأيادي الوردية للمنتجات والصناعات النسوية الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة رام الله والبيرة لمناسبة يوم المرأة كانت ابنة اسمهان، الشابة زينب، وهي خريجة علوم سياسية واقتصاد من جامعة بيرزيت، تقدم شرحا للزوار عن سماق الحصرم، و19 منتجا غذائيا آخرا منها 10 من العنب الذي تشتهر به بلدتها.

وأكدت أسمهان أنها من خلال عضويتها في الغرفة التجارية، تمكنت من الحصول على فرص مختلفة في مجالي التدريب والتسويق والمشاركة في عدة معارض على المستوى المحلي والخارجي، وأنه أصبح لديها زبائن في عدة محافظات.

وأشارت الى أن العمل جار على تطوير منتجات أخرى وزيادة الكميات خاصة بعد تولي زينب مسؤولية التسويق ومتابعة عملية التغليف والتشبيك مع مراكز البيع والمؤسسات المهتمة.

واعتبرت ابنتها زينب أن المشروع مجد على الصعيد المادي وله بعد وطني وثقافي وحضاري مرتبط بثقافة شعبنا، لأن بعض الزبائن اصبحوا يأخذون منتجاتنا كهدايا لأصدقائهم وأقاربهم في الخارج.