غزة-بعد ساعات من إعلان النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة المصرية والتي أشارت إلىتقدم مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي على الفريق أحمد شفيق بفارق طفيف , خرج أولتصريح علني من حركة حماس على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم يهاجم حركة فتحويتهمها بالعمل على إفشال المصالحة الوطنية الفلسطينية.

وكانعدد من المحللين السياسيين حذروا قبل أيام من أن فوز مرشح الإخوان في رئاسة مصرسيدفع حركة حماس للتنصل من التزاماتها تجاه المصالحة الوطنية كونها سترى أن موقفهاتغير والبيئة المحيطة بها أصبحت تخدمها أكثر للاستفراد في قطاع غزة وإعاقة تنفيذالمصالحة الوطنية.

وتشرفالأجهزة الأمنية المصرية على ملف المصالحة الفلسطينية منذ أربعة سنوات في حواراتمكوكية كان آخرها توقيع اتفاق الدوحة الذي نص على تولي الرئيس عباس حكومة مستقلينأعقبها اتفاق القاهرة الذي أتاح للجنة الانتخابات الفلسطينية بالعمل في قطاع غزةلتحديث سجل الناخبين.

حركةحماس وفي ردها الأولي يبدو وفقا للمحللين أنها صدقت ما ذهبوا إليه في السابق حيثقالت في بيان لها اليوم بخصوص المصالحة :' انها تنظر بقلق كبير وبخطورة بالغة إزاءما تقوم به أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية وتحديداً في مدينة نابلس من حملةاعتقالات واستدعاءات ومداهمات طالت العديد من أبناء الحركة وأنصارها وطلبةالجامعات وأسرى محررين(..) مبيناً ان هذا يتناقض تماماً مع قرارات وتوصيات لجنةالحريات التي وقعت عليها فتح في القاهرة في العشرين من مايو الماضي مما يدلل عليتنصل فتح من استحقاقات المصالحة واتفاق القاهرة، ويتوافق ذلك مع قدوم المنسقالأمريكي بول بوشنغ والترتيبات الجارية للقاء عباس موفاز المشؤوم وفي ظل حملة اعتقالاتواسعة يقوم بها الاحتلال ضد أبناء شعبنا'.

وقالمسؤول أمني فلسطيني قبل عدة أيام أن الأجهزة الأمنية تقوم بحملة لضبط الشارعوالقضاء على الفلتان الأمني والذي كان آخر ضحاياه محافظ مدينة جنين والذي توفى اثرأزمة قلبية بعد إطلاق النار على منزله.

وأكدتحماس على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم ' رفضها لهذا التغول الثلاثي عليها والذيحذرنا منه فور قدوم بوشنغ (المنسق الأمريكي الجديد) للمنطقة وعلى حركة فتح ألاتعبث بمستقبل المصالحة وألا ترهنها بمصالح وبأجندات خارجية مدمرة للقضيةالفلسطينية.

وطالبتحركة حماس أهالي الضفة الغربية وجميع الفصائل الفلسطينية برفض ما يجري وعدمالاستجابة للاعتقالات والاستدعاءات ومن حقهم أن يحموا أنفسهم من هذا التغول، وعلىشعبنا في الضفة وعلمائنا والنخب والنقابات والمثقفين أن يشكلوا حالة رفض جماعيةلما يجري والعمل علي حماية أبنائهم وإخوانهم وبما يجبر السلطة وحركة فتح علي إنجازالمصالحة ووقف العبث بمستقبل الشعب الفلسطيني .

فوزيبرهوم قال قبل يومين في تصريح صحافي مختلف وبلهجة أخرى ' أن معالجة ملف الحكومةخطوة متقدمة على طريق الوحدة وإنهاء الانقسام يجب أن يعمل الجميع على إنجاحهاوتذليل كافة العقبات التي تواجهها.

وأوضحبرهوم ' أن ما وصلت إليه الحوارات الفلسطينية في القاهرة بين فتح وحماس وتوقيعاتفاق المصالحة والبدء بتطبيقه علي الأرض وخاصة معالجة ملف الحكومة خطوة متقدمةعلي طريق الوحدة.

وشددبرهوم على أن الانقسام الفلسطيني لم يكن في يوم من الأيام رغبة ولا مصلحة فلسطينيةعلي الإطلاق إنما هو نتيجة للتدخل الخارجي السافر والمباشر في الشأن الفلسطينيالداخلي.

ويظهرالتحول الدراماتيكي في موقف حماس بمجرد إعلان فوز الإخوان برئاسة مصر .

واحتفلتحركة حماس الليلة الماضية وصباح اليوم في قطاع غزة بفوز مرسي برئاسة مصر وعلتالتكبيرات في المساجد وخرج عناصرها في مسيرات مبتهجين بهذا الفوز.

ويخشىمراقبون من أن أندفاع حماس نحو مرشح الاخوان سيضر بالقضية الفلسطينية ويؤديلانشقاقات وانقسامات جديدة على الساحة العربية وخاصة بين الشعوب والمجتمعات وليسفقط الحكومات.

المحللالسياسي هاني المصري قال ' فوز محمد مرسي، بالتأكيد سيكون خبرا جيدا لحركة حماس،وطبعا هذا سيدفعها لرفع سقف شروطها في المصالحة'.

منجهة أخرى اوضح الكاتب عبد المجيد سويلم ' ان حماس 'هي من طلب تأجيل اللقاء بينعباس ومشعل، لانها لا تريد ان تخطو خطوة واحدة الى الامام قبل معرفة نتائجالانتخابات في مصر'.

واعتبرسويلم انه لن يكون 'مستغربا' ان تنسحب حماس من طاولة المصالحة الفلسطينية بمجردفوز مرسي، وان تبدأ العمل على تحويل غزة 'امارة اسلامية'.

واضافان فوز مرشح الاخوان يقلق السلطة الفلسطينية باعتبار انه 'سيوسع قاعدة تعطيل جهودواجواء المصالحة'.

امينعام حزب الشعب بسام الصالحي كان له رأيا آخرا حيث قال ' ان نجاح عملية التحولالديموقراطي في مصر او فشلها 'هو الذي سيؤثر على المصالحة'.

وقالالصالحي 'التأثير على المصالحة لن يكون بفوز شفيق او مرسي، بل سيكون اذا نجحت عمليةالتحول الديموقراطي ونجم عن ذلك نوع من الاستقرار، او اذا فشلت مع ما سينشأ عن ذلكمن صدامات محتملة في مصر'.

واعتبران فشل العملية الديموقراطية في مصر 'سيعزز ثقل التيارات الرافضة للمصالحةوالرافضة للانتخابات'، في حين ان نجاح الانتخابات المصرية 'سيكون له تاثير ايجابيللمضي في الانتخابات الفلسطينية'.

وكانالقيادي في حركة حماس محمود الزهار قال أن تأجيل مباحثات تشكيل حكومة الوفاقالوطني إلى ما بعد الانتخابات المصرية، يعود إلى 'وجود معطيات جديدة على الساحة،ونحن نتحرك في بيئة عربية من حولنا، هذه البيئة كانت معادية سابقا لبرنامجالمقاومة'.

وتوقعالزهار أن تظهر نتائج الانتخابات المصرية بيئة مختلفة، 'لذلك طالبتُ بأن نتريثقليلا حتى نرى ما سوف تُفضي إليه الانتخابات المصرية وما ستفرزه من نتائج نتعرفحينها على هذه البيئة الجديدة وكيف سيكون تعاطيها مع القضية الفلسطينية، خاصة أنمصر واحدة من أهم الدول الأساسية في إتمام برنامج المصالحة'.

خبراءفي الشأن الفلسطيني يقولون أن فوز مرسي سيعقد عملية المصالحة بين الإخوة الفرقاء،وحماس تعتقد أن مرسي هو حليفها، وتأمل بوصوله إلى السلطة أن تلغي مصر الاتفاقياتمع إسرائيل حول حصار قطاع غزة، وسيسهم مرسي في حصول حماس على اعتراف دولي.

المؤكدلدى خبراء آخرون أن الرئيس المصري الجديد لن يستطيع التأثير في مجريات القضيةالفلسطينية كون الملف كاملا تديره أجهزة الأمن وخاصة جهاز المخابرات القوي ممايعني أن مكاسب حماس قد لا تكون كما تتوقعها.

وأظهرتالمؤشرات الأولية اليوم للانتخابات المصرية فوز محمد مرسي على أحمد شفيق فيانتخابات رئاسة مصر في وقت تعيش فيه البلاد فراغا دستوريا وبرلمانيا غير مسبوق حيثأعلن الليلة الماضية المجلس العسكري الحاكم في مصر دستورا تكميلا حيث يرى الخبراءأن بنود الدستور تقلص صلاحيات الرئيس وتحفظ للمجلس العسكري مكانته في إدارةالبلاد.

وكانتالمحكمة الدستورية المصرية أقرت قبل أيام حل مجلس الشعب المصري والذي يهيمن عليهالإسلاميين وقد تستعد مصر لاعادة الانتخابات وفق نظام انتخابي جديد.

المصادر:

وكالةفلسطين برس

موقعإيلاف

وكالة'فرانس' برس

وكالة'نوفوستي' الروسية