تحقيق ريما داوود

خاص/مجلة القدس، اتجهت بوصلة العالم والاعلام الى وقائع واحداث الثورة السوريةالمستمرة منذ 15 آذار 2011 حتى الان لكن البوصلة منسية الاتجاه هي بوصلة مصير اللاجئينالفلسطينيين الذين كانوا يقطنون في احياء ومناطق سورية وهجّروا الى البلدان المجاورةكالاردن وتركيا ولبنان بعد ان طالت الصراعات والمجازر مخيماتهم.

اللاجئون الفلسطينيونالنازحون من سوريا ومعاناتهم خلال الحرب حتى وصولهم الى مخيمات لبنان نسلط عليهم الضوءمن خلال هذه المقابلات التي اجريت على بعضهم.

شادي ابن الثامنةعشرة من مخيم اليرموك:  جئت من سوريا هرباًمن الاعتقال الاجباري الذي كان ينفذه النظام بحق الشباب في اواخر شهر تموز 2012 حيثأَتيت الى مخيم شاتيلا عند خالتي انا واخي، شعرت بالامان لدى وصولي الحدود اللبنانيةلأن الوضع الامني في لبنان اكثر هدوءاً حيث استطيع ان اتجول في الطرقات دون فزاعة الحربوالمجازر والاعتقالات التي كانت تجري في سوريا على الاقل كان هذا شعوري قبل ان التمسالحقيقة،  لكني صعقت بالوضع الاقتصادي والاجتماعيوالغلاء الفاحش.

ام محمود ام لثلاثةاطفال نزحت من مخيم اليرموك مع اولادها الى مخيم شاتيلا واقامت ضيفة في منزل احد معارفهاالذين لجأوا اليها اثناء حرب تموز في لبنان واستضافتهم والان يردون لها الجميل باحتضانها مع اولادها:   "اعاني جداً في لبنان حيث اني بين الاوانةوالاخرى افكر بالعودة الى سوريا رغم كل ما يحصل هناك من قتل ودمار،  والشيء الوحيد الذي يجعلني افكر بالعودة هو حالةابني الصحية الذي يعاني من نقص في النمو ، وكان يتلقى علاجاً دائماً كانت تؤمّنه الدولةالسورية بشكل دائم، لم نكن كفلسطينيين نحتاج ان نعتمد على الاونروا في الاستشفاء لانهكان على عاتق الدولة السورية ،اما هنا فالوضع مختلف تماماً فقد لجأت الى الاونروا فيمخيم شاتيلا لطلب العلاج لابني وقدمت التقارير والوصفة الطبية  لابني فحوّلوني الى عيادة الاونروا في بئر حسن وكانردهم انهم سيحاولون تأمين العلاج اذا استطاعوا والا فيجب علي تأمينه. واخشى ما اخشاهان يصاب اولادي بالمرض فالمنازل هنا متقاربة جداً غير صحية ولا تدخلها الشمس والرطوبة تملأ المكان،فلا عجب ان الامراض الصدريةوالربو منتشرة في المخيم. وختمت ام محمود:"افضل العودة الى سوريا تحت القتل والدمارولا اكون انا وعائلتي عرضة للمرض من سوء الوضع البيئي الموجود في مخيمات لبنان".

سماح ابنة السابعةعشرة من مخيم اليرموك: لجأت انا وامي واخي عند خالتي في مخيم شاتيلا هرباً من المجازروالاعتقالات فأخي الاكبر مني سناً اعتُقل من قبل النظام السوري واخي الاكبر ما زالتحت القصف والدمار مع عائلته ولكني لم اكن اتوقع اني سأعيش في بيئة مثل بيئة مخيماتلبنان فعندما اتذكر وضعنا في سوريا وارى المشاهد الحية امامي تسيل دموعي وازداد حنيناًوشوقاً، انقطاع الكهرباء الدائم وماء الشرب غير المتوفرة في المخيم، والبنية التحتيةالسيئة تجعل حياتنا جحيماً لا يطاق، انتظر عودة الهدوء الى سوريا لأعود بحثاً عن الهواءوالراحة والاستقرار رغم الدمار الذي حصل الا ان سوريا اعطت الفلسطيني الحق في حياةكريمة.

وعن المساعداتالمقدمة للنازحين قالت سماح: ربما اهالي مخيم شاتيلا قد احتضنونا كوننا لاجئين مثلهملكن ليس هناك من ينظر الى حالنا سوى بعض المؤسسات اللبنانية التي قدمت لنا بعض المفروشاتوالمؤن الغذائية ولكنها لا تكفي حاجاتنا فنحن جئنا الى هنا بالملابس التي علينا ولانملك اي شيء.

وحول تقديمات الاونرواافادنا احد موظفيها فضّل عدم ذكر اسمه: ان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الاونروا اعربتفي وقت سابق عن  قلقها البالغ حيال قضية اللاجئينالفلسطينيين سواء في سوريا او وضع الذين نزحوا الى البلدان المجاورة، ولكن ليس هناكموقف ثابت حول التقديمات التي ستسعى اليها الوكالة من خدمات للاجئين الفلسطينيين، فالأمريتعلق بالوضع النهائي لسوريا، اما في لبنان فقد قدمت الاونروا العلاج للنازحين في عياداتهاالخاصة حيث نستطيع تأمين بعض العلاج للأمراض المزمنة .

اللجان الشعبية:صرح مسؤول اللجان الشعبية في شاتيلا انه سيتم تشكيل لجنة طوارئ مشتركة بين الاونرواواللجان الشعبية للنظر في اوضاع اللاجئين الفلسطينيين السوريين الذين نزحوا الى مخيماتلبنان وعلينا جميعاً تحمل مسؤولياتنا .

جمعية الاتحادالاسلامي اللبناني في بيروت قدمت لبعض العائلات السورية والفلسطينية السورية بعض المفروشاتوالتجهيزات المنزلية والمؤن الغذائية وملبوسات للاولاد في العيد وبعض الاجهزة الكهربائية  كالمراوح والبرادات.

في ظل غياب المرجعياتالدولية والرسمية حيال اوضاع اللاجئين الفلسطينيين السوريين النازحين الى لبنان وشُحِّالمساعدات والتقديمات، في ظل ظروف تهجير صعبة لأهلنا وشعبنا في سوريا تضاهي قساوة ومعاناةنكبة 48 ماذا ينتظر هؤلاء لمساعدة ونجدة نازحينا؟ لقد هب شعبنا الفلسطيني في مخيماتلبنان رغم اوضاعهم المأساوية والضائقة الاقتصادية وبيوتهم المتواضعة التي لا يتوفرفيها ادنى سبل الحياة الى مساعدة ابناء شعبهم ففتحوا لهم بيوتهم و قدموا كل المساعدةالممكنة معتبرينهم مهاجرين عند انصار لحين عودتهم الى بيوتهم واهلهم سالمين.