أحيت حركة "فتح" الذكرى الـ66 للنكبة باحتفال في مخيم بعلبك، بحضور فلسطيني ولبناني حاشد، ضمَّ شخصيات سياسية، ونيابية، ودينية، واجتماعية، وبلدية.

وبعد تقديم من عريف الحفل حسين جمعة، تحدَّث المسؤول التنظيمي لحركة أمل في البقاع الحاج مصطفى الفوعاني، فقال: "إن الحديث عن النكبة هو إعادةٌ لقراءة المشهد الفلسطيني والعربي، لا بهدف كشف المادة التاريخية المتراكمة، بل لإعادة تشكيل الخطاب الثوري المجاهد ليُصبح خطابًا فاعلاً صالحًا لترجمة عملانية عبر صياغة هوية مقاومة، لنستلهمَ الماضي، ونعيدَ هيكلية الانتقال إلى تشكيل واقع سياسي وثقافي ونهوضي استراتيجي، ويأتي كلام الأخ الرئيس نبيه بري معزِّزًا هذه الرؤية. فاليوم يغمض العرب عيونهم ويصمون أسماعهم ويمحون ذاكرتهم، وكأن مسألة القدس وعودة اللاجئين بسيطة يمكن القفز فوقها. لقد تعلّم الفلسطينيون من مذبحة دير ياسين أن مغادرة الأوطان ليست أفضل من الدفن في الأوطان، ولنتذكر أن إسرائيل لم تحصل على فلسطين بالأوراق، لذلك لا يمكن أن تُستعاد حقوق الشعب الفلسطيني إلا بالمقاومة. إن مقومات اللقاء والاجتماع أكثر بكثير من فتنة نائمة. فالتاريخ فلسطين، والعمق فلسطين، والقلب ينبض فلسطين، والصمت يهتف فلسطين، والمدى كل المدى فلسطين، وعليه علينا أن نسعى الى ايجاد وحدة داخل التعددية الموجودة، ونحن في رحاب عيد المقاومة والتحرير ندرك أن إسرائيل شر مطلق، ونعرف ان شرف القدس يأبى أن يتحرر إلا على أيدي المؤمنين".

ثمَّ كانت كلمة مسؤول حزب الله في منطقة البقاع الحاج أبو سليم ياغي، أشار فيها إلى أن يوم النكبة "هو يوم مأساوي في التاريخ ويوم أسود أراده الغربيون المتآمرون لتشتيت الأمة، وتقطيع أوصالها، ويوم لم تشهده المنطقة بتلك المرحلة في عام 1948. أرادوا تسليم فلسطين للصهيونية، وهي مؤامرة متعددة الفصول منذ الحرب العالمية، حين كانت فلسطين خاضعة للاستعمار البريطاني الذي أعطى وعدًا أن تصبح هذه الأرض وطنًا قوميًا لليهود، وبالتالي كان المشروع اليهودي يريد التوسع، لتصبح ارض إسرائيل من الفرات إلى النيل".

وأكَّد ياغي أنه "لا حق لأحد على فلسطين، لأن فلسطين حق لشعبها ولمن غرس زيتونها، ولزائري اقصاها، واعتقد أن شعبا لم يُظلَم كما ظُلِم الشعب الفلسطيني. إن معظم الملوك والرؤساء العرب شارك في اتفاقيات سايكس بيكو، وهم من سرّع لشذاذ الآفاق السيطرة على فلسطين، وما ارتكابُ المجازر من دير ياسين حتى اليوم إلا نتيجة هذا التواطؤ. ونؤكد أن من يريد ان يرفع شعار تحرير فلسطين عليه ان يؤكد ذلك بمواثيق وحركة عملية، لا قولا. والتاريخ لا يغيب عن ذاكرتنا وبالنا لأن مناضلي فتح هم من صنع الثورة ضمن برنامج متراكم من العمليات على مدى سنوات، لتبقى فلسطين الهدف والهوى. العدو يطمح لإقامة دولة يهودية، ويجاهر بذلك، ويطمعون اكثر فأكثر للوصول الى اتفاقات هنا وهناك لتمزيق الأمة والشواهد على ذلك كثيرة منذ اتفاق اوسلو، ألم يتوسع في المستوطنات، الم يقم جدارًا عازلاً باطلاً؟! هذا العدو ليس له مبدأ ولا عهد ويدوس الإتفاقات بنعله، ويماطل ويصارع منذ 1400 عام، وهذا مؤكد في كتاب الله الكريم، وإصراره على إضعاف الجيوش العربية حتى يصبح هذا الجيش كشرطي، فيف العام 2003 ضرب الجيش العراقي، وتم تدميره بالكامل. وفي العام 2006 حاول القضاء على المقاومة، وفشل بهذه المهمة. وفي 25-05-2006، تبدَّل المشهد وانسحب الصهيوني من لبنان واعترف بهزيمته"، خاتمًا بالقول: "نؤكّد ان هويتنا وطريقنا هو تحرير فلسطين وبارك المصالحة الوطنية الفلسطينية التي هي عماد الحرية نحو فلسطين".

أمَّا كلمة حركة "فتح" فألقاها أمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان الحاج رفعت شناعة، جاء فيها "نرحب بكم جميعا في ذكرى نكبة عمرها 66 عامًا تجاوزناها منذ العام 1965، واصبح لدينا ثورة لنؤكد اننا دخلنا عصرًا جديدًا، عصر أطول ثورة في التاريخ المعاصر أطلقتها حركة فتح. ومنذ هذا التاريخ تحولت الخيام الى اماكن قرار ضد عملية تشريد ولجوء وتشتيت. أيام النكبة تآمر العالم كله علينا بتوجيه من بريطانيا التي دعمت البرنامج الصهيوني من اجل فرض الهيمنة على فلسطين، لأن فلسطين قلب العروبة النابض والأهم في الشرق الأوسط سياسيًا وجغرافيًا وتاريخيًا، لكننا عُدنا لنقول للعالم بأننا لم نفقد هويتنا وكياننا بعد المؤامرات والمجازر بكل أنحاء فلسطين، واستطاعت قيادة ثورتنا الفلسطينية عبر الكفاح الشعبي، وعبر عدة أماكن، تحويل منظمة التحرير الفلسطينية التي أنجزتها القمة العربية بدعم من القوة الأساسية فيها حركة فتح وعلى رأسها الرئيس ياسر عرفات الذي عمل بجهد لتصبح المنظمة معترف بها عربيًا وعالميًا ممثلا شرعيًا ووحيدًا للشعب الفلسطيني أينما كان، وأصبح لدينا شخصية وطنية وقانونية على المستوى الدولي رغم انف إسرائيل، وكل هذا نتيجة وعينا الوطني والقومي والإسلامي، حيث قطعنا الطريق على برنامج العدو الصهيوني، وتجاوزنا النكبة في العام 1988 من خلال المجلس الوطني الفلسطيني بإعلان دولة فلسطين، وقبل ذلك في العام 1987 أعلنا انتفاضة أشبال الحجارة الذين واجهوا الدبابات بالحجر والعالم كله ينظر، وسجّل لشعبنا وقفته الكفاحية والسياسية والنضالية ان الشعب المقاوم لم ولن ينكسر أمام غطرسة المحتل، ومن ثم كان لقاء مدريد الذي أتى بعد انهيار الإتحاد السوفيتي، وحضرت الوفود العربية المفاوضات، وكان ممنوعًا على منظمة التحرير أن تُمثَّل إلا من خلال الوفد الأردني بقرار عربي رسمي، ولكن ياسر عرفات تحدى وواجه هذا المخطط كعادته، وواجهه وحيدًا مع إخوته في لبنان على مرأى العالم. وخلال فترة صموده في بيروت لم يستطع هذا العدو دخول بيروت سوى ب 17 كلم من ناحية المتحف، ولكن ظروف بيروت جعلته يخرج وقال (والله لو كانت بيروت هي القدس لما خرجت)، ولكن الخيارات كانت صعبة أمامه، ولم يكن قرار اتفاق أوسلو الذي سماه أبو عمار بالخيار الصعب، قرارًا سهلاً على الإسرائيليين وسبب ذلك دخول 350000 مقاتل فلسطيني الى فلسطين، وهذا ما دعا شارون ونتنياهو لقتل اسحاق رابين".

وأضاف شناعة "في ذكرى النكبة نؤكد أننا لم نُسقِط خيار المقاومة لا في حركة فتح ولا في "م.ت.ف"، فمارسنا المقاومة بانتفاضة أولى وثانية، ومقاومة شعبية مستمرة. وهذه المسيرة مستمرة بالعمل العسكري والسياسي، ونحن في فتح نفتخر ان العمل العسكري المدروس يعطي ثمارًا سياسية"

وحول المصالحة قال شناعة "ونحن نطرق أبواب المصالحة الوطنية الفلسطينية أصبحنا داخل الغرفة الواحدة، وأصبحنا اقرب لبعضنا من الماضي وحول طاولة واحدة فلسطينية نناقش قضايانا بروح المسؤولية. ونحن في فتح نشعر بالسعادة، كما الفصائل، لأننا استطعنا إنهاء الانقسام، لأن الانقسام هو مصلحة لعدونا، وبالتالي اختار الرئيس أبو مازن حماس، لأنها جزء من النسيج الوطني الفلسطيني، وإسرائيل القائلة إن ابو مازن ليس ممثّلا لكل ابناء الشعب الفلسطيني، وهو لا يمثل إلا الضفة، لذا كانت المصالحة هي الصفعة للعدو الصهيوني".