هذه غزوة نيويورك الثالثة فلسطينياً، فشلنا في الأولى في مجلس الأمن ونجحنا في الثانية - الجمعية العامة - وها نحن نحاول الثالثة ليس حباً في مجلس الأمن ولكن طمعاً في مناقشة قضيتنا هناك بعد أن احتكر الأميركيون الأمر على مدى العقود الماضية وسموا أنفسهم راعي عملية السلام، فلم يرعوا سوى الاحتلال والاستيطان. 
الطريق إلى مجلس الأمن كانت شاقة أكثر من غيرها وستكون أصعب عندما يترجم مشروع القرار ويعرض للتصويت, لأن الأميركيين مارسوا ضغوطا كبيرة لثني الآخرين عن دعمه أو مجرد عرضه اكبر من الضغوط التي مارسوها لتشكيل حلف الاربعين ضد داعش، وهددونا بالويل والثبور وعظائم الأمور، لكن هل عرضوا بديلاً ؟ هل «فركوا» أذن إسرائيل ولو مرة وهل انتقدوا ممارساتها في القدس المحتلة.. وهل دعوا لوقف الاستيطان، وهل طالبوها بأي شيء؟
بالطبع لا، فالوزير كيري الذي غمره قادة إسرائيل غمزا وقدحاً وشتماً ما زال يرفع عقيرته بانتقاد المشروع الفلسطيني ويمارس ضغوطاً لثني الاخرين عن دعمه، وكأنه يقوم بعملية انتحارية لصالح اليمين الإسرائيلي.. فالقضية الفلسطينية لا يجب ربطها بداعش العراق وسوريا وليس بمزاج دواعش الاحتلال وأحزابه وانتخاباته ، لأن قضيتنا مختلفة، فالارهاب المنتشر لا يمكن تمييزه عن ارهاب الاحتلال أيضاً ويجب محاربته ولجمه بانهاء الاحتلال. ومن حق شعبنا أن يطرق باب مجلس الأمن.. وسواء نجحنا كأصحاب حق أم فشلنا لأن الباطل لن يستمر فإننا قادرون على المحاولة ومحاولة أساليب أخرى عبر المنظمات الدولية واتفاقاتها.
آخر احتلال لا يمكن إطالة عمره عن طريق التنفس الاصطناعي الأميركي.. آخر احتلال يجب أن ينتهي مع جميع أشكال الارهاب في العالم مهما حاول الأميركيون العكس.