تأتي زيارة عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد إلى لبنان الأسبوع المقبل بصفته المشرف العام على الساحة اللبنانية من جانب حركة "فتح"، وسط أجواء أمنيّة مشحونة في مخيم عين الحلوة مع تصاعد وتنامي دور القوى الإسلامية السلفية المتشددة من جهة، واستمرار الأزمة المفتوحة بين المسؤول الفلسطيني الفتحاوي محمود عيسى «اللينو» وقيادة «فتح» في لبنان من جهة ثانية.
وتؤكد مصادر فلسطينية أنّ «الوضع الأمني في المخيّم مضطرب، والمثال على ذلك بأن مسلسل انفجارات الفجر والقنابل اليومية، مستمر لتوتير الوضع».
وتحذر من تنامي هذه الظاهرة «في ظل عدم قدرة القوى السياسية على لجم ووقف هذا المسلسل، رغم كل الإجراءات التي اتخذت وتشكيل القوة الأمنية المشتركة، بل على العكس فإن المسلسل يزداد تعقيداً»، مشيرةً إلى «رمي قنبلتين فجر يوم أمس، انفجرتا بفارق زمني لا يتجاوز الساعة في الشارع الفوقاني مقابل قاعة اليوسف».
وتلفت هذه المصادر الانتباه إلى أنّ «هذا التوتر أقلق أبناء المخيّم الذين باتوا يشعرون بوجود مشروع يراد منه زجّ المخيّم في الصراعات الداخلية والمحلية والإقليمية، وتوريطه بقصد إنهاء قضية اللاجئين، ما يضع القيادة الفلسطينية في محل انتقاد لدى أبناء المخيم لعدم قدرة هذه القوى على معالجة الوضع».
وتشير إلى أنّ «هذا الواقع يزداد تأزماً، مع الأحاديث اليومية التي تتناول صعود نجم القوى السلفية المتشددة كمجموعة بلال بدر وجند الشام وفتح الإسلام وغيرها، وما تستقطب من أبناء المخيم».
وتكشف المصادر بأنه «إذا بقي وضع "فتح" على ما هو عليه من انقسام وعدم معالجة أوضاعها الداخلية، فإن زمام الأمور في المخيم سيفلت، لتصبح القوى الإسلامية هي صاحبة الأمر والنهي والقرار السياسي».
هذا الوضع في المخيم كان محور اللقاء الذي عقد في مقرّ «حزب الله» في صيدا، بين مسؤول «الحزب» في المنطقة الشيخ زيد ضاهر ووفد من «التنظيم الشعبي الناصري» ضم أعضاء اللجنة المركزية: مصطفى حسن سعد، وبلال نعمة، وعبد القادر البساط، وناصيف عيسى (أبو جمال).
وأدان الطرفان الإشكالات الأمنية المتنقلة من حيّ إلى آخر داخل المخيم، داعين القوى الوطنية والإسلامية والفلسطينية إلى «ضرورة وضع حل حاسم لهذه الفوضى الأمنية المتنقلة من خلال وضع خطة أمنية نهائية للمخيم».
وكان الوضع في عين الحلوة استحوذ أيضاً على تفاصيل زيارة وفد «التنظيم» إلى مقر «الحزب الديمقراطي الشعبي»، حيث جرى التشديد على أهمية تجنيب أهالي مخيم عين الحلوة تداعيات الفتنة الداخلية.
في المقابل، دعا مسؤول «الجبهة الديموقراطية» في صيدا فؤاد عثمان إلى «إعادة النظر لدى القوى الفلسطينية وتجاوز كلّ الثغرات أمام ما يحصل من مسلسل الاغتيالات وإلقاء مسلسل القنابل».
وكان قائد «الأمن الوطني الفلسطيني» اللواء صبحي أبو عرب قد أكّد وصول عضو اللجنة المركزية لـ«فتح» عزام الأحمد إلى لبنان في غضون الأيام القليلة المقبلة، مشيراً إلى أنه سيعقد عدة اجتماعات مع القيادات اللبنانية والفلسطينية وقيادة الساحة اللبنانية لحركة «فتح» و«منظمة التحرير الفلسطينية» و«إقليم فتح» في لبنان وكافة الأطر والفصائل الفلسطينية».
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها