أصدرت الجماعة السلفية في قطاع غزة بيانا توضيحا حول اتهامها بالمسؤولية عن التفجيرات التي طالت منازل قيادات في حركة فتح أول أمس مؤكدة أنه لا يوجد في قطاع غزة ما يسمى الدولة الاسلامية "داعش" ملمحة إلى أن الذين يقفوا وراء تلك التفجيرات هم من حركة حماس.
نص البيان كاملا:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
تناقلت وسائل الإعلام الكثير من الأنباء والتصريحات المتعلقة بتلك التفجيرات التي هزَّت مدينة غزة فجر يوم الجمعة الموافق 7-11-2014، واستهدفت منازل ومركبات عدد من قيادات حركة فتح، بالإضافة لتفجير منصَّة المهرجان المُعد لإحياء ذكرى وفاة ياسر عرفات، وترافقت تلك التفجيرات مع توزيع عدد من البيانات التي تحمل عبارة "الدولة الإسلامية" وتضمَّن بعضُها تهديدات لقيادات فتح وتحذيراً من عمليات قادمة ضدهم؛ حسب وصف تلك البيانات.
وإزاء ذلك وجب التنبيه لعدة أمور؛ أهمها:
أولاً: لا يوجد في قطاع غزة جماعة أو تنظيم أو تجمُّع اسمه "الدولة الإسلامية"، فإن كان المقصود هو دولة "الخلافة" في العراق والشام – أعزَّها الله– فابتداءً إنه ليس من سياسة الدولة تفجير سيارة فارغةٍ هنا أو استهداف بوابة منزلٍ هناك، ثم إن للدولة مؤسساتها ووسائلها الرسمية لإصدار البيانات؛ ولم يصدر عنها شيء بخصوص ما حدث، وإن كان الهدف هو الإشارة للجماعات السلفية المجاهدة في غزة؛ فهي معروفةٌ بأسمائها ورموزها ومصادرها الرسمية أيضًا، وعلى رأسها "مركز ابن تيمية للإعلام" المخوَّل بنشر بيانات وإصدارات كُبرَى الجماعات السلفية في قطاع غزة، وها نحن ننفي أي علمٍ أو مسؤولية عن تلك التفجيرات والبيانات العبثية.
ثانياً: إن حدوث تلك التفجيرات الكثيرة في وقت متزامن وباستخدام سيارات حديثة وفي مناطق أمنية حساسة، كالذي استهدف منصَّة المهرجان في منطقة الكتيبة بجوار مقرات الأمن الحكومية الرئيسية؛ كلها أمور تجعل البوصلة تشير إلى أن الجهة الفاعلة مُتنفذِّة ولها يد طُولى في امتلاك زمام الأمور - خاصة الأمنية منها- في قطاع غزة، لاسيما وأن الفاعلين قد تحركوا ونفذوا التفجيرات ووزعوا البيانات تحت مرأى عشرات الكاميرات المنتشرة في كل شارع من شوارع غزة، والتي تخضع لمراقبة وتحكم الأجهزة الأمنية في قطاع غزة بشكل مباشر.
ثالثاً: لا يخفى على عاقلٍ أن تلك التفجيرات تأتي في سياق الأحداث المتوترة على الساحة السياسية الداخلية، بما فيها التراشُقات والاتهامات المتبادلة بين قيادات حركة فتح وحماس قبل أيام عبر الإعلام، وتعثر أي جهود لتطبيق بنود المصالحة بين الحركتين، وكذلك فلا يمكن أن يكون ما حدث منفصلاً عن بعض الأفعال الانتقامية بين الطرفين بما فيها إغلاق البنوك ومنع الموظفين من استلام رواتبهم، وتجاهل ما تُسمى بـحكومة "الوفاق" لموظفي غزة وخاصة العسكريين منهم.
رابعاً: نحذِّر من حدوث أي مضايقات أو ملاحقات واعتقالات للإخوة المجاهدين السلفيين في قطاع غزة بذريعة تلك التفجيرات، وإن حدوث ذلك سيكون مؤشراً واضحاً على من يقف ورائها ومن خطط ليستفيد منها على أكثر من صعيد، ونؤكد أن من يظن أن المجاهدين السلفيين هم الحلقة الأضعف أو يريد أن يجعلهم كبش الفداء ... فهو مُخطئ.
وأخيراً فإننا ندعو الجميع لتوخي الدقة والمصداقية في نقل الأخبار والتعامل مع البيانات والتصريحات، والانتباه من الانجرار وراء التلفيق والتزوير الذي يأتي في سياق انعدام الخيارات وانسداد الآفاق عند البعض، مما يدفع باتجاه القيام بأعمال تهدف بالأساس لتصدير الأزمات وتشتيت الأنظار وامتصاص غضب الجماهير الناقمة على ما آلت له الأمور على مختلف الأصعدة، وعلى رأسها التخاذل الرهيب عن النصرة الحقيقية
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها