بدعوة من حركة "فتح" وتضامناً مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الصهيونية، اعتصمت جماهير مخيمات الشمال ومدينة طرابلس يتقدَّمها ممثّلو الفصائل الفلسطينية والقوى والأحزاب الوطنية والإسلامية اللبنانية واللجان الشعبية أمام مقر الصليب الأحمر الدولي يوم الخميس 29/5/2014، حيثُ رُفِعت الإعلام الفلسطينية والرايات ولافتات طالبت المجتمع الدولي بضرورة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والضغط على العدو الصهيوني من اجل إطلاق سراحهم.
بداية كانت كلمة للمنتدى القومي العربي ألقاها المناضل يقظان قاوقجي حيثُ أشار إلى أن "الأسرى هم أمانة في أعناقنا وهذا التضامن معهم دليل على استنكارنا ورفضنا لانتهاك العدو الصهيوني لحرية المناضلين في السجون وهو تعدٍ سافر على الحرية والكرامة والديمقراطية".
أمَّا كلمة لجنة الأسير يحيى سكاف فألقاها شقيقه جمال حيث جدد العهد لفلسطين وشعبها حتى عودته إلى الديار التي هجر منها، والعهد والوفاء للأسرى والمعتقلين الذين يخوضون إضرابًا عن الطعام طلبًا للحرية ولكسر القيد الصهيوني.
ودعا سكاف كافة الفصائل والقوى الفلسطينية والعربية إلى تكثيف الجهود والعمل بكل الإمكانيات من اجل تحرير الأسرى والمعتقلين وذلك باستخدام كل الوسائل المتاحة.
ثم كانت كلمة للحزب الشيوعي اللبناني، ألقاها عضو اللجنة المركزية السيد جميل صفية حيث لفت إلى أن التضامن مع الأسرى في السجون الصهيونية هو تضامن مع أنفسنا ومع الحرية كقضية إنسانية عابرة للحدود ومع روج الثورة والتغيير، ورفضاً لكل أشكال التمييز العنصري التي يمارس بحق الشعب الفلسطيني في المخيمات.
وأضاف بأنه "لا قيمة للنضال الوطني اللبناني بمعزل عن التحرر الاجتماعي الذي يعني تكافؤ الفرص بين اللبنانيين والالتزام بتأمين الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني".
ثم كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في منطقة الشمال أبو جهاد فياض حيث قال: "إن معركة الأمعاء الخاوية هي السلاح الوحيد الذي يملكه أسرانا الأبطال فلا خيارات أخرى أمامهم فإما الحرية أو الموت جوعًا رغم المعاناة والألم وهذا ما يستطيعون فعله، وقد سبق لأسرانا خوض مثل هذه المعركة، وسقط منهم شهداء، وما تجربة التحدي لسامر العيساوي، وعدنان خضر، إلا واحدة من هذه التجارب المريرة، ولكنهما لم يتراجعا حتى تحققت لهما الحرية".
وأشار فياض إلى أن الوضع الصحي للأسرى المضربين عن الطعام لليوم السادس والثلاثين يستدعي تحركًا وتدخلاً عاجلا لإنقاذ حياتهم لأنهم صعّدوا من وتيرة تحركهم وطرق مواجهتهم لإدارة السجون الصهيونية عبر رفضهم تناول المغذيات والفيتامينات، وقاطعوا عيادات السجون، وذلك كي يسمعوا العالم صوتهم علّه يضغط على إدارة السجون الصهيونية لإلغاء التوقيف الإداري غير القانوني وممارسة العنف والإرهاب بحق أسرانا البواسل في زنازينهم وضرورة التعامل معهم على أساس معاهدة جينيف الرابعة باعتبارهم أسرى حرب.
وأضاف "إن الوضع داخل السجون الصهيونية بات صعبًا وخطيرًا للغاية وان الحكومة الصهيونية قد اتخذت من الأسرى عنوانا للانتقام من الشعب الفلسطيني وقيادته، وهذا يتطلَّب عدم الاختلاف لمواجهة التحديات التي يتعرّض لها أسرانا البواسل في السجون خلف القضبان الصهيونية".
وطالب فياض السلطة الفلسطينية أن تضع خطة تضامنية محلية ودولية عبر السفارات والمحافل الدولية لتعرية هذا الكيان العنصري ومحاسبته أمام المحاكم وخاصة بعد دخولنا المؤسسات الدولية.
وأشار فياض إلى أزمة مخيم البارد التي دخلت عامها الثامن ولا زلنا خارج بيوتنا ومعاناة الأهالي تزداد تفاقمًا والكل قد أدار الظهر، لذلك فإننا نطالب كل المعنيين بهذا الملف بضرورة القيام بواجبهم بدءًا بالحكومة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية والأونروا عبر الدعوة إلى مؤتمر مانحين على غرار مؤتمر فيينا لجمع الأموال اللازمة لاستكمال الإعمار، وطالب الأونروا بشخص المديرة أن ديسمور الالتزام بخطة الطوارئ وبدفع بدل الإيجار للمستحقين واستمرار تغطية تكلفة العلاج والإغاثة لكل أبناء المخيم لحين عودة الأهالي إلى بيوتهم.
وفي ختام الاعتصام تم تقديم مذكرة للامين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون عبر السيدة جميلة حمامي رئيسة فرع الصليب الأحمر الدولي في شمال لبنان.
وهذا نص المذكرة :
سيادة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المحترم
بواسطة / السيد مدير الصليب الأحمر الدولي في لبنان المحترم
تحية وبعد
باسم الفصائل الفلسطينية والقوى والأحزاب اللبنانية وباسم أهلنا في مخيمات شمال لبنان نناشد الأمم المتحدة، والصليب الأحمر الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان من اجل التدخل العاجل والفوري لرفع الظلم عن أسرانا البواسل بإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال الصهيوني دون قيد او شرط، لأنهم أصحاب حق في مشروعهم الوطني والنضالي الهادف إلى تحرير وطنهم.
مؤكدين لسيادتكم بأن هذا العدو الصهيوني لا يحترم ولا يلتزم بالقوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان الخاصة بالأسرى والمعتقلين والتعامل معهم حسب ما نصَّت عليه معاهدة جنيف الرابعة بصفتهم أسرى حرب.
وإننا نحمِّل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، وخاصة المضربين منهم عن الطعام لليوم السادس والثلاثين، وهم يتعرضون للموت البطيء في كل لحظة وخاصة في ظل الإهمال الطبي لإدارة السجون المتعمَّد والذي أدى إلى استشهاد العشرات من أسرانا داخل الزنازين الصهيونية.
إننا نهدف من خلال هذه المذكرة المرسلة إلى سيادتكم كأمين عام للأمم المتحدة أن تبادِروا للقيام بمسؤولياتكم وواجبكم بالضغط على حكومة العدو المغتصِب للأرض الفلسطينية من اجل الإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين والعرب وعددهم أكثر من خمسة آلاف أسير.
وإننا ندعو إلى قيام تحالف قانوني فلسطيني وعربي ودولي من اجل إسقاط الاعتقال الإداري وإجبار إسرائيل على إلغائه، واعتبار هذا الاعتقال يوجب المسائلة القانونية بجريمة ضد الأسرى يجب أن يحاسب عليها العدو الصهيوني في المحافل الدولية باعتبارها جريمة حرب.
كلنا ثقة بكم أن تُنفِّذوا القرارات الدولية باعتباركم المؤتمن عليها كأمين عام للأمم المتحدة من أجل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والعرب ليتمتعوا بالحرية.
ودُمتُم نصيراً للقضايا العادلة
وإننا لعائدون
الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية
منطقة الشمال
29/5/2014
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها