دعا الوزير عبد الله أبو سمهدانة محافظ المنطقة الوسطى بقطاع غزة لتشكيل لجنة تحقيق محايدة وموضوعية في كل التجاوزات التي حدثت من قبل الاخوة في حركة حماس بحق أبناء حركة فتح مؤكدا على ضرورة تجاوز كافة الخلافات الفصائلية والسماح لحكومة الوحدة الوطنية بالعمل بحرية ومسؤولية لإغاثة وتوزيع المساعدات بعدالة على مستحقيها في القطاع المنكوب.

وأكد أبو سمهدانة وهو عضو المجلس الثوري لحركة فتح ومسؤول العمل التنظيمي في الهيئة القيادية العليا في المحافظات الجنوبية خلال حوار مع (الحياة الجديدة) أن الثقة التي منحها اياه الرئيس محمود عباس بتجديد عمله كمحافظا للمنطقة الوسطى هي "ثقة غالية" وخاصة أنه أقدم محافظ في فلسطين وعمل على مدار عشرة سنوات كمحافظا في قطاع غزة.

وكشف أبو سمهدانة عن أن حركة حماس في غزة تتعامل مع المحافظين كخصم وتحاول التضييق على عملهم بكل الوسائل مؤكدا أنه منذ تجديد الثقة به كمحافظ وحركة حماس تحاول الاحتكاك بعمل المحافظين وتم منعهم من العمل وإيصال رسالة بأن المحافظات في رام الله وليست غزة مشيرا إلى أن أحد الأجهزة الأمنية التابعة لحماس تقوم بهذا العمل منكرة لوجود حكومة توافق وطني ورئيس هم المسؤولين في الضفة والقطاع .

وقال أبو سمهدانة " أنه في الوقت الذي كان من المفترض أن تقوم المحافظات بدور رئيسي وأساسي لحصر الأضرار في كل المحافظات واغاثة المتضررين وجلب المساعدات لهم من الجهات الخارجية وتوزيعها بعدالة , قامت حركة حماس بالتضييق على عملنا وفتح مقراتنا وحتى تكون المساعدات لديها فقط ومنعت المحافظون من أداء واجباتهم في مساعدة المنكوبين والتخفيف من آثار العدوان على قطاع غزة".

قرار فتحاوي بالحفاظ على الجبهة الداخلية

وأشار عضو المجلس الثوري لفتح أن هذه الممارسات غير لائقة في ظل المصالحة وتعيق المصالحة الوطنية وعمل حكومة التوافق وخاصة ما حدث في بداية الحرب من فرض للإقامات الجبرية على المئات من أبناء فتح مؤكدا أن هذا عمل لا وطني ولا يجب أن يكون من أناس يقولون أنهم مقاومة ويقودون الحرب ضد عدو منوها إلى أنه كان على حماس أن لا توسع جبهة الخصومة وأن يخلقوا من أنصارهم وإخوانهم في الميدان خصومة وهذه نقطة ليست ذكية من حماس لان هناك عدد كبير من أبناء فتح وضعوا تحت الاقامة الجبرية ومنهم من قمع وأطلقت عليه النار وكان يجب أن لا يحدث هذا الأمر لو كان هناك أناس حكماء في سدة القرار الحمساوي.

وطالب أبو سمهدانة السيد الرئيس والقيادة الفلسطينية والإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية بتشكيل لجنة تحقيق محايدة وموضوعية في كل التجاوزات التي حدثت من الاخوة في حماس بحق ابناء فتح والذين كانوا صمام الامان لوحدة الجبهة الداخلية مؤكدا عن وجود قرار في الهيئة القيادية العليا لفتح بغزة بالمحافظة على الجبهة الداخلية وان نعض على جراحنا ونتجاوز عن الكثير من المخالفات والتجاوزات الحمساوية ضد ابناءنا وحتى لا نخلخل الجبهة الداخلية في اثناء الحرب قائلا :" كنا نتمنى ان يتفهم الاخوة في حماس هذا الموقف ولكن للاسف تمادوا وضرب الكثير وقمع الكثير من ابناءنا كان اخرهم ابو جريدة في رفح الذي كسرت اطرافه والاخ رمزي ابو سويرح في الوسطى والذي ضرب وكسرت اطرافه من قبل حماس ".

وأوضح أبو سمهدانة أن حركة فتح تحملت الكثير من التجاوزات وحتى لا تخلخل الجبهة الداخلية وخاصة أن وفدنا الموحد كان يخوض معركة مع الاسرائيليين لتحقيق انجازات لشعبنا بوقف اطلاق النار منوها لوجود بعض التجاوزات أيضا في المساعدات والتي لم يتم توزعيها بعدالة وكان يتم منحها لبعض المواطنين ومنعها عن آخرين وحتى ان بعض البيوت المتضررة بعد أن قدم لأصحابها مساعدات مالية تقدر بألفي دولار تم سحبها منهم فيما لم يعطى آخرون يستحقون المساعدة كونهم يختلفون فكريا وفصائليا من حركة حماس".

وقال أبو سمهدانة لحركة حماس :" من يريد الوحدة يسعى لها سلوكا وتكون مسلكيته دليل على الرغبة في الوحدة والحرص على المصالحة " مؤكدا أن العدالة الانتقالية قادمة ولا يجوز لمن يسعى للمصالحة المجتمعية أن يطلق النار على اخوانه من فصيل آخر وأن يفرض اقامة جبرية على مناضلين وأن يميز في المعاملة في توزيع المساعدات القادمة للشعب الفلسطيني وليس لفصيل بعينه".

وحول أسباب ضعف أداء حكومة الوحدة الوطنية بغزة قال أبو سمهدانة :" هناك حكومة ظل مشكلة من وكلاء الوزارات في حكومة حماس وهؤلاء يديرون الوزارات دون توجيهات من الوزراء في حكومة التوافق بل اكثر من ذلك فانهم يمنعون الوزراء من اعادة تفعيل موظفي الوزارات السابقين ويعتبرون ان الوزارات بدأت بهم ومن قبلهم للجحيم مشيرا إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية وهي المسؤولة عن اغاثة شعبنا وعن لجنة الطوارئ في غزة طلبت بان يشارك موظفيها في استقبال وتوزيع المساعدات لكن وزارة الظل للشؤون الاجتماعية رفضت ذلك ولم تقبل ان يشارك احد من موظفي الشؤون الاجتماعية الاساسين والذين كانوا يديرون الوزارة قبل االانقلاب".

تجاوزات ملف الأمن بغزة

وأردف أبو سمهدانة في حواره مع (الحياة الجديدة) قائلا :" نحن نعتبر وزارة الداخلية هي المسؤولة عن الامن في كل المحافظات بما فيها قطاع غزة وان وزير الداخلية رامي الحمد الله هو المسؤول ولكن من حين لآخر هناك اتصالات وفعاليات لبعض الاخوة في اجهزة الامن في المحافظات الجنوبية لا يتبعون للاخ الحمد الله ولكن يمارسون امنيا كما يشاؤون وهذا مخالف لاهداف حكومة التوافق الوطني لذلك نأمل من الاخوة في حماس التوجه الجدي والحقيقي نحو الوحدة الوطنية بتفعيل حكومة التوافق لان تكون مسؤولة عن كل شيء في قطاع غزة مثلها مثل الضفة الغربية والقدس وفي كل الوزارات بما فيها وزارة الداخلية وما ينبثق عنها من اجهزة امنية".

وبخصوص الحوار مع حركة حماس قال أبو سمهدانة :" نأمل من اللجنة الخماسية في حركة فتح وما يقابلها من حماس أن يناقشوا الامور بمسؤولية وطنية من اجل المشروع الوطني الفلسطيني لانه من غير الوحدة الوطنية لن يكون هناك مشروع وطني فلسطيني ونطالب بتفعيل حكومة التوافق واستلامها كل الامور وفتح المعابر ورفع الحصار والمسؤولية الامنية عن كل الشعب الفلطسيني واعمار قطاع غزة والتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة التي نأمل ان تكون سريعة وفي اقرب وقت حتى نخرج من هذه الازمة الفصائلية ".

مؤتمر فتح السابع 

وأشار أبو سمهدانة خلال سؤاله حول مؤتمر فتح السابع إلى أنه كان من المفترض عقده لولا تداعيات الحرب التي استمرت لشهرين وما ترتب عليها من دمار في غزة إضافة إلى التضييق الإسرائيلي الذي حدث منذ تشكيل حكومة التوافق الوطني والذي سيعيق دخول أو تنقل أعضاء المؤتمر معبر عن أمله في عقد المؤتمر قريبا بعد تضميد جراء غزة وخاصة أن الأقاليم في المحافظات الجنوبية قطعت شوطا طويلا ومنها من أنجز الانتخابات ومنها من هو على طريق إنجازها".