يصادف اليوم الجمعة، الثاني من تشرين الثاني، الذكرىالخامسة والتسعون لصدور وعد بلفور المشؤوم، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهودفي إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، بناء على المقولة المزيفة ‘أرض بلا شعب لشعب بلاأرض

فبعد اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 م والتي قسمت البلادالعربية والإسلامية عمدت بريطانيا إلى بسط نفوذها على جزء مهم من هذه البلاد، وسعتفي نفس الوقت إلى تلبية رغبة حاييم وايزمن والصهيونية العالمية بإنشاء وطن قومي لليهودفي فلسطين و التي اتخذت شكل تصريح و الذي عرف باسم وعد بلفور

في ذاك الوقت كانت الحكومة البريطانية تنظر بعين الارتياحالى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين .. ولم تأل جهدا على جميع الأصعدة في سبيل تحقيقهذا الهدف .. هذا الهدف الذي لم يستند الى منطق .. فبريطانيا لم تكن تمتلك اية حقوقأو حتى سيادة على أرض فلسطين .. ومن هناك ولد وعد بلفور .. حيث أعطى الانجليز وعدالمن لا يستحق .. وبعد فترة قصيرة قام الانجليز باحتلال فلسطين أي بعد صدور هذا الوعد.. وعد بلفور المشؤوم ، ولأن منطق العالم هو منطق الاقتصاد والقوة فإن وزير الخارجيةالبريطاني بلفور وجه خطاب الوعد الى الثري اليهودي روتشيلد وذلك في الثاني من نوفمبرعام 1917م.

وعلينا أن نلاحظ أن الوعد لم يأخذ الصيغة الدولية بلأنه رسالة خطية نتيجة اتصالات مكثفة بين الطرف الصهيوني والبريطاني آنذاك .. وهي اتصالاتاستعمارية أراد بها الاستعمار منذ البداية الاستيلاء على خيرات هذه البلاد عامل إقتصادي، وفي نفس الوقت العمل على تشتيت القوى الموجودة ووحدة الشعوب عامل سياسي وللتاريخنقول أنه لا يملك أي مواطن أو حاكم أو أمير بريطاني أي صفة قانونية اعتبارية في فلسطين، ولهذا فهذا الوعد باطل وكل ما ترتب عليه باطل وتتحمل بريطانيا اليوم والى انتهاءالاحتلال الصهيوني نتيجة ما فعلته وما تبنته بدون أي حق أو وجه قانونيليس ذنب الفلسطينيينآنذاك أن يتحملوا ثمن الحرب العالمية الأولى واستخدام بريطانيا ورقة الحركة الصهيونيةلأجل إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بدخول الحرب بجانبها ضد ألمانيا وحلفائها ..

اليوم ، و بعد كل عشرات السنوات على العالم العربي أنيدافع عن حقه في أن تكون منطقتنا العربية وطننا العربي الكبير وليس الشرق الأوسط الجديد.. فوعد بلفور عمل على تقسيم العالم العربي والإسلامي ليسهل بعد ذلك إضعاف المجموعالعربي وانشاء الوطن اليهودي في قلب المنطقة العربية .. ان نتائج الحرب العالمية الأولىرسمت خريطة جديدة للعالم تخدم أهداف هذا الاستعمار وتضفي الشرعية لمن لا شرعية له..لهذا رفض الشهيد القائد الرئيس ياسر عرفات قبول الاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية، ورفض كل المغريات السياسية والاقتصادية ولهذا تم اغتياله .. اليوم ايضا القيادة الفلسطينيةوعلى رأسها الأخ الرئيس محمود عباس أبومازن يرفض الاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية، فهذا الاعتراف مرفوض تماما لأنه يتناقض مع حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وعودتهالمقدسة الى أرضه والتمسك بالثوابت الفلسطينية .. ولأننا على موعد مع فجر جديد ، فتقديمطلب عضوية فلسطين بالجمعية العامة مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة سيتم في النصفالثاني من شهر نوفمبر الحالي ، ولهذا تُجري السلطة الفلسطينية وعبر موفديها الخاصينلكافة دول العالم اتصالات ومشاورات مكثفة لضمان التصويت بالأغلبية على مشروع الدولةالفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة. فها هو الحراك السياسي الدبلوماسي يصلهذا الأسبوع الى ألمانيا والنمسا والولايات المتحدة وبريطانيا والدنمارك والسويد وفنلندا  ومع العلم ان التقديرات الرسمية الفلسطينية تقولأن أكثر من 130 دولة ستصوت على المشروع الفلسطيني فور تقديمه . اننا وفي هذا اليومنطالب الجميع بالوقوف وقفة انتصار للقضية الفلسطينية وهزيمة وعد بلفور وكل ما تلاهوانبثق عنه وذلك من خلال إنجاح وصولنا الى دولة غير عضو في الأمم المتحدة وصولا الىالدولة الفلسطينية ..

وفلسطينيا نقول أنه بدون وحدتنا وقوتنا السياسية لننتمكن من مواجهة التهديدات الأمريكية والاسرائيلية وبعض الدولة المتخاذلة لأنه يخشىان يكون الرد اقتصادي بالدرجة الأولى تمهيدا للحصار للسياسي وانهاء مفهوم ومعطيات السلطةالفلسطينية مظلة الكل الفلسطيني .. على الكل الفلسطيني أن يفتح أبواب المصالحة الفلسطينيةوإنهاء مأساة الانقسام إبقاؤنا مشتتين متفرقين .. إن طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدةوما ينتج عن هذا الطلب هو أوجه الحرية والاستقلال و هدف نضالي وسامي .. ان دعمنا وتأييدناالمتجدد والدائم لموقف القيادة الفلسطينية ودعمنا لموقف الرئيس محمود عباس بنيل عضويةدولة مراقب في الأمم المتحدة نقول من خلاله إن وعد بلفور مرفوض والى زوال كل نتائجهطال الزمان أو قصر ..