الجنرال بيني غانتس إلى واشنطن

(هارتس- بقلم: أمير أورن)

(المضمون: افسد نتنياهو العلاقة مع الذخر الاستراتيجي الاهم لاسرائيل – الادارة الامريكية، بمساعدة السفير رون درامر الذي يجب ان يترك منصبه. رئيس الاركان السابق هو البديل الافضل).

الضرر الخارجي الاشد الذي تسبب به بنيامين نتنياهو لإسرائيل هو تقويض المصداقية البروتوكولية التي أسسها شيوخ اسرائيل، والثقة العامة إزاء اسرائيل، المشحونة بروح المبادرة المشتركة ايضا لزعماء في انحاء العالم، وكأن اليهودية العالمية تصنع الترابط معهم بخيط ذي متانة، تضررت بشدة على مشهد الحرب التي شنها نتنياهو على أوباما. مع أن الجميع يعلم بأنه في اللحظة التي تكف فيها واشنطن عن دعم القدس، فإن القوة الإسرائيلية ستعود كي تتقلص إلى حجمها الطبيعي. والدول التي طلبت التقرب من اسرائيل، وكانت على استعداد لأن تدفع لها الكثير في العلاقات الامنية السرية، فقط كي تتوسط لها لدى اصحاب القرار في البيت الابيض، سوف تعيد تقييم علاقاتها مع اسرائيل مع انخفاض تأثيرها.

لكي نتعافى من الاساءات التي فعلها نتنياهو لكبريات الذخر الاسرائيلي الاستراتيجي يلزمنا رئيس حكومة جديد. كافة وكالات التقييم الأمني في إسرائيل تعتقد، بأنه بعد الانتخابات سوف تشتعل الجبهة الامريكية – الفلسطينية ضد إسرائيل، إذا تشكلت حكومة يمين متعصبة. اسحق هرتسوغ والذي بدى في الاسابيع الاخيرة وكأنه يبحث عن خسارة مشرفة والحقيبة الثانية بعد رئيس الوزراء ووزيرا للشؤون الاجتماعية في حكومة نتنياهو، كي يتمكن من الإيفاء بالتزامه بتوظيف عاملة ثالثة في رياض الاطفال، سيكون شريكا في الجريمة – تماما كالسائق الذي ينتظر اللصوص خارج البنك، آملا في عقوبة مخففة لانه ضغط على دواسة البنزين ولم يضغط على زناد البندقية.

ايران، المتطلعة إلى تحقيق قاعدة لقرارها بالحصول على السلاح الذري، ستكون بشكل أو بآخر الدولة العتبة في السياسة الامريكية، على احد طرفي الباب، بمعنى انها لن يسمح لها بالتوغل في البيت الأمريكي او ما يحيط به. منذ أواخر سنوات الستينات، وجد في الشرق الاوسط دولة واحدة  وافقت الادارة الامريكية على ربط الحوار معها في النطاق الداخلي للعتبة، - اي في الممر – على ان تبقى هناك ولا تتجرأ على الدخول في غرفة الضيوف وتظهر نفسها وكأنها من أهل البيت، ايران الموضوعة في الجبيرة، سترضى بمكانة اقل من ذلك،لانها مقتنعة بان قنبلتها سوف يجري اعاقتها زمنيا لا غير مع انها باتت من فئة ما لا يمكن منعه من وجهة نظر زعمائها. المعركة الاسرائيلية يمكنها وفقط عليها ان تتركز، إضافة إلى الحرب السرية، على جهود سياسية لنزع العدائية الايرانية المعلنة اتجاه اسرائيل، في نطاق الاتفاق قيد الاعداد مع الدول العظمى، بالنسبة إلى نتنياهو هذا هدف غير كاف، فهو لا يغذي خطاباته وأمجاده.

لتكن الحكومة وسياساتها اعتبارا من نيسان مهما تكون، السفير رون درايمر لم يعد مقبولا في واشنطن. السفير هو بكل المعاني سفير، إنه جسر صغير منصوب فوق الفجوات. وليس درايمر الذي حرق نفسه مع معظم الجسور. لقد اثبت ان الخسارات الني يأخذها السفراء على عاتقهم في عالم الاتصالات الفورية بين رؤساء الحكومات صحيحة فقط جزئيا: السفير السلبي يمكنه ان يسبب الكثير من الضرر. وجوده في العاصمة الامريكية يرش الملح على الجروح، وخصوصا في سنة الانتخابات، وهو قادر ليس فقط على التدخل بين الحزبين، ولكنه قد يتدخل في شؤون حزبه الجمهوري، حيث ان اثنين من المرشحين للرئاسة فيها وهما جيب بوش، وماركو روبين متحدرين من ولايته، فلوريدا.

السفير القادم، والذي يبتسم دون ان يقول شيئا كلما طرح عليه سؤال فيما إذا كانت المهمة معروضة عليه، يمكن ان يكون بيني غانتس. لرئيس الاركان السابق خلفية ملائمة لوظيفة السفير في واشنطن، والتي لا تعتبر بالنسبة له وكأنها البيت الثاني، فقد درس هناك وقضى فترة في السفارة كملحق عسكري. المدنيون الذين شاركوا إلى جانبه في نقاشات مجلس الوزراء تأثروا من سلاسة منطقه، ومن ثراء احاديثه وأصالة توجهاته. ادارة وزارة الخارجية الاسرائيلية ستكون مسرورة في مساعدته وتجهيز طريقه إلى مبنى السفارة في انترناشيونال درايف 3514، ما هو ليس معتادا فيما يتعلق بتعيين خارجي. هو جنرال دبلوماسي، من النوع الذي لا يحتاج إلى جهد كي يقنع محاوريه سواء جاؤوا من الادارة أو من الكونغرس، فهو يعرف تماما عما يتحدث.

غانتس لم يرفض التعيين الذي لم يعرض عليه بعد. يظهر وكأنه ليس متحمسا لذلك،  ولكن من الصعب رفض طلب لخدمة عامة أخرى خلال ثلاث سنوات من الجمود السياسي، شريطة أن يكون المرسل رئيس وزراء مهتم ومسؤول.

 

 

العنوان لارسال التبرعات:عائلة نتنياهو بلفور 2 القدس

(معاريف-بقلم: بن كسبيت)

 (المضمون: الفيلم الذي نشر عن بيت رئيس الحكومة الرسمي يشكل خرقا امنيا ويحاول اظهار سوء ظروف ذلك البيت لكنه لم يظهر لماذا يتمسك به الزوجان الى هذا القدر ).

تقرير مراقب الدولة الذي سيتم نشره اليوم يكشف عن النذر القليل الذي يجري في "عش الوقواق" الرسمي. لا يمكن أن نعتبره مكانا ضيقا بل هو مكان واسع. المراقب يزيل فقط القشرة الخارجية وبصعوبة، وفقط بعد أن أعلن أنه استجاب لتوسلات محامي نتنياهو وقرر تأخير النشر الى ما بعد الانتخابات. على هذه الفضيحة كان يجب أن يذهب، لكن من الجانب الثاني فان النائبة العامة للدولة نفسها طلبت تأجيل النقاش في دعوى مني نفتالي لنفس الاسباب، اذا لماذا نلوم مراقب الدولة؟ سنستغل الفترة الباقية حتى نشر التقرير لنتحدث عما سبق نشره.

الفيلم الدعائي القصير لموشيه غلامن. يكفي في هذا الفيلم لنفهم مع من نجري حسابنا. الى أي درجة  مستعد بيبي وزوجته اللذين يسكنان في بلفور 2 أن يُهبطا أنفسهما والدولة. لقد استدعيا أحد المخرجين ماسحي الجوخ والمشكوك في قدراتهم لكي يصور فيلما في المقر الرسمي لرئيس الحكومة ليثبت كم هما مسكينين هو وزوجته وفي أي ظروف سيئة يجبران على تمضية ايامهما ولياليهما. القصارة مقشرة والسجاد ممزق والرطوبة منتشرة. فقط كان ينقصه في النهاية كتابة عنوان لارسال التبرعات.

بالمناسبة، من المخجل أن نكتب عن ذلك لكن هذا ما لدينا. السيد غلامن الذي منذ فترة قصيرة نشر عملا شخصيا له من صور شخصية على خلفية من الحجارة أو الخشب هو شخص له مصلحة واضحة في هذه القصة. هو يدعي أنه مول الفيلم من جيبه، لماذا لا يمول؟ خلال الفيلم القصير نشاهد صورة مطبوعة على الخشب للزوجين نتنياهو وذلك خلال مشروعه. كما أنهم يتحدثون بدون خجل عن المشروع خلال الفيلم. هذا الاعلان للمشروع تجاري وشخصي ويساوي مبلغا كبيرا، وهكذا فجأة نفهم لماذا يغطي التكاليف من جيبه. لو كانت هناك شرطة تستحق اسمها فان هذه القصة ستثير الشك حول عدد كبير من المخالفات الجنائية. وهكذا فقد تلقى مقابل ما دفعه لكن بطريقة اخرى. وهكذا يسير الامر مع محامي الزوجين ورجال العلاقات العامة الذين وباقي المهنيين الذين يعرفون أنه ليس من المناسب طلب مقابل عملهم فهم لن يتسلموا اطلاقا هذا المقابل. الوحيد الذي تسلم بضعة شواقل كان شعيا سيغل، لكن عندما عرفت السيدة بالامر سارعت الى ارسال مبعوث الى بيت سيغل المسكين واسترد المبلغ نقدا.

التجديد المزعوم

نعود الى الفيلم. غلامن يتجول مع السيدة في ارجاء البيت لكنه لا يطلب الصعود الى الطابق الثاني، ولو كان طلب لاكتشف عالما آخر، فالمطبخ هناك مطبخ حديث ومتطور. كما أن غلامن تجاوز صالون التزيين وهو غرفة انتظار حولتها زوجة نتنياهو الى غرفة تصفيف للشعر شخصية وكلف هذا التحويل 40 ألف شيكل، ولعدم وجود مصادقة على ذلك فقد حصل لها عزرا سايدو على ذلك عن طريق ادعاء اصلاح مكتبين لرئيس الحكومة واستغل النقود لصالون التصفيف.

أمس نشر رئيس الامن العام ديسكن تصريح قصير واختصر فيه كل الموضوع "التصوير في بيت رئيس الحكومة هو خرق حماية خطير"، واضاف "يبدو أن الخوف من تقرير مراقب الدولة أنسى المخاوف الامنية المتطورة جدا للعائلة الملكية".

خمس دقائق من المعلومات السرية

أدخلت السيدة كاميرا غير مسموح بها الى البيت الاكثر حماية في اسرائيل مصورة النوافذ والاقفال، وكل ذلك من اجل التغطية على الانطباع المترتب على تقرير مراقب الدولة الذي سيتم نشره. ويقول ديسكن إنه من تجربتي الشخصية استطيع أن اقول لكم "إن أي جهاز استخبارات اجنبي أو منظمة ارهابية كانت ستدفع مبالغ طائلة للحصول على كل التفاصيل التي ظهرت في الفيلم. إن اتزان الشخص الذي بادر الى هذا الفيلم مشكوك فيه جدا".

نهاية أقواله كانت هي الاكثر ازعاجا، فهو يسمي السيدة نتنياهو رئيس الحكومة الفعلي وهو يعرف لماذا. إن جيش المتزلفين لنتنياهو يتهم ديسكن بأنه أراد أن يصبح رئيس للموساد ولم يُمكنوه وهذا امر ليس له صلة بالواقع.

يتحدث ديسكن عن الاتزان ورجاحة العقل. هذا هو اتزان الشخص المسؤول عن امننا وحياتنا، هذا الاتزان الذي يقوده الى أن يبيع آخر اسهمنا في البيت الابيض من اجل الحصول على خطاب آخر قبل الانتخابات باسبوعين. لقد تبين صدق ما نشره امنون ابراموفيتش في القناة 2 بأن الامريكيين يعترفون أن اوباما امر بالتوقف عن ادخال اسرائيل الى الغرفة الداخلية والتوقف عن اطلاعها على تفاصيل ما يجري في المحادثات مع ايران، هذه هي المرة الاولى التي ينزلونا فيها الى مستوى هذه الدرجة الهابطة.لكن من يهتم بذلك، الاساس هو أن يلقي خطابه هناك. حقيقة أن هذا الخطاب أضر جدا بالدعم لموقف اسرائيل "المحق تماما"، هي امر هامشي. فهو اراد القاء الخطاب لانه يريد ان يبقى في ذلك البيت في شارع بلفور، هذا البيت المتضعضع الحقير. اذا كان البيت بهذا القدر من السوء فلماذا يقاتلون من اجل البقاء فيه ويتمسكون به بكل ما اوتوا من قوة.

 

 

انضموا إلى المنسحبين من الترشح لجائزة اسرائيل

(هارتس- بقلم: راحيل نئمان)

  (المضمون: يثير موضوع تدخل بنيامين نتنياهو في تعيين لجنة الحكام لمنح جائزة اسرائيل ردودا غاضبة، يؤشر هذا التدخل على نزعة رئيس الوزراء إلى تغيير طابع اسرائيل الديمقراطي الليبرالي إلى ديمقراطي شمولي).

الخطوة المريعة للمساس بجائزة اسرائيل تشهد على ان بنيامين نتنياهو وشركاءه لن يترددوا في المساس وتدمير كل ما تم بناؤه. كي تسود طريقتهم، لا يوقفهم شيء. سيفعلون ذلك مرة تلو الاخرى، إلى ان ينجحوا.

هذه الخطوة تكشف عن الثغرات النوعية في شخصية جليس الاطفال المحبوب، والذي تحركه غريزة الانتقام. "سأريكم"، يقول. الستم من رفض إعطاء جائزة اسرائيل للانجاز العمري لوالدي؟ ستدفعون ثمن ذلك، وبحركة يده يزيل مشروعا مركزيا في حياة الثقافة في الدولة.

حتى لو شكل الحكومة فلن تتمكن من البقاء، لأن من سيقف على رأسها فقد شرعية أن يحكم. جائزة إسرائيل ليست فقط مجرد جائزة تصدرها اسرائيل، انها مجموع الانجازات للمجتمع الاسرائيلي، ولن يكون هناك جائزة لإسرائيل إلى ان يمضي نتنياهو، ولن تكون هناك ثقافة إلى ان ينصرف. حتى اولئك الذين لا يفهمون ذلك، لن يتمكنوا من تثبيته في السلطة، لقد تآكل من الداخل، لقد تجاوز نتنياهو الخط الأحمر عندما اعلن انه في لجنة الحكام يجلس عناصر مناهضة للصهيونية – وهو الاسم الآخر لأعداء اسرائيل – ولهذا السبب يجب طردهم. هذا ما يقوله فقط حاكم يمهد الطريق نحو سلطة الاستبداد.

موسوليني هو الآخر لم يستولِ على السلطة بالقوة، لقد تم تعيينه من قبل الملك عمانويل الثالث ونال دعم القوى المحافظة وحتى الليبراليين. والذين رأوا أن حكمه سيقف سدا أمام الشيوعية. وقد بنى قوته بناء على تكتيكات من التخويف ومماهاة الحزب مع الدولة. نتنياهو لم يمتلك بعد كتائب ذات قمصان سوداء، ولكنه يستخدم سلفا تكتيك تماهي الدولة مع الحزب بسيطرته على 8 من وزارت الحكومة، حالة غير مسبوقة في تاريخ الدولة.

ولكن، خلافا لإيطاليا ما بين الحربين العالميتين. في إسرائيل اليوم ما زال موجودا ما يكفي من قوى حزبية،  هكذا تشير الاستطلاعات التي تعطي نتنياهو عددا من النواب مساوي لما سيحصل عليه خصمه اسحق هرتسوغ وتيسبي ليبني. ممن سوف ينهضوا ويقولوا له:"!No Pasarán" (كلا لن تمروا)، تماما كما يفعلون الآن، واحدا تلو الآخر، من المرشحين لجائزة اسرائيل في مجالات السينما والآداب. ونأمل ان ينضم إليهم الآخرون من كافة المجالات.

من يعتقد بأن كل هذه الفضيحة ثانوية، ليستدر، خطأ، هذه تكشف عن رؤيا نتنياهو، وفقا له فإن الديمقراطية  الليبرالية هي حاجز أمام سيطرة اليمين. مماهاة الصهيوينة مع اليمين وعزل اليسار بناء على ذرائع تصمه بأنه غير صهيوني وعدو للدولة، هذه هي المراحل الاولى في طريق هدم الديمقراطية الليبرالية، أو كما وصفها المؤرخ يعقوب طلمون،  مؤلف "بشائر الديمقراطية الشمولية"، لإرغام كافة الافراد على إعطاء الموافقة المطلوبة ولمسرحة هذه الموافقة خلال إحتفال ما ملكي. اللجنة التي تضع مقاييس تعيين حكام جائزة اسرائيل، والتي يؤكد نتنياهو على أنه سيشكلها في فترة حكمه التالية، هي التي سوف تهتم بتحقيق ذلك.

 

 

انتخابات اللامعقول

(معاريف- بقلم: اسحق بن نير)

 (المضمون: عندما لا يهاجم المركز الصهيوني اليمين عن خداعه في الحملة الانتخابية وعندما الجميع يستغيثون للحصول على مقاعد اضافية ولا يتوحدون ككتلة واحدة امام اليمين فيبدو انهم يتدافعون نحو الدخول الى تحالف بيبي القادم ).

هذا الصباح شاركتني ميرا زكاي في التعليق الذي كتب في الفيس بوك الذي نقله لها غابي لافي والذي يميز اللامعقول في الحملة الانتخابية الحالية. ويقول إن البيت اليهودي قدم التماسا لرئيس لجنة الانتخابات المركزية ضد اسم المعسكر الصهيوني بزعم انهم "ليسوا صهيونيين في الحقيقة". وكرد على ذلك قدم المعسكر الصهيوني التماسا لرئيس لجنة الانتخابات ضد اسم البيت اليهودي بزعم انهم "ليسوا يهودا في الحقيقة". عندها القاضي المحبوب الذي يترأس لجنة الانتخابات سيضطر الى البحث واصدار قرار من في الحقيقة هو صهيوني حقيقي ومن هو يهودي حقيقي. وماذا يسمى ذلك القاضي المحبوب؟ سليم جبران.

حسب رأيكم هل سيادة القاضي يستطيع ان يقرر بصورة قاطعة ان اييلت شكيد مثلا هي حقا يهودية، لكنها لا تحافظ على الفرائض، وان بينيت حقا صهيوني، كممثل عن سارقي الارض التي ليست لهم الذين يسعون الى تحويل اسرائيل الى دولة ابرتهايد لكل مواطنيها؟.

مرت بضع سنوات منذ ذلك الهمس في اذن الصوفي اليهودي العجوز كدوري، "اليساريون نسوا ماذا يعني ان تكون يهوديا"، وحتى التحريض الفظ ضد اليسار، يقود نتنياهو اللعبة بروح التخويف (ايران، داعش، اوروبا والكارثة) والكراهية والانقسام في الشعب. سيد الليكود يرسل الى الاعلان اتباعه لترديد صوت سيدهم بنغمته المتعالية تجاه تسيبي وبوجي، يئير وكحلون وبينيت، كما يوجد هناك الفيلم القصير عن داعش الذي يتوجه يسارا الى القدس وفيلم لجنة مستوطني السامرة عن اليهود النازيين الذين يستحقون الشنق. انتاج مميز على صيغة حماس.

 علينا ان نذكر جبران ان هذه العملية هي عملية بيبية واضحة جدا: "يرمون قولا مسموما، اتهاما متطرفا، شتم، فيلم غبلزي أو تخويفا بذكر الكارثة وبتقرير أن كل اوروبا لاسامية". (عن هذا يكتب صديقي افي كورن في الفيس بوك. فعندما يقول رئيس الحكومة "مرة ثانية يقتل يهود في اوروبا لكونهم يهودا" يسأل السؤال: "سيد نتنياهو هل تذكر لماذا قتل هنا رابين؟"). كل هذه تثير فضيحة لحظية.

هناك ما يرضي خارقي القانون: لقد نجحنا في ان نثبت للجمهور العريض ان اليسار باغلبيته هو نازي بدرجة كبيرة او على الاقل متعاون مع داعش، وان الصهيوني الحقيقي هو الذي يكتب اقوال نتنة وشتائمية وتهديدية في القناة 7 او في الصحف الناطقة بلسان اليمين. هكذا يسيطر العنف والخديعة على الحملة، وليس هناك قانون لمعاقبة فورية. الرئيس والمستشار الذليل او المراقب المتردد لا يعاقبان فورا الكاذبين والمحرضين ويفصلونهم مثل السائقين الذين شربوا الكحول زيادة عن اللزوم ويضطرون لفحصهم بجهاز فحص النفس الشرطي.

هكذا حيث المركز الصهيوني كل ما يقوم به هو الدفاع بضعف ولا يهاجم بغضب اليمين على الخداع والكذب في دعايته عن الفساد في القيادة (هل فتح ملف الزوجين نتنياهو اليوم سيغير شيئا) والفشل في كل المجالات: عندما "يوجد لبيد" تتحول بصورة متعجرفة وفارغة وغير شجاعة، وعندما كحلون يسعى جاهدا للاثبات لـ "كلنا" انه فقط ليكودي صغير مع نوايا حسنة وابتسامة، وعندما "كلهم" يستصرخون للحصول على اضافة ثلاثة مقاعد وليس للتكتل ككتلة واحدة كبيرة امام اليمين المتطرف (عندها ليس هناك يمين عادي)، يبدو انهم جميعا يتدافعون للوقوف في الصف نحو تحالف بيبي القادم.

 

 

لدانمارك ستنفض عنها الغبار وتعود الى حياتها الطبيعية

 

(اسرائيل اليوم- بقلم: د. دوف لفيتان)

 (المضمون: في هذه المرحلة فان الاقوال في الدانمارك الداعية الى تنفيذ تغييرات حقيقية ما زالت منفردة ولا يبدو أن معنى الوقائع الجديدة اخترق وعي الدانماركيين ).

الدانمارك مصدومة. الجالية اليهودية المذعورة تطلب حماية متزايدة على مؤسساتها، لكن الهجومين اللذين حدثا في يوم السبت لم يكونا مفاجئين. الشعور العام كان ان هذا مسالة وقت حتى يصل الارهاب القاتل الى المملكة الهادئة. في العقدين الماضيين غمرت الدانمارك بالمهاجرين المسلمين حيث انهم من جهة حظوا بامتيازات كثيرة وسخية من دولة الرفاه ومن جهة اخرى امتنعوا عن الاندماج في المجتمع بشكل عام. هم يحافظون في اغلبيتهم بحرص على اسلوب حياة اسلامي يزداد تطرفا، فقد اقيمت المساجد وتم جلب ائمة من خارج الدانمارك عدد منهم معروف بأنهم يعملون في الوعظ الديني المتطرف.

منذ فترة طويلة والجالية اليهودية الصغيرة التي تتركز في العاصمة كوبنهاغن تشعر بالتهديد، قبل نصف سنة تقريبا على سبيل المثال كان هناك هجوم على مدرسة يهودية في اعقاب عملية الجرف الصامد. في يوم السبت الاخير بعد أن تم الاعلان عن العملية الارهابية الاولى توجه رؤساء الجالية الى الشرطة وطلبوا الحماية الاضافية على الكنس، وقد تم هذا الامر. ورغم ذلك نجح ذاك الارهابي الذي عرف فيما انه من اصل فلسطيني، في ان يقتل حارسا يهوديا وان يجرح شرطيين.

رئيسة الحكومة الدانماركية شكرت الشرطة على عملها وعلى تضحيتها، وكذلك فعل رؤساء الاحزاب المختلفة، لكن كان هناك محاولة مقصودة لئلا ينشغلوا بالاسئلة الصعبة مثل كيف نجح المخرب مرتين ان يقتل مدنيين ويجرح شرطيين وان يخرج بسلام. عندما حاول مراسل تلفزيوني الضغط على رئيسة الحكومة، اجابت انه خلافا لدول اخرى (الولايات المتحدة؟)، "عندنا لا يطلقون اولا". هذا التصريح يشير الى أن رئيسة الحكومة - اظهرت تعاطفا حقيقيا مع الضحايا، وشجبت الاحداث ووصلت الى الكنيس في اليوم التالي للهجوم – لا تفهم بتاتا الوضع. بالنسبة اليها فان المقاربة الصحيحة هي ان تكون سلبا. حكومة تورننغ شميدت لا تستطيع الاعتراف بان الدانمارك مثل الدول الغربية الاخرى موجودة في حرب صعبة مع اوساط اسلامية اصولية. لكن العنوان كان يصرخ على الحائط: الاسلام المتطرف وجد له موطيء قدم في الدانمارك. مثلا بالنسبة لعدد السكان، الدانمارك هي "المزود" رقم 2 في غرب اوروبا بالمقاتلين من داعش.

في يوم الاحد قالت شميدت لليهود: "نحن لا نريد التنازل عنكم – انتم جزء مهما من المجتمع الدانماركي". لكن اليهود الدانماركيين خائفين. في الايام الاخيرة اجريت محادثة مع اصدقاء ومعارف في الجالية، ومن المهم ان اشير الى ان اقوال رئيس حكومة اسرائيل التي دعا فيها يهود الدانمارك للهجرة الى اسرائيل وجد صدا قويا. مرة تلو الاخرى قيل لي إنه محق. مع ذلك، علينا ألا نتوقع "موجات هجرة" من الدانمارك. الحياة في دولة الرفاه الصغيرة افضل واسهل، وستستمر اغلبية اليهود في العيش بين قطبي الكراهية الاسلامية الاخذة في التعاظم من جهة ومن جهة اخرى عملية انصهار بطيئة.

ايضا من القيادة السياسية علينا ألا نتوقع تغييرا كبيرا. الشرطة واجهزة الامن ستحصل على موارد اضافية، رئيسة الحكومة ستواصل بث التاييد والمحبة والتشجيع على المصابين، وستشجب الارهاب وتزعم ان الدانمارك موجودة في جانب "الاخيار"، والتغييرات او استخلاص النتائج والعبر ستصمد حتى العملية القادمة. الدانمارك لن تتخذ الخطوات المطلوبة مثل وقف النشاطات الاسلامية في الدولة، ويجب عدم توقع طرد الجهات المحرضة او سحب جنسياتهم.

في الايام الاخيرة سمعت اصوات مختلفة مثل صوت نائب رئيس الحزب اليميني اسبرسن، عضو البرلمان الذي يعتبر صديقا كبيرا لاسرائيل. لقد اتهم بصورة صريحة الحكومة بالمسؤولية عن الوضع الذي وجد جراء سياسة الهجرة الليبرالية التي اتبعتها. كذلك الصحيفة الهامة "يولاند بوسطن" دعت في مقال هيئة التحرير الذي نشر يوم الاثنين الى اعادة التفكير وطلبت وقف الانتقادات القاسية ضد اسرائيل، لانها موجودة الى جانب اوروبا في حربها ضد الاسلام. لكن في هذه المرحلة هذه اصوات منفردة ولا يبدو ان معنى الوقائع الجديدة اخترق وعي الدانماركيين.