فتح ميديا/لبنان، أحيت حركة "فتح" الذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقتها في منطقة صور الاثنين 31/12/2012، فخرجت الجماهير الفلسطينية للمشاركة في مسيرات مشاعل انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في مخيمات البص، والرشيدية، والبرج الشمالي، وتجمعَي الشبريحا، والمعشوق وذلك بالتزامن مع كافة مخيمات لبنان. وحمل أشبال الحركة ثمانٍ وأربعين مشعلاً في جميع المسيرات تعبيراً عن الأعوام التي مضت على انطلاقة الرصاصة الأولى، تقدمهم طوابير الكشافة والأشبال، والمكاتب الحركية للمرأة والطلاب والعمال والأطباء والمهندسين، وطوابير حملة الأعلام والرايات وصور الشهداء. وسارت قيادة الحركة التنظيمية والعسكرية في مقدمة الجماهير الفتحاوية جنباً إلى جنب مع ممثلي الفصائل الفلسطينية والقوى والأحزاب اللبنانية، وفعاليات لبنانية وفلسطينية.

 

ففي الرشيدية، انطلقت مسيرة من أمام مجمع الشهيد أبو جهاد الوزير وجابت شوارع المخيم مروراً بضريح الجندي المجهول في مقبرة المخيم حيث وضعت قيادة الحركة أكاليلاً من الورود.

 وقبل إيقاد الشعلة الثامنة والأربعين ألقى أمين سر حركة "فتح" في صور توفيق عبد الله كلمة الحركة فقال فيها: "جئنا اليوم لنحتفل بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية، انطلاقة حركة "فتح" حركة الشهداء والأسرى والمعذبين في سجون الصهاينة. "فتح" أول الرصاص، "فتح" أول الحجارة، "فتح" أول معارك الكرامة عام 68 والانتفاضة. أتيناكم لنُجدد العهد ونقول أن دماء الشهداء لن تذهب هدْراً. معاً نحتفل اليوم لنتذكر كل كوكبة شهداء ثورتنا وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات لنقول لهم إنا على خطاكم سائرون حتى النصر والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف"، لافتاً إلى أنَّ تحقيق انتصارَي غزة والأمم المتحدة هي خير دليل على بداية الانتصارات.

وأكد عبد الله أن لبنان كله بكل طوائفه وقياداته عزيز وغالٍ على الفلسطينيين مؤكداً أن الفلسطينيين سيبقون أوفياءً وعلى مسافة واحدة من جميع الأفرقاء في لبنان.

 

وفي البص، جابت مسيرة الانطلاقة شوارع المخيم وسط الهتافات والزغاريد ورش الأرز والورود على طوابير الأشبال والكشافة وحملة المشاعل والمشاركين. وألقى عضو قيادة إقليم حركة "فتح" في لبنان محمد زيداني كلمة الحركة قبل انطلاق المسيرة أمام مقر شعبة البص وجاء فيها: "ألف انحناءٍ لحركة التاريخ المزينة بدماء الشهداء وللأسرى الذين حولوا الزنازين والمعتقلات لمدارس عز وفخر وعطاء، بعد أن أرادها الاحتلال مقبرة للروح المعنوية ومقتلاً للكبرياء"، وأضاف: "سلام لغزة المنتصرة المزينة بوحدة الموقف والميدان، سلام لضفة الأحرار المزينة بوحدة الموقف والميدان، سلام مقاطعة الإباء أنحني لروحك سيدي، يا سيد الزمان والمكان...أبا عمار من مخيماتنا ومن وجع وآلام غربتنا، لرمز الشرعية الفلسطينية، حافظ العهد، وصادق الوعد، أبا مازن عين الله ترعاك قائداً ورائداً ورباناً لسفينة العودة المظفرة بإذن الله".

كما أشار زيداني إلى وجود ضغط سياسي وأمني ومالي يمارس على الشعب الفلسطيني والقيادة بقصد إخضاعهم، لافتاً إلى أن هذا الضغط قد ازداد بعد الهزائم التي ألحقت بالكيان الغاصب، مؤكداً السير على خطى حامل الأمانة الرئيس أبو مازن وعلى نهج حركة "فتح" الثابتة على الثوابت والمتمسكة بالقناعات.

أمَّا في البرج الشمالي، فانطلقت مسيرة من أمام قاعة الشهيد عمر عبد الكريم بعد وضع الأكاليل على ضريح الجندي المجهول وإيقاد شعلة الانطلاقة.

 وألقى كلمة حركة "فتح" أمين سرها في البرج الشمالي جلال أبو شهاب أشار فيها إلى أن سجل حركة "فتح" النضالي مليء بالمآسي والآلام وبالانجازات الوطنية والصراع مع المحتل الغاصب.

وأضاف أبو شهاب: "لبنان جميل وسورية جميلة وكل الأرض جميلة ولكننا لنا وطن واحد تحت الشمس اسمه فلسطين لأنها ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا نفضل وبالتأكيد السكن بخيمة على أرض وطننا الحبيب لأننا نجزم بأنها جنة الله هي أرض الإسراء والمعراج".

واعتبر شهاب أن ما يحصل اليوم في مخيمات اللاجئين في سوريا هو جريمة من أبشع الجرائم مستنكراً  الصمت العالمي إزاء ما يجري، ولافتاً إلى أن عدد العائلات النازحة في لبنان بات يزيد عن 4300 أسرة.

 

وفي المعشوق، انطلقت مسيرة جابت الشوارع بعد إيقاد شعلة الانطلاقة. ثمَّ ألقى عضو قيادة إقليم حركة "فتح" في لبنان يوسف زمزم كلمة أشار من خلالها إلى سجل "فتح" الحافل بالانجازات والتضحيات، لافتاً إلى أن "فتح" تدرك أن المقاومة الشعبية ليست غاية في ذاتها ولكنها وسيلة لتحقيق هدف سياسي وأنها لا تقل ضراوة عن المعركة العسكرية، مشدداً على أن هذا التناغم بين المقاومة والعمل السياسي هو ما أسهم في تحقيق أكبر الانجازات الفلسطينية وفي مقدمها إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية، وانتزاع العضوية الأممية والانتصار في غزة.

وأعتبر زمزم أن العدو الصهيوني يراهن على الانقسام الفلسطيني ويسعى للحفاظ على استمراره لأنه يدرك أن قوة الفلسطينيين في وحدتهم، داعياً للتمسك بالوحدة الوطنية وإنجاز المصالحة، والتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً لشعبنا المناضل والنضال بكافة الوسائل حتى تحقيق أهدافنا.

 

وفي الشبريحا، اجتمعت الجماهير الفتحاوية من التجمعات الواقعة على الشريط الساحلي للمشاركة في إحياء الذكرى. وقبل إيقاد شعلة الانطلاقة وانطلاق المسيرة، ألقى عضو قيادة حركة "فتح" فضل المصطفى كلمة جاء فيها:"هذا الشعب المارد كطائر الفينيق يسطر كل يوم ملحمة بطولية جديدة ويكتب بالدم والقلم انتصاراً يهز أركان الصهيوني الغاصب. ها هي غزة تنتصر بدمها ووحدة فصائلها المقاومة في ميدان المعركة بمؤازرة توأم روحها الضفة الغربية التي انتفضت بالحجر لتقول شعب فلسطين هو واحد موحد".

وأضاف:"بعد انتصار غزة جاءت الصفعة الثانية لإسرائيل بعد أن استطاعت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن من انتزاع الاعتراف بالدولة الفلسطينية داخل أروقة الأمم المتحدة، ما أفقد إسرائيل صوابها وهي تحاول اليوم بالضغط مالياً على الشعب الفلسطيني وإصدار القرارات العشوائية لإقامة المستوطنات، لكن القيادة الفلسطينية كانت واضحة وحاسمة بأن إسرائيل ستدفع الثمن".

وختم المصطفى كلمته بتوجيه التحية إلى عنوان فلسطين الشهيد ياسر عرفات وشهداء حركة "فتح" وفلسطين لأنهم مشاعل الثورة الفلسطينية على طريق العودة وتقرير المصير.

فتح مخيمات صور