نعت سفارة دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية والاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين الفنان المناضل محمود سعيد الذي غيبه الموت اليوم الثلاثاء 30-12-2014 في مستشفى الساحل بعد صراع مرير مع مرض عضال، واقيمت الصلاة على جثمانه في جامع الخاشقجي، ووري الثرى في مثوى شهداء فلسطين- عند مستديرة شاتيلا.
شارك في التشييع سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور، وأمين سراقليم حركة فتح في لبنان الحاج رفعت شناعة، وممثلو القوى والاحزاب اللبنانية وفصائل الثورة الفلسطينية، واتحادا الفنانين اللبنانيين والفلسطينيين وحشد من الفنانين الفلسطينيين واللبنانيين الذين رافقوا الفقيد في مسيرته الفنية، وعائلة وأقرباء واصدقاء الفقيد.
نبذة عن حياة الفنان محمود سعيد:
· ولد الفنان الفلسطيني محمود سعيد في مدينة يافا عام 1940.
· هاجر مع عائلته من فلسطين الى مدينة صيدا وهو في عمر الثمانية سنوات، درس في مدارس الاونروا في مخيمات اللجوء في لبنان.
· حمل قضية فلسطين منذ نعومة أظافره حتى مماته، فيما كان أشقاؤه يحاربون في "جيش الإنقاذ" دفاعاً عن فلسطين.
· عمل سعيد مع يعقوب الشدراوي، ولقب بـصقر العرب، نسبة إلى إحدى المسرحيات. كما أدى دور خالد بن الوليد في فيلم الرسالة للمخرج مصطفى العقاد.
· ساهم في بناء الوعي الثقافي والفني الفلسطيني وكان نجماً في سماء الفن العربي. شارك في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والاذاعية العربية.
· رعى الفنانين الفلسطينيين في لبنان من خلال بناء الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين الذي كان رئيساً فخرياً له.
مسيرته الفنية
أمضى محمود سعيد أكثر من 50 عاماً في الإحتراف في مجال الفنون على تنوعها، حتى عرف بالفنان الشامل لأنه عمل في مجال السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة والغناء وكتابة الشعر.
فعندما كان صغيراً، إكتشف رئيس قسم المذيعين في "الإذاعة اللبنانية" شفيق جدايل، موهبة الطفل محمود في التمثيل والأداء، وذلك خلال تردده إلى "دار الأيتام الإسلامية" لينظم عملاً مسرحياً في نهاية كل عام دراسي، فأخذ ينسب إليه أدوار البطولة في عدد من المسرحيات.
عام 1959، لم تقدم محمود إلى مباراة أجرتها "الإذاعة اللبنانية" لممثلين وإذاعيين، وكانت اللجنة تتألف من إيلي ضاهر ووجيه ناصر ونزار ميقاتي ومحمد شامل وغيرهم، واختير محمود سعيد الجارية ليكون ممثلاً ومؤدياً في الإذاعة، فأطلق منذ بداية مسيرته الفنية على نفسه إسمه الفني "محمود سعيد".
عام 1961 كانت إطلالته الأولى في تلفزيون لبنان، وذلك بجملة "بدوية" وحيدة أسندت إليه في برنامج "من وحي البادية"، يقول فيها: "إنْ ما تْرِيدون النُّوْم غيركُم يْريد يْنام".
وأطل في مسلسلات "أبو ملحم" و"حكمت المحكمة" و"مسرح الخميس" و"بيروت في الليل"، كما قدّم شخصيات مثل الإسكندر المقدوني وعمر الخيّام.
إختاره رشيد علامة في أكثر من عمل لـ"تلفزيون لبنان والمشرق" مثل "سرّ الغريب" (1967) من إخراج أنطوان ريمي وإعداد السيناريست جلبهار ممتاز، وهو أول مسلسل باللغة العربية الفصحة.
شارك محمود سعيد في عدد من الأفلام السينمائية مثل "عنتر يغزو الصحراء" (1960) و"غارو" (1965) و"صقر العرب" (1968) و"أسير المحراب" (1969).
بعد فترة وقّع مع تلفزيون لبنان عقد "احتكار" لصالح المحطة، مقابل ثلاثة مسلسلات في العام الواحد.
النقلة النوعية لمحمود سعيد كانت عام 1970، بعد تأديته البطولة في مسلسل "التائه" المقتبس عن رواية إميلي برونتي "مرتفعات ويذرنغ"، فنال شهرة واسعة في المغرب وشمال أفريقيا.
بعد "التائه"، قدّم في برنامجه "من تراثنا" (1970) 18 شخصية تاريخية منها ابن سينا، والرازي، وابن خلدون، والفارابي.
شارك في مسلسل "السراب" مع هند أبي اللمع في إطلالتها الأولى، وعاد واجتمع معها في مسلسل "غروب"، إلى أن جاء المسلسل البدوي الأول في العالم العربي "فارس ونجود" (1974) الذي تقاسم فيه دور البطولة مع سميرة توفيق.
وبعد نجاحه بأداء دور"فارس" حقق شهرة واسعة ظلت أصداؤها تتردد لسنوات طويلة وأسّست لمجموعة أعمال تلفزيونية وسينمائية على النمط البدوي تلقفتها المحطات العربية كافة، وقد شاركته سميرة توفيق بطولة معظمها.
ورغم مشاركة محمود سعيد بأعمال سينمائية عربية وعالمية عديدة، إلا أن أهمها وأحبها إلى قلبه كان فيلم "الرسالة" الذي أخرجه المخرج العربي الراحل مصطفى العقاد عام 1976، وقدم فيه دور خالد إبن الوليد.
كذلك، شارك في مجموعة من الأعمال عن فلسطين منها المسلسل التاريخي الضخم "وتعود القدس"، وفيلم "فداك يا فلسطين".
ومع بدء الحرب اللبنانية، غادر محمود سعيد برفقة زوجته آنذاك إلى أثينا حيث أقام ثلاث سنوات، ثم إلى الأردن حيث أقام نحو خمس سنوات قدم خلالها عدداً كبيراً من الأعمال التلفزيونية.
قدم محمود سعيد عددا من الأعمال المسرحية، فشارك في مسرحية "المهرّج" لمحمد الماغوط، و"موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح، و"موقعة عنجر" من إخراج نزار ميقاتي، و"موال الأرض" مع عايدة عبد العزيز.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها