ينفذ مجموعة من أعضاء جمعية "لفتة للجميع" في مدينة نيس الفرنسية منذ العاشر من الشهر الجاري اضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على قيام السلطات الاسرائيلية باحتجاز شحنة المساعدات الانسانية والطبية التي أرسلتها الجمعية لصالح الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة منذ أكثر من شهرين، رغم المحاولات الحثيثة التي بذلتها السلطات الفرنسية والجمعية المعنية وغرفة الطوارئ في وزارة الخارجية الفلسطينية وسفارة فلسطين في فرنسا.
وقد وجه وزير الخارجية الفلسطيني د. رياض المالكي كلمة للمضربين عن الطعام جاء فيها: "غالباً ما يكون الأجنبي المتضامن معنا مستعداً للذهاب بعيدا من أجل عدالة قضيتنا. لقد استوقفتني فكرة إضرابكم للضغط على المسؤولين للمطالبة بالإفراج عن شحنات المساعدات التي افترض أنكم تعبتم كثيراً بجمعها. كل التحية لكم وانحني احتراما لجهودكم ولدوركم الإنساني والتضامني العظيم".
بدوره وجه سفير فلسطين في فرنسا هائل الفاهوم كلمة الى المضربين عن الطعام عبر فيها عن اعتزازه وفخره بهم وهم يعرضون حياتهم للخطر دفاعاً عن عدالة القضية الفلسطينية وعن حق اطفال غزة في الحياة الكريمة وعن مبادئ العمل التضامني الانساني العالمي. وقال الفاهوم في كلمته إن الشعب الفلسطيني وقيادته ينظرون الى المضربين عن الطعام بعين التقدير وهم يناضلون من اجل حق اطفال ابرياء ومواطنين مدنيين مسالمين في العيش الكريم والحر مجسدين أسمى معاني التضامن والتعاطف بين الشعوب.
المستشار الأول في سفارة فلسطين في فرنسا د. صفوت ابراغيث اعتبر ان احتجاز السلطات الاسرائيلية لشحنة المساعدات الانسانية، والنابع من عنجهيتها وازدرائها لتحركات المجتمع المدني في العالم، تهدف الى بث روح الاحباط لدى المتضامنين الدوليين مع القضية الفلسطينية اشاعة اليأس في صفوف حركة التضامن مع فلسطين، غير أنها تدل على خوف السلطات الاسرائيلية من تصاعد المد المتضامن مع الشعب الفلسطيني في العالم بأسره، وهي ليست المرة الأولى التي تقوم بها اسرائيل باحتجاز ومصادرة قوافل اغاثة انسانية متوجهة إلى المواطن الفلسطيني الذي يعيش قسوة الحصار الظالم وتبعات الحروب التي شنتها اسرائيل عليه.
وكان اعضاء الجمعية قد اعلنوا اضرابهم عن الطعام بهدف دفع السلطات الفرنسية للتدخل لدى السلطات الجمركية الاسرائيلية من اجل الافراج عن شحنة المساعدات هذه. السلطات الاسرائيلية بررت احتجاز الشحنة بغياب قائمة مفصلة جداً خاصة بالنسبة للأدوية المرسلة، أمر رآه القائمون على الجمعية غير منطقي خاصة وأن السلطات الاسرائيلية تطلب تفاصيل كثيرة كالاسم العلمي للدواء وكمية الادوية في العلبة وكمية العلب في الصندوق وكمية الصناديق الاجمالية في الكرتونة بالاضافة الى عدد الجرعات وزجاجات الادوية السائلة وغيرها. وجدير ذكره أن احتجاز اسرائيل لشحنة المساعدات ترتب على الجمعية الفرنسية مبالغ طائلة كغرامات مفروضة من السلطات الجمركية الاسرائيلية.
وقد دخل الاضراب مرحلة تهدد صحة حياة المتضامنين مع الشعب الفلسطينيين حيث نقل اثنان منهم الى المستشفى في حالة الانهيار الصحي الكامل. ويصر البقية على الاستمرار في اضرابهم حتى الافراج عن شحنة المساعدات ووصولها الى أطفال غزة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها