بقلم عضو المجلس الثوري / المحامي لؤي عبده
امام كلما يحيط بقضيتنا من مخاطر، وتحولات اقليمية وعالمية، وانقسامات وغيره، من اجلالسيطرة على السلطة ليس في فلسطين فحسب وانما في الوطن العربي وتصدع الوحدةالوطنية، وتراجع الحركة الفلسطينية لابد من وحدة وتلاحم حركة فتح كضمانة لاستمرارالنضال الوطني، والحفاظ على ثقافتنا الوطنية النضالية والصمود الوطني ووقف العبثبالقضية وارادة شعبنا والتوصل الى حل مشرف يليق بنضالنا وتضحياتنا وتعزيز مصيرنا،نطرح السؤال التالي : ماذا نريد ؟! ولا نقول ما العمل ؟! لان كل المخلصين لفلسطينيعرفون الاجابة على هذا السؤال نجيب : الحفاظ على خصائص حركتنا ونضالنا، والكف عناللهو وضياع الوقت في طريق الوهم، فتح وجدت لتنتصر، لا لتساوم ولا لتستسلم وماوصلنا اليه من تجربة وظروف اللا حرب واللا سلم تقتضي البحث عن اولويات الوجودوالديمومة ووقف العبث بعد تجربة تاسيس سلطة وطنية على اجزاء محدودة من فلسطين (الضفة والقطاع ) وانقضاء عشرين عاما على الدوران في حلقة مفرغة والخلاف مستمر علىالعلاقة مابين فتح وهذه السلطة واستمرار الازمة الاقتصادية والمعيشية وانتقالالوعي النضالي من اجل تحرير البلاد من الاحتلال وازالة الاستيطان وتحرير القدس الىالوعي من اجل لقمة العيش فقط، اي ( الخبز ) والارتكاز على المجتمع الدولي لتحريرنامن هذا الاحتلال الغاصب، بل والوقوف تحت رحمة الدول المانحة وبنك النقد الدولي فيتقديم المساعدات والمشاريع وغيرها من المعونات والمساعدات المالية والاقتصادية، بلالتعرض بشكل او باخر للابتزاز السياسي، ونتسائل الم يحدث هذا.......؟!
وما الذياجبر حركة وطنية عريقة ان تصل الى ماوصلت اليه؟ وما هو ذنب الشعب الفلسطيني انفشلت المفاوضات مع حكومات اسرائيل؟ لا يعني فشل الشعب الفلسطيني انما تتحمل فتحالمسؤولية عما وصلت اليه قضية شعبنا .
لماذا اعتمدتفتح في النظام الداخلي قاعدة تنظيمية هامة الا وهي النقد والنقد الدولي والتفكيربصوت عالي ومسموع وخاصة بعد ان اصبح العمل الفتحاوي فوق الارض وليس تحتها .........
مع عصرالعولمة والثورة التكنولوجية والاتصالات والاعلام، لم يعد هناك شيء مخفي ابدا بلاصبحت الحقائق والمعلومات والوعي اخذ بالانتشار الواسع، العلم ملك للجميع وما فيحدا احسن من حدا.....!!
بالتاليالجدل الذي تفرضه الحالة القائمة في اوساط المجتمع يشكل طريقة هامة لا بد منالتعامل معها بجدية، اذا ما بقيت حركة فتح رائد النضال الوطني فهذا واحد من خصائصكفاح شعبنا وهو ما سعت اليه على الدوام .
وواهمكل من يعتقد ان السلطة تستطيع الاستمرار بعملها ووجودها مع بقاء الاحتلالوالاستيطان وفقدان الحقوق الوطنية للشعب .
هذا مفهومحقيقي، ومسلم علمي لا يمكن ان تتجاوزه العقول فما بالك سلطة منقسمة في جهتينمختلفتين، وبدون مؤسسات تشريعية حقيقية، او حتى لا سلطة للسلطة .....بل كيف ستستمر هذه السلطة مع استمرارالازمة الاقتصادية والمالية ؟!
الحقيقةمؤلمة، ومؤلمة جدا، اذا ماوقف الجميع كرجل واحد للاجابة على سؤال ماالعمل؟ مع انطرحه جاء متاخرا؟!!
حركة فتحترفض ان تبقى حركة ذات اطار هلامي ويرفض كل المناضلين الوطنية ان تسحق الحركةالوطنية الفلسطينية بعد هذا التاريخ العريق لشعبنا بالتالي لا بد من التعامل معالحقيقة والاستجابة لها، ولا مجال للهروب الى الامام او الابقاء على نهج المناورة،وسيلة وحيدة في العمل والواقع، فتح التي استغلت استغلالا ظالما وانانيا من طبقةالمصالح التي تشكلت في العشرين عاما الماضية، يطلب منها اليوم ان تجد الحل المناسبللمازق الذي يضرب بواقعنا، بعد ان دفعت الثمن غاليا من سمعتها وكرامة نضالها، وحلفيها مصطلح البرغماتية على الثورية، اسلوبا واسع الانتشار او ربما في اهم مراكزها الحيوية .
ان التعايشمع الاحتلال والاستيطان امر مرفوض ولا يقبل به طفل فلسطيني واحد، ولا بد من الردعلى سياسة الامر الواقع التي تمارسها حكومات الاحتلال حتى لو ادى ذلك الى فرضالدولة على ارض الواقع والعالم، سواء كان في الامم المتحدة، او حتى على الارض .
اي فتحامام ثلاث خيارات لكل تداعياته وابعاده طبقا للظرف العربي والدولي، وما هو قائمعلى الارض فاما ان نذهب الى الجمعية العامة للامم المتحدة ونطالب بعضوية دولةمراقب، وهو الملعب الذي نستطيع فيه ان نحقق هذا الهدف، واما ان نعلن عن دولةفلسطين على الارض المحتلة عام 1967 بما فيها القدس عاصمة لها، واما ان نبقى نراوحمكاننا، في واقع الحال، والذي يعتبر لصالح الاحتلال الذي من خلاله يستطيع تكريسنفسه واستيطانه، والتعايش معه لعشرات السنين ( وذلك طبقا لما هو قائم ) .
هذه هيالخيارات القائمة امام من يفكر في الحال الذي وصلت اليها الامور، وما ادرانا ؟!
ومعهيمكن الحفاظ على لحمة فتح وتيارها النضالي الوطني قويا مؤثرا صوته عاليا، وتحقيقالوحدة الوطنية اللازمة لكل الظروف والاحوال .
اما انيبقى الحال على ماهو فهذا يرفضه دوافع واهداف فتح، وماناضلت له عشرات السنين وعليهيجب ان يدفع كل مخلص لفلسطين ان يبقى الصوت الفتحاوي عاليا مرتفعا، والا سيبقىاولئك الذين ارتضوا لانفسهم المصالح الخاصة قائمة على حساب المصلحة الوطنية العليايصولون ويجولون .
ويجب اننعترف لانفسنا ان ميزان القوى في صراع المئة عام لن يتغير لصالحنا على المدىالمرئي طالما ان وظيفة ودور اسرائيل في المنطقة على ما هو، وان الامبرياليةالعالمية استفردت السيطرة على دول العالم ومصالحها، بل وان الواقع العربي مازاليراوح مكانه حتى لو حكم الاخوان المسلمين جميع الدول العربية، معادلة الصراعتراجعت لصالح الاحتلال وتفوق اسرائيل في المنطقة والقوى الاقليمية المتمردة تسعىفقط لانتزاع شرعية دورها وليس اكثر حتى لو وصل صوتها وصراخ زعمائها الى اعلىالسماء .
فهل هناكاستراتيجية فلسطينية حقيقية للتعامل مع هذا الواقع الحقيقي؟ والذي يفرض نفسه علينايوما بعد يوم، لا حياة لمن تنادي للاسف التغيرات ليست لمصلحة النضال الوطني حتىاللحظة ترحمت فتح مواقفها التاريخية بالعمل والممارسة ومواكبة التطورات فخطابها عبرالمراحل كان ومايزال يركز على صمود شعبنا المقاومة ، الحراك التنظيمي والسياسي،للتعامل مع كل الاحتمالات، فالثورة طريق تفرضه الحقائق، بعد كل ماوصلت اليه عمليةالسلام الامريكي الاسرائيلي المخادعة .
يتبع ...........
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها