غداً الخميس، سيبدأ عام جديد, العام 2015 مثقلا بمآسي العام الماضي, حيث الارهاب في المنطقة العربية بلغ اقصى بشاعاته على يد داعش التي تشير كثيراً من الاتهامات الى انها صناعة اميركية مائة في المائة سواء بطريق مباشر او غير مباشر, فلولا ان أميركا قامت بهدم الدولة العراقية جيشاً ومؤسسات ووحدة وطنية وتراثا عريقا لما نشأت داعش اصلا، ولما وجدت لنفسها فرصة الحياة ولما تمكنت من الحصول على هذه الاموال من خلال سرقة نفط العراق وبيعه بثمن بخس ليملأ به الآخرون آبارهم فينخفض سعر برميل النفط الى ما دون الستين دولاراً, والله اعلم اين ينتهي هذ كله.
واذاً فان اصل البلاء في هذا الارهاب كله هو اميركا سواء ارهاب جماعة الاخوان المسلمين وجميع توابعها في مصر وبقية المنطقة, او الارهاب الاسرائيلي في فلسطين وممارساته المجنونة وحروبه التدميرية, بل ان كل اضطراب في العالم تكون بدايته ونهايته في اميركا !!! ويكفي ان اذكركم بان الرئيس الاميركي الحالي جاء في العام 2008 لكي يجيب عن سؤال: لماذا يكرهوننا. 
أوباما زار القاهرة وألقى فيها خطاباً مصاغا بطريقة ادبية رائعة موجهاً الى العرب والمسلمين لم ينفذ منه حرف واحد, واعطوه جائزة نوبل قبل ان يبدء لتشجيعه وحثة على هدم سياسات الكراهية الاميركية وها هو يدخل عامه الاخير في ولايتين دون ان يغلق سجن غوانتانامو ودون ان يوقف حجراً واحداً من حجارة الاستيطان, بل هو يكافئ الاستيطان وقطعان المستوطنين, ويكافئ المتطرفين والمهووسين الاسرائيليين اعداء السلام الذين افشلوا كل اماله وكل وعوده, بل انه يشن الان في هذه اللحظات ضد المشروع الفلسطيني, ضد الحق الفلسطيني, وضد الدولة الفلسطينية التي تمنى رؤيتها بعد سنة واحدة في بداية رئاسته, وها هو في السنة الاخيرة من ولايته يرضخ لصراخ المستوطنين لصوص الأرض, والارهابيين المتطرفين والمهووسين في اسرائيل, ويجند نفسه عدوا بالمطلق ضد المشروع الفلسطيني, بل ان موقف الدولة الاميركية في الرئاسة وفي وزارة الخارجية وفي الكونجرس وفي تحالف اللوبيات اليهودية, هذا الموقف يبدو مكشوفا وعاديا ومفهوما بلا ساتر سوى عربدة القوة التي يخشاها الجميع, ويحاول أن يتحاشاها الجميع, دون أن يجرؤ أحد في اميركا كلها أن يعلن ان من افشل المفاوضات التي ترعاها اميركا لمدة احدى وعشرين سنة هي الحكومات الاسرائيلية واخرها حكومة نتنياهو التي ضاق ذرعا بها نسبة كبيرة من الشعب الاسرائيلي, الذي يرى بعض سياسييه ومفكريه وكتابه أن التدليع الاميركي والانحياز الاميركي الاعمى هو الذي يدفع اسرائيل دفعا الى هذه العربدة والشذوذ الذي ليس له حدود, بحيث اننا لو شققنا قلوب الناس بالعالم كله فربما نفاجأ بان مصداقية البغدادي امير داعش اكثر من مصداقية باراك اوباما, وان البغدادي يفعل علنا ما يقول بينما الاميركيون يطلقون اغنية كاذبة وممجوجة عن السلام ولا يفعلون ولا يساندون سوى الظلم والعدوان والكراهية.
هل قلت حدة الكراهية لاميركا حتى عند أولئك الذين يوافقون لها على ما تريد؟
هل يستطيع اي مسؤول في الادارة الاميركية بما في ذلك الرئيس اوباما نفسه ان يبرر او يقنع ولو الاطفال في العالم لماذا يعادي مشروع انهاء الاحتلال الذي قدمته القيادة الفلسطينية؟
هذه الاسئلة وكل ما يشبهها لها اجابة واحدة مدوية: لا اميركا غير مقنعة, اميركا غير صادقة, اميركا غير عادلة, اميركا اكبر منتهك للقانون الدولي والانساني في فلسطين, واميركا هي التي تقدم سمعتها وقوتها هدية مجانية لكل من يعتلي منصة الارهاب في العالم, فهؤلاء لا غطاء لهم سوى السلوك الاميركي والانحياز الاميركي, ومبروك يا اميركا عام جديد من الكراهية.