اقام "ملتقى الوفاء لفلسطين" الذي يضم 90 حزباً وهيئة وفصيلاً لبنانياً وفلسطينياً وعربياً امسية تكريمية لسفراء دول امريكا اللاتينية في لبنان في سفارة فلسطين - قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات وذلك تقديراً لمواقف شعوبهم وحكوماتهم من العدوان الصهيوني على غزة .
افتتح اللقاء بالنشيدين اللبناني والفلسطيني والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين ولبنان، بحضور حشد كبير من الشخصيات وممثلي القوى والأحزاب والفصائل اللبنانية والفلسطينية، وممثلي سفارات سوريا والصين وإيران والجزائر والسودان واندونيسيا وبنغلادش، وممثل العماد ميشال عون والوزير السابق بشارة مرهج، مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلاً بالمقدم محمد السبع، ومدير عام قوى الامن الداخلي ممثلاً بالمقدم حسين هاشم، واركان ملتقى الوفاء لفلسطين.
سفير فلسطين في لبنان اشرف دبور القى كلمة وجه فيها التحية والتقدير لشعبنا الفلسطيني البطل الذي سطر أروع ملاحم الصمود والعزة والكرامة، والتحية للأكرم منا جميعاً الشهداء، التحية للأسرى عنواننا للحرية والشفاء لجرحانا ، التحية لأطفالنا لمن اغاظ هذا المحتل الغاصب، التحية للأم للمرأة حارسة نارنا الدائمة، التحية لكم يا من كسرتم جبروت المحتل بصبركم وثباتكم رغم القصف والتدمير والتشريد، التحية للوحدة الوطنية الفلسطينية والتي جسدت واقعاً وحقيقة على الارض على الرغم من الرهان الخاسر بين الفرقة بين الشعب وقيادته السياسية والشعب ومقاومته والجميع معاً اثبتوا ان الرد على المؤامرة كان الصمود والوحدة والقرار الواحد.
وأضاف: "اعتقد نتنياهو ان هذا الوقت هو الفرصه لديه للانقضاض على المشروع الوطني الفلسطيني الممتثل في الوحدة الوطنية وحكومة التوافق وبداية العصر الجديد اليد باليد والكتف على الكتف، وجاء العدوان الذي انقلب على رأسه بفضل التناغم والموائمة بين العمل السياسي والعمل النضالي المقاوم والوحدة الفلسطينية في كافة المجالات وكان الموقف السياسي الدبلوماسي الذي يقوده الرئيس محمود عباس ومتابعته والجهد المميز في ادارة الصراع يضاف اليها الصمود الاسطوري لشعبنا ومقاومته والتحرك الشعبي في كافة دول اوروبا وعلى الرغم من الازمات التي تمر بها امتنا العربية والصعوبات التي تواجهها الا ان للشعوب كان لها كلمتها وجاءت المواقف المتقدمه لزعماء الدول الشقيقه (ونؤكد انكم دول شقيقه وليست فقط صديقة) وشعوبها في اميركا اللاتينية كالصاعقة على رؤوس كل المتخاذلين وكان لها التأثير في المجتمع الدولي وفي المواقف الدولية الداعمة للشعب الفلسطيني وحقه في الدفاع عن نفسه وفق ما اقرته القوانين والشرائع الدولية".
سعادة السفراء نحن نلتقي اليوم لنكرم هؤلاء السفراء فلسطينيين ولبنانيين نلتقي لنقول لكم كلمة حق في شعوب من الاحرار شكرا شكراً لكم.
السيدة سعاد كرم سفيرة جمهورية فنزويلا وعميدة مجموعة بلدان امريكا اللاتينية والكاريبي شكرت ملتقى الوفاء لفسطين وسفير فلسطين اشرف دبور للدعوة للتعبير عن موقف شعوب امريكا اللاتينية المتضامن معكم والتي كسرت الصمت الذي التزمت به للأسف معظم الحكومات في الشرق الاوسط وكذلك المنظمات الدولية التي تزعم الدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة في العالم.
إن المشاركة الشعبية الكثيفة في التظاهرات ضد المجازر التي ارتكبتها اسرائيل في قطاع غزة حفزت ديبلوماسية الشعوب بطريقة قلما شهدها تاريخ امريكا اللاتينية وكانت عاملا هاماً في فرض توقف المجازر بحق الشعب الفلسطيني. ولعل هذه التظاهرات الحاشدة في شوارع بلداننا خير قدوة للسلام في العالم.
خمسون يوما بعد العدوان الاسرائيلي ضد غزة الذي تسبب بخسائر مادية وبشرية لا تحصى، تم التوصل إلى اعلان هدنة طويلة فرضت على اسرائيل قبول الشروط التي وضعتها المقاومة الفلسطينية البطلة، وهذا بذاته انتصار كبير للشعب الفلسطيني.
هذا الانجاز يدعونا اليوم، اكثر من أي وقت مضى إلى التمسك اكثر بالقضية الفلسطينية العادلة والنضال من اجلها لذلك علينا الاصرار على تطبيق ميثاق مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة بهدف اجراء تحقيق واسع حول الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل في قطاع غزة.
كلمة امين عام اتحاد المحامين العرب عمر زين باسم الاتحادات والمؤتمرات والمنظمات الشعبية العربية القاها بالنيابة عنه الدكتور هاني سليمان عضو الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي وجاء فيها:
ان الحرب الارهابية المسعورة التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة والشعب الفلسطيني، والتي استهدفت ابادة غزة بأهلها مستبيحة المقدسات والمحرمات، وخارقة كل الشرائع والقوانين والأعراف الدولية والإنسانية وأدت إلى قتل وتشريد الالاف من الاطفال والنساء والشيوخ، وتدمير المدن والقرى فوق رؤوس ساكنيها، وهدم دور العبادة والمستشفيات والمدارس بما فيها مدارس الامم المتحدة، وهجمات بربرية وحشية متكررة لم يعرف لها تاريخ الاجرام مثيلاً، وشلالات الدم الفلسطيني المراق فوق ارض فلسطين، لم تكن كافية لتحريك ضمائر مجلس الامن والدول الداعمة لارهاب اسرائيل وقد ظلت هذه الجهات شرقاً وغرباً في موقف المتفرج المنحاز والعاجز في آن.
هذه الاعتداءات الوحشية الارهابية تعتبر في نظر القانون الدولي مخالفة لشرعة حقوق الانسان وكل الشرائع والأعراف الدولية ، حيث انها جرائم حرب وإبادة وضد الانسانية، تستوجب حتماً محاسبة مرتكبيها من قادة اسرائيل المجرمين وإحالتهم إلى محكمة الجنايات الدولية.
وتوجه إلى سفراء الدول بالقول: كم كان عظيماً ومشرفاً موقفكم وموقف بلادكم وشعبكم الصديق العظيم في التصدي الشجاع عملياً لا كلامياً لعدوان اسرائيل الوحشي على غزة وشعب فلسطين الأعزل هذا الموقف التاريخي الشجاع لن ينساه لكم شعبنا العربي في اقطار بلادنا، وستحفظ لكم الاجيال هذا الموقف الانساني والعملي، ونعتبره اقوى سلاح إلى جانب الحق العربي في صراعنا ضد الارهاب، وضد الكيان الصهيوني المغتصب.
كلمة "ملتقى الوفاء لفلسطين" القاها صلاح صلاح عضو المجلس الوطني الفلسطيني فقال: بإسم ملتقى الوفاء لفلسطين، ارحب بكم في سفارة فلسطين ارض الصمود والتحدي. لنقدم لكم ومن خلالكم التقدير لقياداتكم وشعوب بلدانكم السباقة في اتخاذ المواقف لإدانة العدوان الإجرامي الذي تقوم به القوات الصهيونية على الشعب الفلسطيني وما ترتكبه من مجازر في قطاع غزة، تستهدف المدنيين وتدمر البيوت من على رؤوس ساكنيها وتطارد الأطفال الذين يلهون على شاطئ البحر.
قوات العدو الإسرائيلي لا تعطي وزنا للمبادئ الإنسانية ولا للقيم الأخلاقية فتقصف المستشفيات التي تستقبل الجرحى وجثامين الشهداء وتطلق صواريخها على المدارس التابعة للوكالة الدولية "اونروا" وهي تعرف انها مأوى للعوائل التي دمرت بيوتها.
بلدانكم اطلقت صرخة الحق والاستنكار ضد إسرائيل ومن يدعمها ويفتح ترسانته العسكرية ليعوض لها ما خسرته من اسلحة وذخائر استنفذتها في تدمير آلاف البيوت والمؤسسات والبنى التحتية وقتل ما يقترب من "2500" انسان وإصابة ما يزيد عن "10500" اخرين .
حكام بلدانكم كانوا سباقين في اتخاذ مواقف جريئة وشجاعة ضد "اسرائيل" ودعم النضال الفلسطيني، فمنذ وقت مبكر قطعت كوبا /كاسترو علاقتها مع "اسرائيل" وطردت سفيرها وكانت من اوائل الدول التي رفعت التمثيل الفلسطيني الى مستوى سفارة، وفعلت الشيء نفسه فنزويلا _ شافيز بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 2009 – 2008، فقطعت علاقتها مع "اسرائيل" وطردت سفيرها.
هذه المواقف المميزة لبلدان اميركا اللاتينية لها جذورها التاريخية "محمد علي" في مصر "الذي اعجب في ثورة "عبد القادر الجزائري" في الجزائر وأحفاده اليوم يناصرون الثورة الفلسطينية.
وبوليفار المدافع عن الفقراء في اميركا اللاتينية احفاده ينطلقون اليوم في شوارع عواصمهم ومدنهم تتعانق فيها رايات بلدانهم مع راية فلسطين، لتتوحد ضد الظلم والقهر والاستبداد. والجدير بالذكر أن نثمن الدعوة التي أطلقها حاملاً جائزة نوبل الأرجنتيني بيريز إسكويفيل والغواتيمالي ديجو بيرتا بمعاقبة إسرائيل كما عوقبت جنوب أفريقيا لسياستها العنصرية لهما منا كل التقدير.
الفلسطينيون في غزة والضفة والقدس والمناطق المغتصبة عام 1948 لم ولن تستسلم، لن تقهر، ها هي ترفع راية النصر قريبا بإجبار العدو على القبول مرغما بوقف عدوانه وسحب قواته من القطاع ورفع الحصار وإعادة اعمار ما دمر في قطاع غزة .
المقاومة إنتصرت، غزة إنتصرت، فلسطين إنتصرت كل حلفائنا وأصدقائنا ومن تضامنوا معنا في العالم يشاركونا النصر ضد حرب الإرهاب والتدمير ومطاردة الأطفال بالطائرات والصواريخ . قيمة هذا النصر أنه يتحقق على يد مقاومة تبتدع أساليبها في مواجهة العدو الإسرائيلي الذي يمتلك قوة عسكرية.
وأخيراً قدم سفير فلسطين اشرف دبور دروع تكريمية من السفارة الفلسطينية إلى سفراء فنزويلا، كوبا، البرازيل، الارجنتين، باراغواي، المكسيك، تشيلي وقنصل بوليفيا، ثم قدم ممثل الملتقى السيد معن بشور دروع تكريمية لهم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها