قد نفهم تصريح نائب الرئيس الاميركي جو بايدن عن كونه صهيونيا لكنه لا يريدنا ان نكون فلسطينيين .. فمن كان صهيونيا يرفضنا ولا يتقبل وجودنا ويعتبر اي معتنق للدين اليهودي صهيونيا له الحق في ان يحتل بيتي ويقطع أشجاري ويهجر أهلي .. قد نفهم ان تكون الصهيونية محاولة لاقامة كيان لليهود لكن لا نفهم ان يكون هذا الكيان نافيا للكيان الفلسطيني المتجذر في هذه الارض من ينفي الآخر انما هو فاشي ومستعد لابادة الآخر لأن الآخر نقيضه .. وهكذا صرنا نرى ونسمع ونشاهد ممارسات اسرائيلية لنفي الآخر حتى من صمد في الجليل والنقب والمثلث بات هو الآخر مهددا بالطرد لأنه لم يلتحق بالهجرة القسرية وظل طودا صامدا صمود الزيتون وجبال الجليل وبحر حيفا ويافا وكثبان النقب.
كان يجب ان تكون تصريحات نائب اوباما أقل استفزازا وتحث على الأمن والسلام، فان كان قد سرد المخاطر التي تحيق بالكيان الصهيوني كحزب الله وداعش وجبهة النصرة والبرنامج النووي الايراني الا انه تجاهل ان الصهيونية التوسعية الاستيطانية هي العدو الاول والأخير لأنها تدفع اسرائيل نحو الهاوية بتجاهلها الحق الفلسطيني في الوجود واقامة دولته المستقلة، فكل المخاطر التي ذكرها بايدن سرعان ما ستزول لكن طاعون الاستيطان والعنف ونفي الآخر هو الوباء الذي سيهلك من يتبناه عاجلا ام آجلا .. فلا قوة دائمة الا قوة الخالق .. ولا حق يسقط بالتقادم بل يتجدد كل حين.