بقلم/ بكر ابو بكر

خاص/مجلة القدس، انالخطى الثابتة دلالة على التمكن والرسوخ والإحسان، ويأتي الفعل الناجز والإقداموفق المعطيات المخطط لها مقدرة تتجلى مع أصحاب الخطى الثابتة الذين يبثون الأملويرسخون الايمان، ويكاملون التناسق بين الأفعال، ويحرصون على جعل (أفكارهم/أفكاروخطط وبرامج التنظيم) تمشي على الأرض من خلال المتابعة.

ان الادارةباعتبارها دماغ الجسد التنظيمي او الحزبي في أي فصيل سياسي أو مجتمعي تحتاج لقدراتترسم من خلالها الاهداف اليومية التي بدونها يصبح التنظيم بلا مهمات أو مشاريع عملأو واجبات لا سيما إذا افتقد الكادر لحسن المبادأة  أو المبادرة.

 إن التنظيم بلا خطة أو فكرة أو هدف وأمل(وقيادة/إدارة راشدة) كالجسد بلا رأس، يمشي مكبا على وجهه.

المتابعة إثروضع الخطة أو توزيع التكليفات والمهمات على الأعضاء ليست كلمة تقال، أوفعلا منقوصاوليست هواية النظر في الورق والخربشة عليه، إنها الضابط أو الموجه للمكلّفين،وآلية ضمان حسن سير الخطة أو البرامج او المشاريع الموضوعة وتطابقها مع الأهداف،لذا فإن الإدارة التنظيمية التي تفترض أن (كل) الناس تطبق الفعل/المهمة المطلوبمنها وفق ما صدر من (توجهات /قرارات/ خطط) هي إدارة واهمة، لماذا؟ لان انشغالاتالناس الكثيرة، وعدم تقدير أو فهم البعض لما هو مطلوب منهم، أو لوضعهم أولوياتأوأسبقيات أخرى، أو لتكاسلهم، أو لعدم خضوعهم للمراقبة والمحاسبة فإنهم يتباطؤونأويهملون أو لا ينفذون المطلوب منهم أصلا دون خوف من رادع معنوي، وفي ظل فقدانالشعور "الكلي" بالمكاسب.

ليست المشكلةدوما لدى الكوادر و الأعضاء، وهي غالبا في الإدارة/القيادة التنظيمية (العليا)،والذي يؤدي تخليها عن دورها النشط في المتابعة بآلياتها البسيطة إلى فقدانالنتائج. فتصبح الخطط عبارة عن سطور نافرة على ورق، وبذا يضعف فعل التنظيم وقدرتهعلى التواصل رأسيا وأفقيا في علاقات مع رأس الهرم وقاعدته و علاقاته مع الناس.

إن الخطىالثابتة بافتراض صحة المسار من جهة، ووضع الخطط الواضحة من جهة أخرى ولتحقيقالتمكن فلا مناص من (القائد) الذي يتواصل ويوجه و ينسق و ينظم و يحاسب ويحفز ويرسمالأمل والفعل، فتأتي المتابعة في سياق الهيكل التنظيمي مرتبطة بالتنظيم السياسي(أو أي تنظيم كان)  بمرتكزات خمسة أساسيةلطالما تحدثنا عنها.

1- انالاجتماع التنظيمي الدوري (الأسبوعي أو كل أسبوعين) لا بديل عنه، فلا الهاتف و لاالمهرجان ولا الاجتماع الموسع ولا (الفيسبوك) ولا عزومة الغداء ولا قعدة المقهىولامشاركة العزاء ولا الاحتفال على أهمية وضرورة كل هذه الوسائلالاتصالية/الاجتماعية يغني عن الاجتماع التنظيمي .

ان الاجتماعلقاء مباشر وجها لوجه حيث القلوب تتقاسم العواطف، والعقول تحلق وتتشارك، وما يحملهذلك ويحققه من: الحوار والنقاش وتقارب وجهات النظر، والمتابعة للعمل والتكليفات،والنقد الذاتي، والتدقيق والمواجهة، والتثقيف والتفكير المشترك، وتنفيذ أو متابعةتنفيذ الخطة والمهمات العملية، و رفع التوصيات للأطر العليا، كل ذلك يضفي شعورابالراحة والرضا على العضو، ويجعله يحس بقيمته ومكانته ووجوده، وأن له دورا بلودورا هاما ومقدرا في التنظيم (المنظمة).

2- ان العملبلا تقرير مكتوب وشفوي يُرفَع للمسؤول كأنه لم يكن، لأن التقرير وثيقة هامة تتضمنإعلاماً وإبلاغاً يتضمن وصفا محددا للنشاط ونتائجه والى أين وصل، ومن كلف به ومنالتزم ومن لم يلتزم ، وزمن التنفيذ والايجابيات و السلبيات، والتوصيات والمقترحاتللاستفادة من الايجابيات أو تلافي الأخطاء ، لذا فلا فعل منظماً يخلو من تقريرواضح.

3- لكل عضومسؤول عنه معرّف، ولكل عضو مهمة محددة مهما كبرت أو صغرت ، فالعضو بلا مهمةعمل  قد يصبح عبئا على التنظيم، فقد يغدومتواكلا أو متكاسلا اويشعر بالإحباط فيجلس في بيته متملّلا أو حزينا أو نافضايديه، وهو بذلك  يفترض الإهمال أوالاستبعاد أو عدم التقدير.

وقد يتحول إلىمخرب في جسد التنظيم شيئا فشيئا، فيفتح العين الناقدة على اتساعها، ويغمض عينالإبداع والفعل وإرادة النضال والتغيير،فلا يرى إلا ما يسيء للتنظيم فقط أو لا يرىمنه إلا سلبياته ، ويخلط بين التوقيتات و المواقف و الأماكن المسموح فيها النقد،وتلك المحصور فيها النقد الذي يوجه غالبا في الأطر الداخلية.

4- إن لم يكنالأعضاء مرتبطين بالهيكل التنظيمي، مهما كانت شدة الارتباط ونوع المهمة المكلفينبها، فان ضعف الانتماء هو النتيجة، و قد يصبح ذلك مبررا لديهم للتفلّت والانصرافوالابتعاد، ويصبح كلُّ (يتصرف على رأسه) ، وما يؤدي إلى تصاعد نغمة النقد السلبيالتي قد يجدها "المنصرف" محببة وترضي غروره الجريح.

وقد يلجأالعضو "المنصرف" لوشائج وروابط بديلة مثل تلك العشائرية أو العائليةأوالمناطقية.....أو إلى مجموعات التواصل الاجتماعي...الخ. والخلل الأساس في ذلكيعود للإدارة/القيادة التنظيمية تصاعديا من الشعبة حتى المنطقة فالإقليم فقيادةالتعبئة و التنظيم فاللجنة المركزية.

5- التواصلالتنظيمي و مع الجماهير: حيث أن كل ما سبق

يعد تواصلاهاما ومشاركة (الاجتماع/التقرير/الهيكل/مهمة العمل/المسؤول...) ، ولكنه في ظل تحولالعالم الى قرية صغيرة تصبح مهمة توسيع مساحات الاتصال وزيادة حجم المشاركة معالأعضاء، و مع الجماهير أمر لا بد منه، وإلا أصبح التنظيم متوزّعا بين رغباتهالذاتية أي رغبات أفراده واهتماماتهم الخاصة، دون اعتبار للخط العام والأهدافالمشتركة، وكذلك الأمر مع الجماهير التي إن أهملت نأت وأدارت الظهر لنا كليا، ثمعاقبت كما يحدث في الانتخابات.

إن الارتباطمع الجماهير بتحسس مشاكلها وحاجاتها بحيث يتمكن منهم الشعور أن لافرق بينهم وبينالقائد او الكادر، وبحيث يحتفظون له بغلاف محبة ومودة وتقدير وإكبار دائم هو منأسس فكر حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح منذ البداية، فكرست بذلك وما زالتمفاهيم الارتباط و الالتحام و التعلم و الاعتماد على الجماهير، وزرعت بذرةالجماهيرية في الفكر التنظيمي بحيث خرجت من ضيق الانتماء التنظيمي وكرست مفهومتقديم الفكرة والقضية والأمل والمنجزات ،والخدمات للناس (كل الناس) على عكسالتنظيمات الحصرية التي تمنح أنصارها المال وجنة الله، وتمنع عن غيرهم من الناسبقسوة.

وللعلاقة معالجماهير أساس يبدأ بزيادة مساحة الاتصال والمشاركة مع الأعضاء عبر اللقاءاتالاجتماعية الميدانية و السياسية المختلفة وعبر الاستفادة من وسائل التواصلالاجتماعي على الشابكة، وبالتكامل مع علاقة الاعضاء مع الجماهير باعتبار الأعضاء(دعاة) للحركة، وليس مسيّرين أو متساوقين أو متلقّين سلبيين قد يتبنون كل ما يقالمن خارج الحركة.

إن احترامآراء وتلبية حاجات الناس المحقة أو تبنيها من قبل عضو/كادر/قائد التنظيم مسعى يجبأن ينال الأولوية، فلا نتواصل مع الناس في المناسبات فقط، أو حيث كانت انتخاباتأوعند أي منعطف أو موقف سياسي هام، أو للحشد لمهرجان أو مسيرة أو نشاط محدد ، بليجب أن تكون العلاقة التشاركية يومية، وغير انتهازية.

ان الاقدامبخطى ثابتة يفترض كادرا قادرا على المبادرة، ويعني إدارة/قيادة قادرة على التخطيطو المتابعة ورسم المستقبل والأمل، وفي حركة فتح لم نعدم الوسيلة، فالهدف كبيروفلسطين اكبر منا جميعا، فهلمّوا.ر