1.الديكتاتور

يظنُّ أن الحياةَ من مقتنياتهِ

يلهو بها كمنْ يلهُو بطابة

يضيفُ ما يريد

ويحذفُ ما يريد

كأنه خالقُ الأكوان في سبعةِ أيام

لكنهُ في وحدتهِ

يخافُ على نفسهِ من غبائه

في جيبِ سترتهِ منديلٌ لدموع التماسيح

يمشي على سنابلِ القمحِ ولا يرفُّ له جفنٌ

في قلبِهِ قنابلُ موقوتهٌ

لأيامٍ أخرى

يكسرُ أغصانَ الشجرةْ

من أجلِ ثمرةْ

 

2. أم الأسيرِ

أقولُ توقفي عن التفكيرِ

أستحلفُكِ بالله والأنبياءِ

قد تموتينَ من القهرِ

ويُصابُ دماغُكِ بالتّلفِ

ويصبحُ وجهُكِ أصفرَ كالزعفرانِ

حذارِ إذا وقعَ قلبُكِ المريضُ بغتةً

مثلَ رصاصةٍ طائشةٍ على طرف النافذة

ساعاتها لن نعودَ في مأمنٍ من غدنا

آه ما أصعبَ أن ننتظر حياةً جميلة

كما تريدينَ يا أمَّ الأسيرِ

 

3 .غياب العالم

أظنُّ أنهم ما عادوا أحياءَ

كأنّهم موتى

قلوبُهم جافةٌ كأحجارٍ قديمة

أظنُّ أنهم لن يتحركوا

مهما ناديتهم

مهما هززتَ الهواءَ في عيونهم

حتى لو سقطتْ أمُّكَ وأُمي في حفرة وماتتا

حتى لو سقطتِ البناياتُ المستأجرةُ على رأسي في آخر الليل

وعجزتُ من أن أغطي جسمي بالزنبق

 لن يتحركَ أحد

لنفترضَ أنَ الأقصى تهدّمَ وسقطَ تحتَ دبابة

لنتفرضَ أنّ المعاولَ آخذةٌ في الهدمِ

لنفترضَ أنَ العدلَ تحت قبعةِ جنرالِ فاسد

لنفترضَ أنَ اليأس ازدادَ والحُلمَ تدهورَ

والقوانينَ فسُدتْ

مع هذا بكلِّ أسف لن يهتزَ أحد

هذا هو الليلُ بعينهِ

صقيعُ جرحٍ لن يندملَ

 

4. صورة سواي

تحت مطر بيروت

كساعةِ حائط

على أرصفةٍ وشوارع أمشي كغريق

في ظلالِ المنازل  أنظر لأرى

وسطَ الطريق مراكبَ تراوحُ مكانها

وطيوراً تنقرُ ابتسامةَ الشرفاتِ

أقف لأعتذرَ من الحياة

لأنني لستُ حراً في هذه الحياة

 

5 أحدِّثكم

كالقذائف بعضُ الكلماتِ

تصفعنا في كل لحظة

أمسّدها مساء

أغرسُ بعضَها في الدفتر

وألجأ إلى فيء شجرة

حقاً إنها مؤلمة

أنظرُ إلى الأرض هنا أرواحُهم

هنا ابتساماتهُم

هنا أحلامُنا المذبوحةُ على مرقد الحريةِ

من أجلِ الأرض التي تكونُ لنا

أو لا تكون

 

6. كلمة السر

الحريةُ قمرٌ سيأتي غداً

الملايينُ تنادي

والراياتُ تلوّح

وأديمُ الأرضِ خفّاقٌ كقلوبِ الأمهات

سيأتي غدٌ على صورة الأبد

على جرحٍ ينهض كزهرة

لن نكونَ عبيداً على أطلال الطرق

كلٌّ منّا له ما يبكيهِ وما يسعدهِ

سنواتٌ من الأرق

وسرابٌ من المشاعر

كأغصانٍ تحتاجها ظلالنا

كمْ على ضحكةٍ بكينا

كمْ على لحظةٍ علّقنا قناديلَ آمالنا

كمْ كنّا سنصبحُ كسوّاح

نصوّر بالكاميرا ما لا نعلم