ثمة مثل انجليزي يقول: لا تنثر الدرر امام الخنازير، والامثال كما تعرفون تضرب لأجل التشبيه وعلى سبيل الاستعارة التمثيلية، وتوضيح المعنى المراد المنطوي على حكمة المعرفة، بأقل قدر من الكلمات، والمثل اعلاه يضرب لمن لا يعرف قيمة ما يمكن ان يكون بين يديه، فالخنزير اجلكم الله وهو اكثر الحيوانات ولعا بالقذارة لا يمكن له ولا بأي حال من الاحوال ان يعرف قيمة الدرر الثمينة التي يمكن تنثر امامه ...!!
ومما لا شك فيه، فان الحاسوب الذي هو "الكومبيوتر" وبوسائل التواصل الاجتماعي التي توفرها شبكته الالكترونية، درة من درر هذا العصر، ولعله فيما يقدم من خدمة تواصل سريع ومباشر، اجمل واجدى من اي حجر كريم، ومن يدرك قيمة هذه الخدمة سيعرف انها في المحصلة لا تقدر بثمن.
انها الخدمة التي حققت ثورة الاتصالات وجعلت العالم قرية صغيرة حقا، وبالطبع فان التقدم العلمي والتقني في عالم الغرب، هو الذي جاءنا بالحاسوب ومجمل تطوراته وتقنياته، كمثل ما جعل هذا العالم من مواد خام كثيرة، الالات تعمل وتنتج وتخدم مسيرة التطور العلمي والتقني والحضاري خاصة في استخداماتها الانسانية.
غير ان البعض عندنا في استخدامه المتخلف لوسائل الاتصال الحاسوبية، اطاح بقيمة هذه " الالة " بل وكأنه يعيدها الى مادتها الخام حين لا يدرك قيمتها الحقيقية المعرفية والتحضرية ان صح التعبير.
والاستخدام المتخلف هنا يكمن في خوض البعض معارك لا اساس لها من الحقيقة والواقع، وفي اطلاق الكلام على عواهنه، دون اي احساس لا بالمسؤولية الاخلاقية ولا التربوية ولا الوطنية ولا اي مسؤولية اخرى، وبحماقة الجاهل الذي يتصور التطاول جرأة وشجاعة ...!!!
ومن هؤلاء من يريد تصفية حسابات شخصية في معظمها، ولصالح حسابات شخصية او فئوية او حزبية او عقائدية، بهذه الصورة او تلك، وبأجر مدفوع ضد هذا الرمز او ذاك المسؤول، هؤلاء الذين اسميهم انا " ثوار" الانترنت الذين يحررون بين " بوست ولايك " كل ارض محتلة في هذا العالم ...!!
أخطر من ذلك فإن البعض لا يريد من وسائل الاتصال الاجتماعي غير ما يريده الصيادون في علب الليل الباحثون عن الملذات المحرمة، في عدد جريدتنا لهذا اليوم، اقرأوا تقرير "مواقع التواصل الاجتماعي.. نوافذ للعلاقات المحرمة " لكي تتلمسوا حقيقة ما نقول عن الاستخدام المتخلف لوسائل التواصل الاجتماعي، ان هذا الاستخدام يضرب عميقا في البنية الاخلاقية لمجتمعنا . وهذا ما ينبغي الانتباه اليه جيدا كي لاتقع الطامة الكبرى بتفكك هذه البنية.
وللحديث بقية.
التخلف واستخداماته : محمود ابو الهيجاء
20-10-2014
مشاهدة: 1286
محمود ابو الهيجاء
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها