بيان صادر عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح – اقليم لبنان
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ".
صدق الله العظيم
مع حلول الذكرى الثانية والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا التي بدأت في 16/9/1982 واستمرت لغاية 18/9/1982 يستعيد الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده تفاصيل ما حدث في تلك الأيام المشؤومة حيث التقت أدوات الشر وصُنّاع الارهاب والإجرام في هذا العالم ليرتكبوا أفظع وأبشع مجزرة عرفها التاريخ الفلسطيني، لقد التقى إيلي حبيقة ومجموعاته من القتلَة مع جيش الاحتلال الاسرائيلي بقيادة أرائيل شارون ورئيس أركانه روفائيل إيتان لينفّذوا خطة جهنمية حاقدة استهدفت كلاً من مخيمَي صبرا وشاتيلا، مستخدمين السواطير والسكاكين والحبال والرشاشات والقنابل والفؤوس.
تمكّنت هذه العصابات العنصرية من تطويق المخيمين اللّذين يضمان الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين، بانتظار قدوم الليل، وعندها دخلت المجموعات المسلّحة البيوت بيتاً بيتاً لتغتصب الفتيات وتقتلهم، ثم الاجهاز على كل أفراد الأسرة كباراً وصغاراً، وبعد أن أجهزوا على الموجودين في البيوت قامت الجرافات والدبابات بهدم البيوت على الجثث لإخفاء الجريمة. كما أنّ هناك عدداً من الشبان تم اعتقالهم داخل المخيم وعلى مداخله، وقرب المدينة الرياضية قاموا بنقلهم في شاحنات ثم قاموا بتصفيتهم. لقد هنّأ شارون القتلة بعد الجريمة وقال لهم: "إني أهنئكم فقد قمتم بعمل جيد وناجح".
قارب عدد الشهداء ثلاثة آلا ف وخمسماية شهيد ربعهم من اللبنانيين. وعندما انكشفت أخبار الجريمة الدموية، وانتشرت المشاهد المؤلمة، وتوجّه الكثير من المسؤولين ومن القانونيين، ومن أهل الذين فقدوا أبناءهم، أو الذين تم الاعتداء عليهم، توجهوا إلى المحاكم في الدول الاجنبية ورفعوا دعاوى على المسؤولين الاسرائيليين والميليشيات التي نفذت الجريمة، وتمكّن هؤلاء من ملاحقة المسؤولين الاسرائيليين ومطاردتهم وأخص هنا الدور الذي أدته الأخت المناضلة سعاد سرور المقيمة في بلجيكا والتي اعتُدِي عليها، وكُتبت لها الحياة لتكشف الكثير من الحقائق.
ارتكب المجرمون جريمتهم بعد مغادرة قوات الثورة وتعهُّد الدول الاوروبية المنتشرة في بيروت وحول المخيمات ان تقوم بالحماية، لكن للأسف تمت المجزرة على مقربة من هذه الجيوش الاوروبية وكأنّ الامر لا يعنيها.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني
إنّ شعبنا الفلسطيني يحمّل المجتمع الدولي ابتداء من مجلس الأمن مسؤولية قيام إسرائيل بارتكاب المجزرة بعد المجزرة منذ العام 1948 وحتى الآن دون مساءَلة ودون محاسبة، وإنما هناك صمتٌ وسكوتٌ على ما يفعله الكيان الاسرائيلي.
إنّ مسلسل المجازر لم يتوقف وآخر هذه المجازر كان العدوان الغاشم على قطاع غزة وسبقه العدوان على الضفة الغربية وحرق وقتل الفتى محمد أبو خضير ابن القدس حيث اكمل نتنياهو ما بدأه استاذه شارون من سفك دماء الفلسطينيين وخاصة الاطفال والنساء. وهذا الاصرار الصهيوني على القتل والتدمير يتطلب منّا نحن الفلسطينيين أن نتماسك ونتوحّد، وأن نغادر مربع الانقسام إلى اللاعودة، وأن نوحِّد خطواتنا من أجل معالجة تداعيات العدوان، والنهوض بالإعمار والإغاثة من خلال حكومة الوفاق الوطني.
إنّ إصرار العدو الاسرائيلي على سفك دمائنا، وتدمير بيوتنا وقتل أحلامنا، وتدمير آمالنا يدعونا إلى حسم الخيارات باتجاه الخيار الوطني الفلسطيني، وهذا ما يساعدنا على بلورة مشروعنا السياسي، ورسم استراتيجية المقاومة الكفيلة بإزالة الاحتلال الاسرائيلي. إن لقاءنا جميعاً في إطار المشروع الوطني الفلسطيني يسهِّل علينا أن نعتمد موقفاً جماعياً شاملاً لمختلف القوى يحدد رؤيته المستقبلية، ولا يسمح بوجود أية ثغرة يدخل منها العدو الاسرائيلي لضرب وحدتنا.
في هذه المناسبة الأليمة نتوجّه بالتحية إلى أهلنا أهل صبرا وشاتيلا الذين لم يستسلموا للمأساة، وانما نهضوا من تحت الركام ليبنوا مخيمهم، ويكملوا مسيرتهم مسيرة التحرير والعودة.
كما نوجّه التحية إلى أهلنا في قطاع غزة على صمودهم ومقاومتهم وصبرهم، واصرارهم على مواصلة كفاحهم الوطني على طريق إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
التحية إلى قوافل الشهداء الابرار وفي المقدمة الشهيد الرمز ياسر عرفات زعيم الثورة ومفجرها.
والتحية إلى القيادة الفلسطينية وفي المقدمة الرئيس أبو مازن قائد مسيرة العمل الوطني، والمؤتمن على الثوابت الوطنية، وصاحب القرار المستقل الرافض لكافة الضغوطات الاميركية، وبطل المعارك السياسية والدبلوماسية والانجازات الوطنية، والحريص كل الحرص على الوحدة الوطنية، ووحدة الارض والشعب.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
والنصر لشعبنا المكافح المجاهد من أجل الحرية والاستقلال
حركة فتح – إقليم لبنان
17\9\2014
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها