لا يزال الوصول إلى المناطق المقيدة الوصول اليها برا وبحرا في قطاع غزة، أمراً محفوفاً بالمخاطر، رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على تفاهمات وقف إطلاق النار، حيث شهدت 40 خرقا إسرائيليا أسفرت عن استشهاد وإصابة واعتقال حوالي ستين مواطنا وفق إحصاءات مراكز ومؤسسات حقوقية.
ولاحظ مراقبون تصعيد قوات الاحتلال الاسرائيلي لخروقاتها لتفاهمات وقف النار التي توصل اليها الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي في 26-8-2014، والتي كان آخرها اعتقال 12 صيادا في بحر شمال غزة.
وقال صيادون: إن البحرية الإسرائيلية صعدت مؤخرا من اعتداءاتها بحق الصيادين الذين يبحرون في المناطق المسموح بها، مشيرين الّا أن قوات الاحتلال لم تلتزم بمسافة الستة أميال بحرية التي تُوصل اليها.
وأوضح الصياد أمجد الشرافي لـ'وفا': نتعرض يوميا لانتهاكات من قبل قوات الاحتلال تتمثل بإطلاق النار والاعتقال والاستيلاء على القوارب وشباك الصيد.
وأشار الشرافي الذي يعمل بمهنة الصيد منذ سنوات، الى حادثة اطلاق النار قبل يومين على صياد وإصابته برأسه بدون أي مبرر، منوها الى أن البحرية الإسرائيلية تضيق على الصيادين ولم تسمح لهم بالصيد في مسافة الستة أميال بل تطاردهم بمسافة الثلاثة أميال.
بدوره، أكد مركز الميزان لحقوق الانسان الذي ينشط في غزة، تصاعد انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي في المناطق مقيدة الوصول إليها في البر والبحر.
وقال المركز الحقوقي في تقرير تلقت 'وفا' نسخة منه: واصلت تلك القوات إطلاق النار تجاه المدنيين من صيادي العصافير والمتنزهين في المناطق المحاذية للحدود الشرقية لقطاع غزة، واعتقلت عددا منهم.'
وأضاف 'صعّدت قوات الاحتلال انتهاكاتها الموجهة ضد الصيادين في عرض بحر قطاع غزة، حيث أطلقت النار اتجاههم واعتقلت عددا منهم وخربت معداتهم واستولت على عدد من قوارب صيدهم.'
ومنذ بدء سريان وقف اطلاق النار، فقد رصد المركز في المناطق المقيدة الوصول إليها بحراً 22 عملية إطلاق نار من قبل قوات الاحتلال تجاه صيادين أسفرت عن إصابة 10 منهم واعتقال 30 آخرين، كما استولت على (13) قارب صيد.
وفي المناطق المقيدة الوصول اليها براً أو ما يعرف بـ 'المناطق الحدودية' شمال وشرق قطاع غزة والتي كان لها نصيب كبير من العدوان الاسرائيلي الأخير، فما زال وصول المزارع الى أرضه لفلاحتها محفوفا بالمخاطر وفي مقدمتها اطلاق النار من قبل جنود الاحتلال.
المزارع جلال الكفارنة من بلدة بيت حانون شمال غزة، يتردد كثيرا قبل التوجه الى أرضه لفلاحتها والاعتناء بها بعد الخراب الذي طالها خلال العدوان الاسرائيلي الأخير.
وقال الكفارنة التي تعتبر الزراعة مصدر دخل أسرته الممتدة الوحيد: 'تعرضت لإطلاق نار أكثر من مرة عند محاولتي الوصول الى أرضي المزروعة بالخضروات.'
واضاف لـ'وفا'، 'ذهاب المزارع الى أرضه المتاخمة للحدود قد يعرضه للقتل أو الاصابة أو الاعتقال من قبل قوات الاحتلال التي لا تغادر المكان.'
وبهذا الصدد، أعلن مركز الميزان أن قوات الاحتلال أطلقت النار في المناطق المقيدة الوصول إليها براً 18 مرة، ما أدى الى استشهاد صياد عصافير وجرح 18 مدنيا، من بينهم 5 أطفال، واعتقلت 5 مواطنين من بينهم 4 أطفال في هذه المنطقة المحاذية للحدود.
وشدد المركز الحقوقي، على حق الصيادين في الصيد بحرية في بحر غزة، وحق المزارعين في الوصول لأراضيهم وزراعتها هو حق أصيل من حقوق الإنسان.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها