مؤكد ان كل ايام العام، هي أيام للمرأة في فلسطين والعالم. لانه لا قيمة ولا اهمية ولا رونق او مذاق لاي وقت دون النصف الجميل من المجتمع. غير ان للثامن من آذار أهمية إستثنائية في حياة المجتمع ككل، لان شعوب العالم تحتفل فيه بالمرأة، وتضفي عليها هالة خاصة، وتكرمها عبر اشكال واساليب عديدة تقديرا لدورها ومكانتها الريادية في المجتمع.

توافق عقد الدورة السابعة والعشرين للمجلس المركزي لمنظمة التحرير عشية عيد المرأة العالمي، وتوقف الرئيس محمود عباس في كلمته الافتتاحية امام المناسبة مهنئا للمرأة يومها، ومؤكد حقها في المساواة الكاملة مع الرجل في كل ميادين الحياة، وداعما إستلامها لكافة مواقع القرار دون إستثناء. ثم جاء البيان الختامي مساء الخامس من آذار ليعمق ما جاء في كلمة الرئيس ابو مازن، فاكد على ماجاء فيها، وطالب المؤسسات المختلفة بضرورة  منح المرأة نسبة مميزة في قيادتها.

هذا التأكيد من المجلس المركزي لمنظمة التحرير، يعكس إنسجام القيادة وهيئاتها المركزية مع روح النظام الاساسي (الدستور) بتعزيز مكانة ودور المرأة في المجتمع، لاسيما وان للمرأة الفلسطينية باع طويل في ميادين الحياة المختلفة وخاصة الكفاح التحرري، ومازال هذا الدور ملقى على كاهلها، فهي حاملة راية النضال الوطني والاجتماعي والاقتصادي والثقافي.

ولا مجال للتحرر الوطني والاجتماعي دون تحرر المرأة الفلسطينية، التي اعطت النموذج المميز طيلة العقود الماضية من مقاومة الاحتلال الاسرائيلي وظلم القوى الاصولية الظلامية، التي تعمم ثقافة الاستغلال للمرأة باسم الدين، وتضللها بوسائل واساليب الدجل والديماغوجيا، لترويضها عبر عملية غسل دماغها، ومن ثم مصادرة حريتها ودورها، وإبقاءها في دائرة التبعية للرجل. الامر الذي يفرض على القوى الحية في المؤسسة الرسمية وفي الاوساط الشعبية التصدي لكل من يحاول تمرير وتعميم الفكر الظلامي الرجعي، المستهدف حرية ومساواة المرأة الفلسطينية.

ولعل التأكيد من قبل الرئيس عباس والبيان الختامي للمجلس المركزي على محاربة الارهاب الاسلاموي والصهيوني وكل اشكال الارهاب يندرج في محاربة عملية الاستغلال الرخيصة للمرأة ومكانتها. وتأكيد على رفض القيادة بمستوياتها العليا والوسطى والدنيا لاي إنتقاص من حرية ومساواة المرأة الفلسطينية.

من المؤكد ان معاناة المرأة تزداد سوءا في محافظات الجنوب الفلسطينية، التي تخضع لحكم فرع جماعة الاخوان المسلمين (حركة حماس) لاسيما وانها سنت جملة من القوانين والانتهاكات السوداء، التي إستهدفت لبس المرأة، واماكن تواجدها وحريتها. غير ان حملات حركة حماس المتواصلة، رغم نجاحها النسبي في إنتزاع نجاحات النساء، لكنها لم تتمكن كليا من تحقيق كامل اهدافها المتناقضة لحرية ومساواة المرأة.

كما ان المرأة الفلسطينية البطلة في سجون الاحتلال الاسرائيلي، خضعت لعملية تمييز وإستغلال من قبل سلطات السجون الاسرائيلية. غير ان المرأة بشجاعتها وكفاحيتها العالية تمكنت من التصدي لانتهاكات الجلاد الاسرائيلي. إلآ ان كل نجاحات المرأة مازالت دون تحقيق اهدافها في الحرية والمساواة، الامر الذي يستدعي من القوى الوطنية والقومية الديمقراطية مواصلة دعمها غير المحدود كي تتمكن المرأة من نيل كامل حقوقها، كما يجب على المجتمع الدولي التصدي لجرائم دولة الاحنلال والعدوان الايرائيلية، لوضع حد لتلك الانتهاكات والدفع بمصالح وحقوق المرأة للامام حتى بلوغ مبتغاها واهدافها كاملة في الحرية والاستقلال والعودة والمساواة والشراكة الكاملة للرجل في كل ميادين الحياة.

كل عام والمرأة الفلسطينية والعربية وفي اصقاع العالم كله بخير ... راجيا للمرأة عموما تحقيق كامل أهدافها دون إستثناء. وكل ثامن من آذار والمرأة الفلسطينية بخير ...